سوره سبأ











سوره سبأ



وفيها آيتان

1 ـ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ / 4.

2 ـ قُلْ مَا سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ / 47.

«لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِکَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ کَرِيمٌ»

سبأ/ 4

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسي بن إسحاق (بإسناده المذکور) عن عکرمة عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل، إلاّ وقد عاتبه الله، وما ذکر علياً إلاّ بخير[1] .

(أقول): قد مرّ هذا الحديث ونحوه في أمثال هذه الآية ممّا فيها «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ»؛ لأنّ الحديث وما هو نظيره، يدلّ علي أنّ کل آية هکذا واردة في علي، قبل غيره من المؤمنين، وقد ذکرناه في آيات عديدة لأنّ العام يشمل أفراده کلها.

قوله: (وما من أصحاب محمد رجل، إلاّ وقد عاتبه الله) کلام غير مستغرق، وإنّما هو تغليبي، إذ لا شکّ في وجود أصحاب لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ممّن لم يعاتبهم الله، ولم يکن فيهم محل عتاب کسلمان (منّا أهل البيت)، وأبي ذر (منّا أهل البيت)، والمقداد (إيمانه کزُبُر الحديد)، وعمار (مُليء إيماناً من قرنه إلي مشاش رجله) ونحوهم... وهذا الکلام ينظر العام التغليبي في قوله تعالي: «أفإن َ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِکُمْ» آل عمران/ 144. حيث نسب الانقلاب إلي جميع المسلمين، باعتبار انقلاب أغلبهم، أو غالبهم وهذا واضح معلوم لمن کانت له دراية بأساليب الکلام، وأنواع البلاغة فيه.

«قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ...»

سبأ/ 47.

روي الحافظ سليمان (القندوزي الحنفي) بإسناده المذکور عن محمد بن علي الباقر (رضي الله عنه) في قوله تعالي: «قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ».

قال: من توالي الأوصياء من آل محمد (صلي الله عليه وعليهم) واتبع آثارهم، فذاک يُزيده ولاية من مضي من المؤمنين الأولين، حتي تصل ولايتهم إلي (آدم) (عليه السلام) (إلي أنْ قال): وهو قول الله عزّ وجلّ: «قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ» (يعني): يقول:

أجر المودّة التي لم أسألکم غيرها، فهو لکم، تهتدون بها، وتسعدون بها، وتنجون من عذاب يوم القيامة[2] .









  1. شواهد التنزيل/ ج1/ ص21.
  2. ينابيع المودّة/ ص98.