سوره احزاب











سوره احزاب



(وفيها خمس عشرة آية)

1 ـ وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَي بِبَعْضٍ / 6.

2 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللهِ / 9.

3 ـ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ / 23.

4 ـ وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ کَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً / 25.

5 ـ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ / 33.

6 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللهَ ذِکْراً کَثِيراً / 41.

7 ـ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْکُمْ وَمَلاَئِکَتُهُ / 43.

8 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَکَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ / 49.

9 ـ وَمَا کَانَ لَکُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ / 53.

10 ـ إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِکَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ / 56.

11 ـ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا / 57.

12 ـ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اکْتَسَبُوا / 58.

13 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَکُونُوا کَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَي / 69.

14 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَکُونُوا کَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَي / 70.

15 ـ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ / 72.

«... وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي کِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ...».

الأحزاب/ 6

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن الحافظ أبي بکر بن مردويه في کتاب (المناقب) في قوله تعالي:

«وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي کِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ».

أنّه قيل: ذلک علي، لأنّه کان مؤمناً، مهاجراً، ذا رحم[1] .

(أقول): معني ذلک: إمّا أنّ نزول الآية کان في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وإمّا کونه أظهر مصاديقها، لا انحصار حکم الآية فيه بحيث لا تشمل غيره ـ کما مرّ غير مرة ـ فيکون هذا من النزول، أو التأويل، أو ما شابه ذلک.

(مضافاً) إلي ما ذکره العلاّمة المظفر (قده) قال:

(لا نسلم شمول الأوصاف المذکورة لغيره، فإنّ العباس ليس من المهاجرين، إذ لا هجرة بعد الفتح فلا يستحق من النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ميراثاً لأنه تعالي قيّد في الآية أولي الأرحام بکونهم من المؤمنين والمهاجرين)[2] .

فيکون الانطباق منحصراً في علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وذکر ذلک جمع من المؤرخين القدامي والمحدّثين:

(منهم) أبو محمد أحمد بن أعثم الکوفي في کتاب الفتوح[3] .

(ومنهم) شهاب الدين النويري في کتابه الکبير (نهاية الأرب)[4] .

(ومنهم) أبو العباس القلقشندي في موسوعة (صبح الأعشي)[5] .

کل هؤلاء نقلوا ذلک ضمن رسالة مطولة جوابية من الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي معاوية بن أبي سفيان جاء فيها:

(وکتاب الله يجمع لنا ما شذّ عنّا وهو قوله سبحانه وتعالي:

«وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي کِتابِ اللهِ».

وقوله تعالي:

«إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ».

(فنحن مرة أولي بالقرابة، وتارة أولي بالطاعة).

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْکُمْ إِذْ جاءَتْکُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَکانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً»

الأحزاب/ 9

روي العلاّمة البحراني عن أبي نعيم الأصفهاني (فيما نزل من القرآن في علي) بالإسناد عن سفيان الثوري، عن رجل، عن مُرّة، عن عبد الله قال: وقال جماعة من المفسّرين في قوله تعالي:

«اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْکُمْ إِذْ جاءَتْکُمْ جُنُودٌ».

إنّها نزلت في علي يوم الأحزاب[6] .

(أقول): الظاهر أنّ المقصود بنزول الآية في أمير المؤمنين (عليه السلام)، هو أنّ المراد بکلمة (نعمة الله عليکم) هو علي بن أبي طالب، حيث قتل عمرو بن ود العامري، وبقتل علي إيّاه قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(لم يبقَ بيتٌ من المشرکين، إلاّ ودخله وهنٌ، ولا بيتٌ من المسلمين، إلاّ ودخل عليهم عزّ ولمّا قتل عمرو، خذل الأحزاب)[7] .

وقد روي العلاّمة البحراني أيضاً عن الحافظ منصور بن شهريار بن شيرويه بإسناده إلي ابن عباس قال:

لمّا قتل عليُّ عَمْراً، ودخل علي رسول الله، وسيفه يقطر دماً، فلمّا کبّر وکبّر المسلمون، وقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): ألم أُعطِ علياً فضيلةَ لم يُعطَها أحدٌ قبله، ولم يعطَها أحدٌ بعده؟

قال (ابن عباس): فهبط جبرائيل ومعه من الجنّة (أترجة) فقال لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): إنّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليک السلام، ويقول لک: حيي بهذه علي بن أبي طالب (قال): فدفعها إلي علي، فانفلقت في يده فلقتين، فإذا فيها حريرة خضراء فيها مکتوب سطران بخضرة:

(تُحفة من الطالب الغالب).

(إلي علي بن أبي طالب)[8] .

«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً»

الأحزاب/ 23

روي ابن حجر (الفقيه الشافعي) في الصواعق المحرقة، أنّه سئل علي (کرّم الله وجهه) وهو علي منبر الکوفة عن قوله تعالي:

«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً».

فقال (کرّم الله وجهه): اللّهم أغفر، هذه الآية نزلت فيّ، وفي عمّي حمزة، وفي ابن عمّي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، فأمّا عبيدة، فقضي نحبه شهيداً يوم بدر، وأمّا حمزة، فقضي نحبه شهيداً يوم أحد، وأمّا أنا، فأنتظر أشقاها، يخضب هذه من هذا ـ وأشار إلي لحيته ورأسه ـ عهدٌ عهده إليّ حبيبي أبو القاسم (صلي الله عليه وآله وسلّم)[9] .

(أقول): قوله عليه السلام: (اللّهم اِغفر) لعله حيث أراد بيان فضيلة نفسه وکانت تزکية المرء نفسه قبيحة ـ کما في حديث النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ لذا قال ذلک لبيان أنّ ذکر الفضيلة إنّما هذا بداعي مرضاة الله، لا بداعٍ نفساني.

وأخرج هذا المعني عالم الأحناف الحافظ القندوزي في ينابيع المودّة:[10] .

وأخرجه أيضاً السيد المؤمن الشبلنجي (الشافعي)[11] .

