لا يجوز أحد علي الصراط الاّ بجواز من علي











لا يجوز أحد علي الصراط الاّ بجواز من علي



ما ورد في فضيلة من فضائل خير الوصيّين، ويعسوب المؤمنين، ممّا اختّصه الله عزّوجلّ بها دون سائر المؤمنين، فتميّز بها عمّن سواه لعلوّ قدره، ورفيع منزلته، ظاهراً يوم الجمع في مشهد من الاوّلين والاخرين، حين لا يستغني عنه يوم المجاز علي متن جهنّم کلّ فرد من الواردين، فيابشري لمن أحبّه وتولاه، ففاز ببراءة منه، فکان من الناجين، والويل والخيبة لمن يبغضه يومئذ ولم يتولّه، فلا يفوز بجواز منه، فصار في النار من المغرقين، کما قال النبيّ صلوات الله عليه وعلي آله، فيما رواه جمع من حفظة السنن في زبرهم. منهم: الخطيب البغدادي في تاريخه [10: 356] روي بسنده عن أنس بن مالک: قال: لمّا حضرت وفاة أبي بکر، وساق الحديث إلي أن قال أبو بکر: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: إنّ علي الصراط لعقبة، لا يجوزها أحد إلاّ بجواز من علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وساق الحديث، إلي أن قال في آخره: قال علي (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: أنا خاتم الانبياء، وأنت يا علي خاتم الاولياء.

وفي الرياض النضرة للطبري [2: 172] قال: وعن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): إذا جمع الاولين والاخرين يوم القيامة، ونصب الصراط علي جسر جهنّم، ما جازها أحد حتّي کانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب. وقال: أخرجه الحاکمي في الاربعين.

وفي الرياض النضرة [2: 77] قال: عن قيس بن حازم، قال: التقي أبو بکر وعلي، فتبسّم أبو بکر في وجه علي (عليه السلام) ، فقال له: مالک تبسّمت؟ قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يجوز أحد علي الصراط، إلاّ من کتب له علي (عليه السلام) الجواز. قال: أخرجه ابن السمان في الموافقة.

وفي تاريخ بغداد أيضاً [3: 161] روي بسنده عن ابن عبّاس، قال: قلت للنبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله، للنار جواز؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: حبّ علي بن أبي طالب.

وفي کنوز الحقائق للمناوي [ص62] قال: حبّ علي براءة من النار. قال: أخرجه الديلمي، يعني عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).

وفي کنز العمّال [11: 621] قال: ما ثبّت الله حبّ علي في قلب مؤمن فزلّت به قدم إلاّ ثبّت الله قدميه يوم القيامة علي الصراط. قال: أخرجه الخطيب في المتّفق والمفترق، يعني عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).

وفي المناقب لابن المغازلي [ص242 برقم: 289] روي بسنده عن عبد الله بن أنس، عن أبيه [عن جدّه] قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): إذا کان يوم القيامة ونصب الصراط علي شفير جهنّم، لم يجز إلاّ من کان معه کتاب ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وفي ينابيع المودّة [ص112] للقندوزي الحنفي روي عن الحمويني بسنده عن مالک بن أنس عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ، قال: إذا جمع الله الاوّلين والاخرين يوم القيامة نصب الصراط علي جهنّم، لم يجز عنها أحد إلاّ من کانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب.

قال القندوزي: أيضاً أخرج هذا الحديث موفّق بن أحمد الخوارزمي بسنده عن الحسن البصري، عن ابن مسعود. وأخرجه عن مجاهد، عن ابن عبّاس.

وفي الصواعق [ص124] لابن حجر، قال: روي ابن السماک أنّ أبا بکر قال له: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يجوز أحد الصراط إلاّ من کتب له علي الجواز.

وقد أورده الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال [2: 28 و44] غير أنّه قال: في الحديثين بأنّهما خبران باطلان تبعاً لابن الجوزي.

وقد ردّ علي قول الذهبي وابن الجوزي الامام المظفّرفي دلائل الصدق [2: 97 ط. بصيرتي] بقوله: ولا سبب للحکم بوضعه وبطلانه إلاّ التعصّب والاستبعاد، وکيف يستبعد ذلک في حقّ أخ النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ونفسه وثقله في اُمّته؟

ثمّ قال: وقد ذکر السيوطي في کتابه اللالي المصنوعة نقلاً عن الحاکم، وذکر کلام ابن الجوزي والذهبي، وتعقّبهما بأنّ للحديث طريقاً آخر ذکره ابو علي الحدّاد في معجمه، ثمّ بيّن الطريق، وحينئذ فلابدّ للمنصف من الحکم بصدق مضمون الحديث بل تواتره، بضميمة أخبارنا... الي آخر کلامه.

وفي مناقب ابن شهرآشوب أحد الحفّاظ المتوفّي سنة (588) هجرية [2: 7 ط. النجف و 2: 156 ط. إيران] قال: وفي حديث وکيع قال أبو سعيد: يا رسول الله، ما معني براءة علي؟ قال: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي وليّ الله.

وسأل النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) جبرائيل (عليه السلام): کيف تجوز اُمّتي الصراط؟ فمضي وعاد، وقال: إنّ الله يقرئک السلام، ويقول: إنّک تجوز الصراط بنوري، وعلي بن أبي طالب يجوز الصراط بنورک، واُمّتک تجوز الصراط بنور علي، فنور اُمّتک من نور علي ونور علي من نورک، ونورک من نور الله.

قال الحميري:


ولدي الصراط تري عليّا واقفاً
يدعو إليه وليّه المنصورا


الله أعطي ذا علياً کلّه
وعطاء ربّي لم يکن محظورا


وقال ابن حمّاد:


واُناس يعلون في الدرجات
واُناس يهوون في الدرکات


لا يجوز الصراط إلاّ امرئ
منّ عليه أبوکم ببراةِ