كرمه











کرمه



قال: فما الکرم؟ قالوا: قال له سعد بن معاذ وکان نازلاً عليه في العزّاب في أوّل الهجره: ما منعک أن تخطب إلي رسول الله ابنته؟ فقال(عليه السلام): أنا أجترئ أن أخطب إلي رسول الله؟ والله لو کانت أمة له ما اجترأت عليه.

فحکي سعد مقالته لرسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، فقال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): قل له يفعل فإنّي سأفعل، قال: فبکي حيث قال له سعد، قال: ثمّ قال(عليه السلام): لقد سعدت إذن أن جمع الله لي صهره مع قرابته.

فالذي يعرف من الکرم هو: الوضع لنفسه، وترک الشرف علي غيره، وشرف أبي طالب ما قد علمه الناس، وهو ابن عمّ رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) لابيه واُمّه، أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، التي خاطبها رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) في لحدها، وکفّنها في قميصه، ولفّها في ردائه، وضمن لها علي الله أن لا تبلي أکفانها، وأن لا تبدي لها عورة، وأن لا يسلّط عليها ملکي القبر، وأثني عليها عند موتها، وذکر حسن صنيعها به وتربيتها له، وهو عند عمّه أبي طالب، وقال(صلي الله عليه وآله وسلم): ما نفعني نفعها أحد.