وکذلک أخرجه علاّمة المالکية، (ابن الصباغ) في فصوله[12] .

وهکذا علاّمة الحنفية، الموفّق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه[13] .

وعلاّمة الهند، عبد الله بسمل أمر تسري في کتابه الکبير في المناقب[14] .

وآخرون ذکروه أيضاً.

«وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ کَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَکَفَي اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَکانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً»

الأحزاب/ 25

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) عن فرات الکوفي في التفسير العتيق (بإسناده المذکور) عن ابن عباس في قوله (تعالي):

«وَکَفَي اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ».

قال: کفاهم الله القتال يوم الخندق بعلي بن أبي طالب حين قتل عمرو بن عبد ودّ:

وشرح هذه القصة فيما أخبرنا الحاکم الوالد (بإسناده) عن حذيفة قال: لمّا کان يوم الخندق، عبر عمرو بن عبد ود حتي جاء، فوقع علي عسکر النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فنادي: البراز.

فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، أيُّکم يقوم إلي عمرو؟

فلم يقم أحد إلاّ علي بن أبي طالب.

فإنه قام، فقال له النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): اجلس.

ثم قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أيُّکم يقوم إلي عمرو؟

فلم يقم أحد، فقام إليه علي فقال: أنا له.

فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): اجلس.

ثم قال النبي لأصحابه: أيُّکم يقوم إلي عمرو؟

فلم يقم أحد، فقام علي فقال: أنا له.

فدعاه النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: إنّه عمرو بن عبد ودّ.

قال: وأنا علي بن أبي طالب.

فألبسه (صلي الله عليه وآله وسلّم) درعه ذات الفضول، وأعطاه سيفه ذا الفقار، وعمّمه بعمامته السحاب علي رأسه تسعة أکوار ثم قال (صلي الله عليه وآله وسلّم) له: تقدم.

فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) لمّا ولّي: اللّهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه، فجاء حتي وقف علي عمرو فقال: من أنت؟

فقال عمرو: ما ظننت أنّي أقف موقفاً أُجهل فيه، أنا عمرو بن عبد ود، فمن أنت؟

قال: أنا علي بن أبي طالب.

فقال: الغلام الذي کنت أراک في حجر أبي طالب؟

قال: نعم.

قال: إنّ أباک کان لي صديقاً، وأنا أکره أنْ أقتلک.

فقال له علي: لکنّي لا أکره أنْ أقتلک، بلغني أنّک تعلقت بأستار الکعبة، وعاهدت الله عزّ وجلّ أنْ لا يخيرک رجل بين ثلاث خلال إلاّ اخترت فيها خلة؟

قال: صدقوا.

قال: إمّا أنْ ترجع من حيث جئت.

قال: لا. تحدث بها قريش.

قال: أو تدخل في ديننا فيکون لک ما لنا وعليک ما علينا؟

قال: ولا هذه!

فقال له علي: فأنت فارس وأنا راجل.

فنزل عن فرسه وقال: ما لقيت من أحد ما لقيت من هذا الغلام!.

ثم ضرب وجه فرسه فأدبرت، ثم أقبل إلي علي ـ وکان رجلاً طويلاً يداوي دبر البعير وهو قائم ـ وکان علي في تراب دق ولا يثبت قدماه عليه فجعل علي ينکص إلي ورائه يطلب جلداً من الأرض يثبت قدميه ويعلوه عمرو بالسيف فکان في درع عمرو قصر، فلمّا تشاک بالضربة تلقّاها علي بالترس، فلحق ذباب السيف في رأس علي، حتي قطعت تسعة أکوار حتي خط السيف في رأس علي، وتسيّف علي رجليه بالسيف من أسفل فوقع علي قفاه، فثارت بينهما عجاجة فسُمع عليٌّ يکبر، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): قتله، والذي نفسي بيده.

فکان أول من ابتدر العجاج علي يمسح سيفه بدرع عمرو فکبر عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، قتله.

فجزّ علي رأسه، ثم أقبل يخطر في مشيته.

فقال له رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): يا علي، إنّ هذه مشية يکرهها الله عزّ وجلّ إلاّ في هذا الموضع.

فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لعلي: ما منعک من سلبه وکان ذا سلب؟ فقال يا رسول الله، إنّه تلقاني بعورته.

فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أبشر يا علي، فلو وزن اليوم عملک بعمل أُمّة محمد، لرجح عملک بعملهم، وذلک أنّه لم يبقَ بيت من بيوت المسلمين، إلاّ وقد دخله عزٌّ بقتل عمرو[15] .

وأخرج الکنجي الشافعي في (کفاية الطالب) نزول هذه الآية في شأن علي بن أبي طالب، وقال: ذکر ذلک غير واحد من أصحاب التفاسير[16] .

وأخرج فقيه الشوافع جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بکر السّيوطي في تفسيره، وقال: أخرجه ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساکر عن ابن مسعود أنّه کان يقرأ (وکفي الله المؤمنين القتال) بعلي بن أبي طالب[17] .

«إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»

الأحزاب/ 33

الروايات الواردة في نزول هذه الآية بحقّ (علي، وفاطمة، والحسن، والحسين) هي من أعلي حدود التواتر بمراتب، فإنّک لا تکاد تجد کتاباً في التفسير، أو الحديث، أو التاريخ، إلاّ وفيه من هذه الروايات.

ويکفيک أنْ تعلم:

أنّ الحافظ الحسکاني في کتابه (شواهد التنزيل)، جمع عند نقله لهذه الآية، مئة وثمانية وثلاثين حديثاً.

(کما) أنّ العلاّمة البحراني في کتابه (غاية المرام) جمع عند نقله لهذه الآية واحداً وأربعين حديثاً کلها من طرق العامة ومسانيدهم وصحاحهم وکتبهم (بَلْهِ) ما نقله عن طرق الشيعة وکتبهم.

(وعلي هذه فَقِسْ ما سواها).

