سوره سجده











سوره سجده



(وفيها ثلاث آيات)

1 ـ أَفَمَنْ کَانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ. (إلي) بِمَا کَانُوا يَعْمَلُونَ / 18 ـ 19.

2 ـ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا / 24.

«أفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوي نُزُلاً بِما کانُوا يَعْمَلُونَ»

السجدة/ 18 ـ 19

روي الواحدي في کتابه (أسباب النزول) بإسناده عن ابن عباس قال:

قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب: أنا أحد منک سناناً، وأبسط منک لساناً، وأملأ للکتيبة منک.

فقال له علي: اُسکت فإنما أنت فاسق.

فنزل قوله تعالي:

«أفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ».

قال (ابن عباس):

يعني بالمؤمن علياً، وبالفاسق الوليد بن عقبة[1] .

وروي السّيوطي، الشافعي، في تفسيره (الدرُّ المنثور) قال: وأخرج ابن إسحاق وابن جرير (بإسنادهما) عن عطاء بن يسار قال:

نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط (قال) کان بين الوليد وبين علي کلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منک لساناً، وأحدُّ منک سناناً وأردُّ منک للکتيبة.

فقال عليٌّ (رضي الله عنه): اُسکت، فإنّک فاسق، فأنزل الله:

«أفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ... الآيات کلها»[2] .

وروي الحافظ الحسکاني (الحنفي) (بإسناده المذکور) عن عطاء بن يسار قال:

نزلت سورة السجدة بمکة إلاّ ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة في علي، والوليد بن عقبة، وکان بينهما کلام (إلي أنْ قال): فأنزل الله فيهما:

«أفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً» إلي آخر الآيات الثلاث[3] .

وروي هو أيضاً، قال: أخبرنا الجوهري (بإسناده المذکور) عن ابن عباس قال:

(قوله تعالي): «فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوي» نزلت في علي «فَمَأْواهُمُ النَّارُ» نزلت في الوليد بن عقبة[4] .

وروي (البلاذري) قال: حدثنا حريث (بإسناده المذکور) عن ابن عباس أنّ الوليد بن عقبة قال لعلي: أنا أسلط منک لساناً، وأحدّ منک سناناً، وأربط جناناً، وأملأ حشواً للکتيبة، فقال علي: اُسکت يافاسق، فأنزل الله عزّ وجلّ:

«أفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ»[5] .

وأخرج نحواً من ذلک بعبارات متفقة المعني ومختلفة في بعض الألفاظ، الکثير من المحدّثين، والأئمّة، والحفّاظ، وأرباب التاريخ، في کتب التفسير، والتاريخ، والحديث، (منهم) ابن جرير الطبري في تفسيره الکبير[6] .

(ومنهم) الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:[7] .

(ومنهم) الفقيه الحنفي الموفّق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه[8] .

(ومنهم) الحافظ (الشافعي) أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه[9] .

(ومنهم) الحافظ (الشافعي) ابن کثير الدمشقي في تفسيره[10] .

وآخرون.. وآخرون...

«وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أئمّة يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَکانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ».

السجدة/ 24.

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذکور) عن ابن عباس في قوله تعالي:

«وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أئمّة يَهْدُونَ بِأَمْرِنا».

(قال): جعل الله لبني إسرائيل بعد موت هارون وموسي من ولد هارون سبعة من الأئمّة، کذلک جعل من ولد علي ستة من الأئمّة (فيکونون مع علي سبعة خلفاء لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، ثم اختار بعد السبعة من ولد هارون خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر نقيباً، کما اختار بعد السبعة (من خلفاء رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر[11] .

وأخرج السّيوطي (الشافعي) في کتابه المخطوط (الأنافة في رتبة الخلافة) قال: وأخرج البخاري في التاريخ والنسائي والطيالسي والبزار، وأبو يعلي عن أنس: أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال:

(الأئمّة من قريش)[12] .

قال السّيوطي: وأخرج الطبراني، عن عبد الله بن خطب، قال: خطبنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال:

(ألستُ أولي بکم من أنفسکم؟

قالوا: بلي يا رسول الله.

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): فإنّي سائلکم عن اثنين: عن القرآن وعن عترتي، ألا لا تقدموا (عليهم) فتضلوا، ولا تخلفوا عنها فتهلکوا)[13] .









  1. أسباب النزول/ ص263.
  2. الدر المنثور/ ج2/ ص178.
  3. شواهد التنزيل/ ج1/ ص450 ـ 452.
  4. شواهد التنزيل/ ج1/ ص450 ـ 452.
  5. أنساب الأشراف/ ج2/ ص148.
  6. جامع البيان/ ج21/ ص68.
  7. تاريخ بغداد/ ج13/ ص321.
  8. المناقب للخوارزمي/ ص197.
  9. المناقب (لابن المغازلي) / ص324.
  10. تفسير القرآن العظيم/ ج3/ ص462.
  11. شواهد التنزيل/ ج1/ ص455.
  12. الأنافة للسيوطي/ الورقة 66 ـ أ، و66 ـ ب.
  13. الأنافة للسيوطي/ الورقة 66 ـ أ، و66 ـ ب.