ونحن سوف نذکر في المقام عدة أحاديث للاهتمام بالموضوع.

روي في مسند الإمام أحمد بن حنبل (بإسناده المذکور) إلي أُم سلمة:[18] أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) کان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة[19] .

فدخلت بها عليه، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): اُدعي لي زوجک وابنيک، فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا وجلسوا يأکلون من تلک الخزيرة، وهو وهم علي مقام له علي دکان تحته، معه کساء خيبري.

قالت (أم سلمة): وأنا في الحجرة أُصلي، فأنزل الله تعالي هذه الآية:

«إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً ً».

قالت: فأخذ فضل الکساء وکساهم به، ثم أخرج يده فألوي بها إلي السماء وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(اللّهم، هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذهب عنهم الرِّجس، وطهّرهم تطهيراً).

قالت: فأدخلتُ رأسي البيت، وقلت: أنا معکم يا رسول الله؟

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): إنّک إلي خير، إنّک إلي خير[20] .

وروي ابن الصباغ (المالکي) في (الفصول المهمة) أنّه قال:

ذکر (الترمذي) في جامعة (يعني: في صحيح الترمذي):

أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) کان من وقت نزول هذه الآية إلي قرب ستة أشهر إذا خرج إلي الصلاة يمرُّ بباب فاطمة، ثم يقول:

«إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»[21] .

(أقول): إنّما کان يفعل ذلک رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) للتأکيد علي أنّ المقصود بکلمة (أهل البيت) في القرآن هم علي، وأهل بيت علي، لا زوجات الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) نفسه ـ وقد مرّ ذلک سابقاً منّا ـ.

وفي (المستدرک علي الصحيحين) بإسناده عن عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص يقول: لا أسبُّه (يعني: علي بن أبي طالب) ما ذکرت حين نزل عليه (يعني: النبي) الوحي، فأخذ علياً وابنيه وفاطمة، فأدخلهم تحت ثوبه، ثم قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ربِّ، إنّ هؤلاء أهل بيتي)[22] .

وأخرج أبو داود الحافظ سليمان بن داود الطيالسي في (مسنده) بإسناده عن أنس عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّه کان يمر علي باب فاطمة شهراً قبل صلاة الصبح فيقول (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الصلاة يا أهل البيت، إنّما يريد الله ليُذهب عنکم الرّجس أهل البيت)[23] .

وأخرج الطحاوي (الحنفي) في (مشکل الآثار) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وعلي وفاطمة وحسن وحسين «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»[24] .

وروي (الفقيه الشافعي) جلال الدين بن أبي بکر السّيوطي في (الدر المنثور) بإسناده عن سعد قال: نزل علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) الوحي، فأدخل علياً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه، ثم قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللّهم، هؤلاء أهلي وأهل بيتي).

وروي الهيثمي في (مجمع الزوائد) عن وائلة بن الأسقع قال: خرجت وأنا أريد علياً فقيل لي: هو عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فأمّمت إليهم فأجدهم في حظيرة من قصب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وعلي وفاطمة وحسن وحسين قد جعلهم تحت ثوب وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللّهم، إنک جعلت صلواتک ورحمتک ومغفرتک ورضوانک عليّ وعليهم).

وروي (البلاذري) قال: حدثني أبو صالح الفراء بإسناده المذکور عن أنس بن مالک: أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) کان يمرُّ ببيت فاطمة ستة أشهر، وهو منطلق إلي صلاة الصبح فيقول: الصلاة أهل البيت «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»[25] .

وأخرج ذلک ـ بتعبيرات مختلفة وعبارات عديدة ـ کثيرون من أعلام المذاهب.

(مثل) العلاّمة محمد بن السائب، الکلبي، في تفسيره المسمّي (بالتسهيل في علوم التنزيل) في المجلد الثالث منه الصفحة التاسعة والتسعين والمئتين:

(ومثل) محبّ الدين الطبري، الشافعي، في (ذخائر العقبي) في الصفحة الثالثة والعشرين.

(ومثل) علاّمة السودان عبد الله بن محمد بن عثمان بن صالح المعروف (بغودي) في تفسيره (کفاية الضعفاء السودان) قال: ـ تفسير هذه الآية ـ:

(هذا نصٌ علي أنّ نساءه أهل بيته، وکذا فاطمة ابنته، وعلي زوجها، وابناهما الحسن والحسين لقوله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فيهم وقد لف عليهم کساء: (اللّهم، هؤلاء أهل بيتي)[26] .

(ومثل) العلاّمة أحمد مصطفي المراغي (أستاذ الشريعة الإسلامية واللغة العربية بکلية دار العلوم ـ بمصر) في تفسيره، قال: (عن ابن عباس قال: شهدنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) تسعة أشهر يأتي کل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت کل صلاة فيقول (السلام عليکم ورحمة الله، إنّما يريد الله ليذهب عنکم الرّجس أهل البيت ويطهرّکم تطهيراً) الصلاة يرحمکم الله کلّ يوم خمس مرات)[27] .

وأخرج الفقيه الحنفي موفّق بن أحمد المکي، الخوارزمي في مقتله[28] بإسناده عن سعد بن بشير عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(أنا واردکم علي الحوض، وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد، والحسين الآمر، وعلي بن الحسين الفارط، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السابق، وموسي بن جعفر، محصي المحبّين، والمبغضين، وقامع المنافقين، وعلي بن موسي، زين المؤمنين، ومحمد بن علي، منزل أهل الجنة في درجاتهم، وعلي بن محمد، خطيب شيعته، ومزوّجهم الحور العين، والحسن بن علي، سراج أهل الجنة، يستضيئون به، والمهدي، شفيعهم يوم القيامة، حيث لا يؤذن إلا لمن يشاء ويرضي).

وأخرج الخوارزمي هذا نفسه في مقتله أيضاً[29] بإسناده عن سلمان الفارسي قال: دخلت علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وإذا الحسين علي فخذه، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، وهو يقول (صلي الله عليه وآله وسلّم): أنت سيد، ابن سيد، أخو سيد، أبو سادة، أنت إمام، ابن إمام، أخو إمام، أبو الأئمّة، أنت حجة، ابن حجة، أخو حجة، أبو حجج تسعة من صلبک، تاسعهم قائمهم.

وأخرج المفسّر (محمد عزة دروزة) في تفسيره الذي أسماه (التفسير الحديث) ورتّب سوره علي ترتيب نزولها لا علي الترتيب المعروف قال: (منها حديث رواه مسلم والترمذي عن أم سلمة أم المؤمنين جاء فيه: (نزلت الآية: «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً» في بيتي، فدعا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فجللهم بکساء وعلي خلف ظهره، ثم قال اللّهم، هؤلاء أهل بيتي فاذهبْ عنهم الرِّجس وطهِّرهم تطهيراً، (فقلت) وأنا معهم يا رسول الله؟

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): أنتِ علي مکانکِ، وأنت إلي خير)[30] .

وأخرج العلاّمة محمد الصبّان (الحنفي) في إسعافه، عند ذکر هذه الآية «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً». قال: وأخرج أحمد بن حنبل والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

أنزلت هذه الآية في خمسة في، وفي علي، وحسن، وحسين، وفاطمة[31] .

وأخرج ابن الأثير في کامله خطبة، للحسن بن علي، في أيام خلافته، بعد مقتل أبيه أمير المؤمنين (عليهما السلام) وفيها:

(أيُّها الناس، إنّما نحن أمراؤکم، وضيفانکم، ونحن أهل بيت نبيکم، الذين أذهبْ الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً)[32] .

وأخرج الشيخ الإمام الخطيب الشربيني (الشافعي) في تفسيره (السراج المنير) قال:

وعن أُم سلمة (رضي الله تعالي عنها) قالت: في بيتي أنزل:

«إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ» قالت: فأرسل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): هؤلاء أهل بيتي[33] .

وأخرج الشيخ محمد بن محمد الحسني في تفسيره المخطوط، عند ذکر آية التطهير ما يلي:

(عائشة أم المؤمنين قالت: خرج رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، ذات غداة، وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجلس، فأتت فاطمة، فأدخلها فيه ثم جاء علي فأدخله فيه ثم جاء الحسن فأدخله فيه، ثم جاء الحسين فأدخله فيه ثم قال: «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»[34] .

وأخرج المفسّر النيسابوري، الشيخ أبو الحسن، علي بن أحمد بن محمد الواحدي في تفسيره (المخطوط) بسنده المذکور، عن أبي سعيد الخدري قال: (نزلت في خمسة: في النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وعلي، وفاطمة والحسن، والحسين)[35] .

وأخرج نحوه النسائي أحمد بن شعيب بن سنان في خصائصه[36] .

وذکر النيسابوري الحسن بن محمد بن الحسين في قصة المباهلة: روي عن عائشة أنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) لمّا خرج من المرط الأسود جاء حسن فأدخله، ثم جاء حسينٌ فأدخله ثم فاطمة ثم علي قال: «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»[37] .

وأخرج نحوه أبو بکر عتيق السور آبادي، في تفسيره باللغة الفارسية أيضاً[38] .

وأخرج الکلبي، الحافظ، محمد بن أحمد بن جزي في تفسيره، عند ذکر آية التطهير:

روي أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال: نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ، وفي علي، وفاطمة، والحسن، والحسين[39] .

(أقول): حيث إنّ علياً وفاطمة ـ (عليهما السلام) ـ قد طهّرهما الله من کل دنس أمر الله تعالي بفتح باب دارهم إلي المسجد النبوي الشريف، بعد أنْ أمر سبحانه رسوله بسدِّ کلِّ الأبواب.

وقد ورد في ذلک متواتر الروايات، نذکر واحدةً منها:

أخرج علاّمة الشافعية، الکنجي، القرشي، في کفايته، عن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله البغدادي (بسنده المذکور)، عن زيد بن أرقم قال:

کان لنفر من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أبواب شارعة في المسجد فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): سوّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي، فتکلّم في ذلک الناس، فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فحمد الله، وأثني عليه، ثم قال:

(أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلکم، والله، ما سددته ولا فتحته، ولکن أُمرت بشيء فاتبعته)[40] .

وقد نقل هذا الحديث بألفاظ مختلفة ومعني واحد، وبأسانيد عديدة في مختلف الصحاح والمسانيد وکتب التفسير والتاريخ، نذکر نماذج منها:

صحيح الترمذي/ ج2/ ص301.

خصائص النسائي/ ص72 ـ 76.

مسند أحمد بن حنبل/ ج4/ ص369.

المستدرک علي الصحيحين/ ج3/ ص125.

نظم درر السمطين/ ص18.

إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري/ ج6/ ص81.

السيرة الحلبية/ ج3/ ص373.

الرياض النضرة/ ج2/ ص192.

عمدة القارئ/ ج7/ ص592.

فتح الباري/ ج7/ ص12.

القول المسدد/ ص17.

تذکرة الخواص/ ص41.

وآخرون...

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللهَ ذِکْراً کَثِيراً»

الأحزاب/ 41.

أخرج الشيخ المحمودي في تعليقاته علي شواهد التنزيل للحافظ (الحنفي)، الحاکم الحسکاني عن (القطيعي)، بسنده المذکور في کتاب الفضائل عن عکرمة، وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال سمعته يقول:

(ليس من آية في القرآن «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) في القرآن وما ذکر علياً إلاّ بخير)[41] .

«هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْکُمْ وَمَلائِکَتُهُ...»

الأحزاب/ 43

أخرج العالم الحنفي موفّق بن أحمد الخوارزمي (أخطب الخطباء في (مناقبه) عن أنس بن مالک، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(صلّت الملائکة عليّ وعلي علي سبع سنين).

قيل: ولم ذلک يا رسول الله؟

قال: (لأنّه لم ترفع شهادة أنْ لا إله إلا الله إلي السماء إلاّ مني ومن علي)[42] وفي رواية، عن ابن عباس عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، أنّه قال: لأنّه لم يکن معي من الرجال غيره.

وأخرج ذلک عالم الشافعية محمد بن إبراهيم الحمويني في فرائده، لکنّه أسنده إلي أبي أيوب الأنصاري، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)[43] .

وأخرجه أيضاً عن أبي أيوب الأنصاري الحافظ ابن الأثير (الشافعي) في أسد الغابة[44] .

والحافظ محبُّ الدين الطبري، (الشافعي) في (ذخائره)[45] .

وأخرج العلاّمة البحراني (قُدِّس سرُّه)، في کتاب له صغير، في نبذة من مناقب أمير المؤمنين عن کل من:

1 ـ السيد محمود بن محمد بن محمود الدرکرلي، المطلبي، القرشي، المتوفي سنة (911)، في کتابه (نزل السائرين في أحاديث سيد المرسلين).

رواه عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم):

2 ـ عمر بن محمد خضر الأردبيلي، في کتابه (وسيلة المتعبدين) رواه عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)[46] .

(أقول): فالمقصود الأول، والأولي بـ (عليکم) في الآية الکريمة هو النبي وعلي (عليهما الصلاة والسلام).

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَکَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ»

الأحزاب/ 49

اخرج حافظ المشرق محمد بن إدريس الحنظلي المعرف بـ (ابن أبي حاتم) في کتابه (الجرح والتعديل) بسنده عن عکرمة، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:

ما نزلت آيه فيها: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلاّ وعليٌّ أولها ورأسها وأميرها وشريفها.

ولقد عاتب الله عزّ وجلّ أصحاب محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) في غير آيٍ من القرآن، وما ذکر علياً إلاّ بخير)[47] .

«وَما کانَ لَکُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ»

الأحزاب/ 53

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو بکر التميمي (بإسناده المذکور) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول لعلي (کرّم الله وجهه):

(من آذاک، فقد آذاني)[48] .

ونقل الشيخ المحمودي ـ في حاشية شواهد التنزيل ـ عن (صحيح بن حيان) في فضائل علي (عليه السلام) (بالإسناد المذکور فيه)، عن عمرو بن شامي، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

قد آذيتني.

قلت: يا رسول الله، ما أحبُّ أنْ أؤذيک.

قال: من آذي علياً، فقد آذاني[49] .

(أقول): فتشمل هذه الآية کل من آذي علياً (عليه السلام) أيضاً.

«إِنَّ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً»

الأحزاب/ 56

روي البخاري في (صحيحه) أنّه لمّا نزلت هذه الآية قيل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): يا رسول الله، أمّا السلام عليک، فقد عرفناه، فکيف الصلاة عليک؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم)، قولوا: (اللّهم صلِّ علي محمد وعلي آل محمد)[50] .

(أقول): قد تواترت الروايات عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في النهي عن الصلاة البتراء، وهي أنْ يُصلّي علي النبي وحده ولا يذکر آله، فإنّک لا تجد کتاباً في التفسير، أو الحديث، أو التاريخ خالياً عن بعض هذه الأحاديث، (وقد) نقل لي بعض الثقات، عن العلاّمة الکبير الحجّة، الشيخ عبد الحسين الأميني (قدّس الله سرّه)، أنّه أخرج حديث نهي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن الصلاة البتراء، عن ستين طريقاً کلّها من طرق العامّة.

(والغريب) جداً مع هذا کلِّه، وغيره، التزام معظم العامة بترک ذکر الآل في الکتب والخطب فإنّهم يقولون: کلّما جاء ذکر النبي (ص)، (صلي الله عليه وسلّم) ولا يقولون: (صلي الله عليه وآله وسلّم).

(فإنّه) لو لم يکن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يذکر الآل، لکان المفضّل ذکر الآل، فکيف تواتر عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) الأمر بذکر آله مع ذکره. والنهي عن ترک ذکرهم.

ونحن ـ خلافاً لما اعتدناه ـ نذکر عدة أحاديث في الباب ـ من غير الاستقصاء ـ فإنّ الأحاديث في الباب، تبلغ المئات، لمن أراد جمعها في کتاب مستقل، وإنّما أذکر بعضها.

روي العلاّمة البحراني عن (الثعلبي) في تفسيره، في تفسير هذه الآية (بإسناده المذکور) عن کعب بن عجرة قال: لمّا نزلت:

«إِنَّ اللهَ وَمَلائِکَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ» الآية.

قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام عليک، فکيف الصلاة عليک؟

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): قولوا (اللّهم، صلِّ علي محمد وآل محمد، کما صلّيت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنّک حميد مجيد، وبارک علي محمد وآل محمد، کما بارکت علي إبراهيم وآل إبراهيم، إنّک حميد مجيد)[51] .

وأخرج (عبد الرؤوف المناوي) في کتابه (فيض القدير) قال: روي الطبراني في (الأوسط) عن علي موقوفاً قال:

کلُّ دعاءٍ محجوبٌ حتي يُصلّي علي محمد وآل محمد[52] .

وأخرج (البخاري) في (الأدب المفرد) بسنده عن رسول الله:

(من قال: اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد، کما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وبارک علي محمد وعلي آل محمد کما بارکت علي إبراهيم وآل إبراهيم، وترحم علي محمد وآل محمد، کما ترحمت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بالشهادة، وشفعت له)[53] .

ومن صحيح البخاري، بإسناده المذکور عن کعب بن عجرة، قال: سألنا رسول الله فقلنا: يا رسول الله، کيف الصلاة عليکم أهل البيت، فإنّ الله علّمنا کيف نسلم؟

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): قولوا (اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد، کما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنّک حميد مجيد، وبارک علي محمد وآل محمد، کما بارکت علي إبراهيم وآل إبراهيم، إنّک حميد مجيد)[54] (ونقله) بنصّه العلاّمة المراغي في تفسيره أيضاً[55] .

ومن صحيح (مسلم) بإسناده المذکور قال: قلنا يا رسول الله، أمّا السلام عليک، فقد عرفناه، فکيف الصلاة عليک؟

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): قولوا (اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد کما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم)[56] .

ومن کتاب (الفردوس) بالإسناد عن أمير المؤمنين، قال: ما من دعاء إلاّ بينه وبين السماء حجاب، حتي يُصلّي علي النبي وعلي آل محمد، فإذا فعل ذلک انخرق ذلک الحجاب، ودخل الدعاء، فإذا لم يفعل ذلک، رجع الدعاء[57] .

ومن کتاب (مناقب الصحابة) للسمعاني، بالإسناد عن علي، قال: کلّ دعاءٍ عن السماء محجوب، حتي يصلّي علي محمد وآل محمد[58] .

وعن (سنن الدار قطني) لأبي الحسن علي بن عمر الحافظ بإسناده عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: من صلّي صلاة، لم يصلّ فيها علي، ولا علي أهل بيتي، لم تقبل منه[59] .

وفي (الصواعق المحرقة) قال: الشافعي (رضي الله عنه):


يا آل بيت رسول الله حبکم
فرض من الله في القرآن أنزله


کفاکم من عظيم القدر أنکم
من لم يصلِ عليکم لا صلاة له[60] .


وعن مسند أحمد بن حنبل، بإسناده عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: قولوا (اللّهم اجعل صلواتک وبرکاتک علي محمد وآل محمد کما جعلتها علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنّک حميد مجيد)[61] .

وفي صحيح النسائي مثله[62] .

وعن صحيح (ابن ماجة) بإسناده عن ابن مسعود أنّه قال: قولوا (اللّهم صلِّ علي محمد وعلي آل محمد، اللّهم بارک علي محمد وعلي آل محمد... الخ)[63] .

وعن سنن (البيهقي): أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) کان يقول في الصلاة: (اللّهم، صلِّ علي محمد وآل محمد). .. الخ[64] .

وعن مسند الإمام الشافعي، عن أبي هريرة أنّه قال: يا رسول الله، کيف نصلي عليک ـ يعني: في الصلاة ـ فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): تقولون (اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد کما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وبارک علي محمد وآل محمد کما بارکت علي آل إبراهيم)[65] .

وفي تاريخ بغداد ـ للخطيب البغدادي ـ بإسناده عن علي قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): قولوا (اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد کما صليت علي إبراهيم، إنّک حميد مجيد، وبارک علي محمد وعلي آل محمد کما بارکت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم)[66] .

وفي (کنز العمال) للمتقي الحنفي عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أنّ جبرئيل قال: هکذا أنزلت من عند ربِّ العزّة (اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد). ... الخ[67] .

قال الإمام فخر الدين الرازي:

(جعل الله أهل بيت نبيه محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) مساوياً له في خمسة أشياء:

(في المحبة) قال الله تعالي: «فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْکُمُ اللهُ» وقال لأهل بيته (قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودّة فِي الْقُرْبي).

(والثاني) في تحريم الصدقة، قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (حرمت الصدقة علي وعلي أهل بيتي).

(والثالث) في الطهارة، قال الله تعالي: «طه * ما أَنْزَلْنا عَلَيْکَ الْقُرْآنَ لِتَشْقي * إِلاَّ تَذْکِرَةً» وقال لأهل بيته: «ويطهّرکم تطهيراً».

(والرابع) في السلام، قال: السلام عليک أيها النبي، وقال في أهل بيته «سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ». (والخامس) في الصلاة علي الرسول، وعلي الآل کما في آخر التشهد:[68] .

وروي ابن حجر العسقلاني (الشافعي) في شرحه علي صحيح البخاري (بسنده المذکور) عن أبي هريرة رفعه قال: من قال (اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد کما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وبارک علي محمد وعلي آل محمد کما بارکت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وترحم علي محمد وعلي آل محمد کما ترحمت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة، وشفعت له)[69] .

وأخرج الحاکم النيسابوري في مستدرکه علي الصحيحين بسنده عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: (إذا تشهد أحدکم في الصلاة فليقل: (اللّهم صلِّ علي محمد وعلي آل محمد، وبارک علي محمد وآل محمد، وارحم محمداً وآل محمد کما صليت، وبارکت، وترحمت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنّک حميد مجيد)[70] .

وأخرجه بنصه (البيهقي) في سننه أيضاً[71] .

وأخرج المفسّر المعاصر (محمد عزة دروزة) في تفسيره قال: (ومنها حديث عن عبد الله بن مسعود قال. إذا صلّيتم علي النبي، فأحسنوا الصلاة عليه، قالوا له: علّمنا، فقال: قولوا... (اللّهم، صلِّ علي محمد وآل محمد، کما صليت علي إبراهيم وآل إبراهيم، إنّک حميد مجيد)[72] .

وأخرج الواحدي النيسابوري في تفسيره المخطوط قال: (أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي، أخبرنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا الفضل بن عبد الله بن مسعود، حدثنا ملک بن سليمان، أخبرنا ابن شعبة، عن الحکم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن کعب بن عجرة، قال: قلنا يا رسول الله، قد عرفنا التسليم عليک فکيف الصلاة عليک؟ قال: قولوا: (اللّهم صلِّ علي محمد وعلي آل محمد کما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنّک حميد مجيد، وبارک علي محمد وآل محمد کما بارکت علي آل إبراهيم، إنّک حميد مجيد) رواه البخاري عن آدم بن أبي إيّاس، ورواه مسلم عن بندار، عن غندر کلاهما عن شعبة، ومعني قوله: علّمنا کيف نسلّم عليک: ما نقوله في التشهد (سلامٌ عليک أيها النبي ورحمة الله وبرکاته)[73] .

وذکر ابن جزي الکلبي الحافظ في تفسيره.

(وصفتها ـ أي الصلاة علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ ما ورد في الحديث الصحيح.

(اللّهم صلِّ علي محمد وآل محمد کما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وبارک علي محمد وآل محمد کما بارکت علي آل إبراهيم، إنّک حميد مجيد)[74] .

وقال المفسّر الهندي، عثمان بن حسن بن أحمد (الخوبوي) في تفسيره قال:

(وفي حديث أبي جعفر عن ابن مسعود عن النبي (عليه السلام): من صلّي صلاة لم يصلّ فيها علي وعلي أهل بيتي، لم تُقبل منه)[75] .

وقد ذکر الحفّاظ والمحدّثون والمفسّرون والمؤرخون ذلک بتفصيل أو إجمال علي اختلافهم في التعبيرات واتفاقهم في أصل المعني وذلک: في حديث المناشدة التي ناشد فيها علي (عليه السلام) يوم الشوري الخمسة الذين کانوا معه هناک، وجاء في بعض فقراتها:

(... فأنشدکم بالله: هل فيکم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث يقول:

«إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً» غيري؟

قالوا: اللّهم لا).

(وممّن) ذکر هذه المناشدة ابن المغازلي، في مناقب علي بن أبي طالب[76] .

وذکرها أيضاً: أبو حجر (الشافعي) في الصواعق المحرقة[77] .

والحافظ الذهبي (الشافعي) في ميزان الاعتدال[78] .

وابن عبد البرّ في الاستيعاب[79] .

والحمويني في فرائد السمطين[80] .

والحافظ الکنجي في کفاية الطالب[81] .

وأخطب خطباء خوارزم في مناقبه[82] .

وغيرهم.. وغيرهم أيضاً.

«إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً»

الأحزاب/ 57.

روي الحافظ القندوزي الحنفي، عن الفقيه الشافعي ابن حجر الهيثمي، قال: وأخرج أحمد (يعني: إمام الحنابلة) عن عمرو الأسلمي، وکان من أصحاب الحديبية، خرج مع علي إلي اليمن، فرأي منه جفوة، فلمّا قدم المدينة أذاع شکايته، فقال له النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(والله، لقد آذيتني).

فقال: أعوذ بالله أن أؤذيک يا رسول الله.

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من آذي علياً، فقد آذاني)[83] .

وأخرج بعينه لفظاً، متناً وسنداً علاّمة خوارزم موفّق بن أحمد المکي (الحنفي) في مناقبه[84] .

وآخرون أيضاً.

(أقول): الأحاديث في هذا المعني کثيرة جداً.

(ولا يخفي) أنّ قوله: (فرأي منه جفوة) غير صحيح، وأنّه لم تصدر جفوة منه، وإلاّ لِمَ ينهر النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) عمرو الأسلمي.

«وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اکْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً»

الأحزاب/ 58

أخرج الواحدي في أسباب النزول قال ـ في نزول هذه الآية الکريمة ـ:

قال مقاتل: نزلت في علي بن أبي طالب، وذلک أنّ أناساً من المنافقين کانوا يؤذونه ويسمعونه[85] .

وأخرج نحواً منه الزمخشري في تفسيره[86] أيضاً.

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَکُونُوا کَالَّذِينَ آذَوْا مُوسي فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا...»

الأحزاب/ 69

أخرج العلاّمة موفّق بن أحمد (الحنفي) الخوارزمي في مناقبه عن ابن عباس قال:

ما ذکر في القرآن (يا أيُّها الذين آمنوا) إلاّ وعليٌّ شريفها وأميرها[87] .

(أقول): ذکرنا وجه الجمع بين کون مثل هذه الآية فضيلة لعلي بن أبي طالب (وبين) عدم کون النهي متوجهاً حقيقة إلي مثله (عليه السلام) ذکرنا ذلک فيما سبق ويأتي مکرّراً فراجع.

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً»

الأحزاب/ 70

روي العلاّمة (الشافعي) محمد بن يوسف بن محمد (الکنجي) في کتابه (کفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(ما في القرآن آية فيها (يا أيها الذين آمنوا) إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها)[88] .

«إِنَّا عَرَضْنَا الأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً»

الأحزاب/ 72

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن الشيخ الکبير أبي بکر مؤمن الشيرازي في کتاب (نزول القرآن في علي) في قوله تعالي:

«إِنَّا عَرَضْنَا الأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً»

أنّ المراد من الأمانة ولايته[89] .









  1. ينابيع المودّة/ ص325.
  2. دلائل الصدق/ ج2/ ص190.
  3. کتاب الفتوح/ ج2/ ص961.
  4. نهاية الأرب/ ج7/ ص233.
  5. صبح الأعشي/ ج1/ ص229.
  6. غاية المرام/ ص420.
  7. غاية المرام/ ص421.
  8. غاية المرام/ ص420.
  9. الصواعق المحرقة/ ص80.
  10. ينابيع المودّة/ ص96.
  11. نور الأبصار/ ص97.
  12. الفصول المهمة،/ ص149.
  13. المناقب للخوارزمي/ ص197 وص130.
  14. أرجح المطالب/ ص60 ـ 61.
  15. شواهد التنزيل/ ج2/ ص5 ـ 7.
  16. کفاية الطالب/ ص110.
  17. الدر المنثور/ ج5/ ص192.
  18. هي رملة، أو هند بنت أبي أمية سهل بن المغيرة المخزومية، القرشية أم المؤمنين، من خيرة أزواج النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) نبتت علي طريقة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وأمره وطاعته في حياة النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وبعد وفاته، وصفها المؤرخون، بالعقل البالغ، والرأي الصائب، حفظت وصايا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) في ذريته وأهل بيته من بعده، لها الکثير من الأحاديث، روتها عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وعن علي، وآخرين من الصحابة، روي عنها العديد من الصحابة والتابعين، نقلت أحاديث عديدة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خاصة، وفضائل البيت عامة، ماتت عام (62) للهجرة. ذکرها وترجم لها المعظم من المؤرخين، وأصحاب الرجال والسيرة، نذکر جماعة منهم ـ من العامة ـ للمراجعة وهم: ـ

    محمد بن سعد ـ کاتب الواقدي ـ في (الطبقات الکبري) ج8 ص60.

    ومحمد بن إسماعيل البخاري في (التاريخ الصغير) ص53. وفي (الکني) ص92.

    وعبد الله بن مسلم بن قتيبة في (المعارف) ص60.

    وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) ج1 ص69.

    وخير الدين الزرکلي في (الأعلام) ج9 ص104.

    ومحمد بن أحمد الدولابي في (الکني والأسماء) ج2 ص763.

    ومحمد بن جرير الطبري في (الذيل والمذيل) ص71.

    وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ج4/ ق2/ ص464.

    المطهر بن طاهر المقدسي في (البدء والتاريخ) ج5 ص13.

    وابن عبد البر في (الاستيعاب) ج2 ص780.

    وابن الجوزي في (صفة الصفوة) ج1 ص56. وفي (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص10.

    وآخرون أيضاً....

  19. البُرمة ـ بضم الباء ـ القدر من الحجر، والخزيرة (شبه عصيدة بلحم، وبلا لحم عصيدة، وقيل: مرقة من بلالة النخالة (أقرب الموارد).
  20. مسند أحمد بن حنبل/ ج6/ ص292.
  21. غاية المرام/ ص291 ـ 292.
  22. مستدرک الصحيحين/ ج3/ ص117.
  23. مسند الطيالسي/ ج8/ ص274.
  24. مشکل الآثار/ ج1/ ص333.
  25. أنساب الأشراف/ ج2/ ص104.
  26. کفاية الضعفاء السودان/ ص131.
  27. تفسير المراغي/ ج22/ ص7.
  28. مقتل الحسين للخوارزمي/ ج1/ ص94.
  29. مقتل الحسين للخوارزمي/ ج1/ ص94.
  30. التفسير الحديث/ ج8/ ص261.
  31. إسعاف الراغبين/ ص107 (بهامش نور الأبصار).
  32. الکامل في التاريخ لابن الأثير/ ج3/ ص204.
  33. تفسير السراج المنير/ ج3/ ص245.
  34. تفسير (التبيان في معاني القرآن) / ج2/ الصفحة الأولي من الورقة المرقمة (125).
  35. تفسير (الوسيط بين المقبوض والبسيط) المخطوط/ عن تفسير سورة الأحزاب.
  36. خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب/ ص4.
  37. غرائب القرآن ورغائب الفرقان مخطوط/ ج3/ ص213.
  38. تفسير السور آبادي مخطوط/ ص327.
  39. تفسير (التسهيل لعلوم التنزيل) مخطوط/ ج3/ ص137.
  40. کفاية الطالب/ ص200 ـ 204.
  41. التعليق علي شواهد التنزيل/ ج1/ ص19.
  42. مناقب الخوارزمي/ ص31 ـ 32.
  43. فرائد السمطين/ ج1/ ص47.
  44. أسد الغابة/ ج4/ ص18.
  45. ذخائر العقبي/ ص64.
  46. الکتاب المذکور/ ص15.
  47. الجرح والتعديل/ ج3/ القسم الأول/ ص275.
  48. شواهد التنزيل/ ج2/ ص98.
  49. حاشية شواهد التنزيل/ ج2/ ص97.
  50. صحيح البخاري/ ج3/ کتاب تفسير القرآن/ باب إن الله وملائکته يصلون علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم).
  51. غاية المرام/ ص311.
  52. فيض القدير في شرح الجامع الصغير/ ج5/ ص19.
  53. الأدب المفرد/ ص93.
  54. کتاب الدعوات/ باب الصلاة علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم).
  55. تفسير المراغي/ ج22/ ص34.
  56. کتاب الصلاة/ باب الصلاة علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم).
  57. غاية المرام/ ص211 نقلاً عن (الفردوس).
  58. غاية المرام/ ص211 نقلاً عن السمعاني.
  59. سنن الدار قطني/ ص136.
  60. الصواعق المحرقة/ ص88.
  61. مسند أحمد بن حنبل/ ج5/ ص353.
  62. صحيح النسائي/ ج1/ ص109.
  63. صحيح ابن ماجة/ کتاب الصلاة/ ص65.
  64. سنن البيهقي/ ج2/ 174.
  65. مسند الإمام الشافعي/ ص23.
  66. تاريخ بغداد/ ج14/ ص303.
  67. کنز العمال/ ج1/ ص124.
  68. الصواعق المحرقة/ ص89 نقلاً عن الفخر الرازي.
  69. فتح الباري في شرح الصحيح البخاري/ ج13/ ص411.
  70. المستدرک علي الصحيحين/ ج1/ ص269.
  71. سنن البيهقي/ ج2/ ص279.
  72. التفسير الحديث/ ج8/ ص286.
  73. تفسير (الوسيط بين المقبوض والبسيط) المخطوط، عند تفسير سورة الأحزاب، ولا أرقام لصفحاته.
  74. تفسير (التسهيل لعلوم التنزيل) / ج3/ ص143.
  75. تفسير (درة الناصحين) ج1/ ص109.
  76. المناقب لابن المغازلي/ ص118.
  77. الصواعق المحرقة/ صفحتا75 و93.
  78. ميزان الاعتدال للذهبي/ ج1/ ص205.
  79. الاستيعاب (بهامش الإصابة) ج3/ ص35.
  80. فرائد السمطين/ ص58.
  81. کفاية الطالب/ ص242.
  82. مناقب علي بن أبي طالب/ ص246.
  83. ينابيع المودّة/ ص303، وممّن أخرج هذا النص عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) عالم الحنفية محمد الصبان في إسعاف الراغبين/ ص157، وغيره.
  84. المناقب للخوارزمي/ ص93.
  85. أسباب النزول/ ص273.
  86. الکشاف/ سورة الأحزاب.
  87. المناقب للخوارزمي/ ص189.
  88. کفاية الطالب/ ص54.
  89. ينابيع المودّة/ ص239.