احتجاجه علي الناس يوم الشوري











احتجاجه علي الناس يوم الشوري



وفي رواية اُخري کما في [ص553] من نفس المصدر:

قال: حدّثني أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما، قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحکم بن مسکين الثقفيّ، عن أبي الجارود وهشام بن أبي ساسان وأبي طارق السرّاج، عن عامر بن واثلة، قال: کنت في البيت يوم الشوري، فسمعت عليّاً(عليه السلام)وهو يقول: استخلف الناس أبا بکر وأنا والله أحقّ بالامر وأولي به منه، واستخلف أبو بکر عمر وأنا والله أحقّ بالامر وأولي منه، إلاّ أنّ عمر جعلني مع خمسة وأنا سادسهم، لا يعرف لهم عليّ فضل، ولو أشاء لاحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم المعاهد منهم والمشرک تغيير ذلک.

ثمّ قال(عليه السلام): نشدتکم بالله أيّها النفر هل فيکم أحد وحّد الله قبلي؟ قالوا: اللهّم لا، قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد ساق رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) لربّ العالمين هدياً فأشرکه فيه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد اُتي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) بطير يأکل منه، فقال: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقک، إليک يأکل معي من هذا الطير فجئته أنا، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) حين رجع عمر يجبّن أصحابه ويجبّنونه قد ردّ راية رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) منهزماً، فقال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): لاعطينّ الراية غداً رجلاً ليس بفرّار يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله، لا يرجع حتّي يفتح الله عليه فلمّا أصبح قال(صلي الله عليه وآله وسلم): ادعوا لي عليّاً، فقالوا: يا رسول الله هو رمِد ما يطرَف، فقال: جيئوني به. فلمّا قمت بين يديه تفل في عيني، وقال: «اللهم أذهِبْ عنه الحرّ والبرد» فأذهب الله عنّي الحرّ والبرد إلي ساعتي هذه، فأخذت الراية فهزم الله المشرکين وأظفرني بهم، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام) نشدتکم بالله هل فيکم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزيّن بالجناحين في الجنّة، يحلّ فيها حيث يشاء غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيّد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: نشدتکم بالله هل فيکم أحد له سِبطان مثل سِبطاي الحسن والحسين ابني رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) وسيدي شباب أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله هل فيکم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) وبضعة منه، وسيّدة نساء أهل الجنّة، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال(عليه السلام): نشدتکم بالله هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «من فارقک فارقني، ومن فارقني فارق الله» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) «لينتهين بنو وليعة، أو لابعثنّ إليهم رجلاً کنفسي طاعته کطاعتي، ومعصيته کمعصيتي، يغشاهم بالسيف» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «ما من مسلم وصل إلي قلبه حبّي إلاّ کفّر الله عنه ذنوبه، ومن وصل حبّي إلي قلبه وصل حبّک إلي قلبه، وکذب من زعم أنـّه يحبّني ويبغضک» غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «أنت الخليفة في الاهل والولد والمسلمين في کلّ غيبة، عدوّک عدوّي، وعدوّي عدوّ الله، ووليّک وليّي، ووليّي وليّ الله» غيري؟ قالوا: اللهّم لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): يا علي من أحبّک ووالاک سبقت له الرحمة، ومن أبغضک وعاداک سبقت له اللعنة» فقالت عائشة: يا رسول الله، ادع الله لي ولابي لا نکون ممّن يبغضه ويعاديه، فقال(صلي الله عليه وآله وسلم): «اُسکتي إن کنت أنت وأبوک ممّن يتولاّه ويحبّه، فقد سبقت لکما الرحمة، وإن کنتما ممّن يبغضه ويعاديه، فقد سبقت لکما اللعنة، ولقد جئت أنت وأبوک أوّل من يظلمه، وأنت أوّل من يقاتله» غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) مثل ما قال لي: «يا علي أنت أخي وأنا أخوک في الدنيا والاخرة، ومنزلک مواجه منزلي، کما يتواجه الاخوان في الخلد» قالوا: اللهمّ لا. قال(عليه السلام): نشدتکم بالله هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «يا علي إنّ الله خصّک بأمر وأعطاکه، ليس من الاعمال أحبّ إليه ولا أفضل من عنده: الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئاً، ولا تناله منک، وهي زينة الابرار عند الله عزّوجلّ يوم القيامة، فطوبي لمن أحبّک وصدق عليک، وويل لمن أبغضک وکذب عليک غيري»؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد بعثه رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) ليجيء بالماء کما بعثني، فذهبت حتّي حملت القربة علي ظهري فمشيت بها، فاستقبلتني ريح، فردّتني حتّي أجلستني، ثم قمت فاستقبلتني ريح فردّتني حتّي أجلستني، ثمّ قمت فجئت إلي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فقال لي: ما حبسک عنّي؟ فقصصت عليه بالقصّة، فقال(صلي الله عليه وآله وسلم): قد جاءني جبرئيل فأخبرني أمّا الريح الاُولي فجبرئيل، کان في ألف من الملائکة يسلمون عليک، فأمّا الريح الثانية فميکائيل، جاء في ألف من الملائکة يسلّمون عليک» غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم من قال له جبرئيل: يا محمّد، أتري هذه المواساة من علي؟ فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): إنّه منّي وأنا منه، فقال جبريل: وأنا منکما غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد کان يکتب لرسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) کما جعلت أکتب، فأغفي رسول الله، فأنا أري أنـّه يملي عليّ، فلمّا انتبه قال له: يا علي من أملي عليک من هاهنا إلي هاهنا؟ فقلت: أنت يا رسول الله، فقال: لا ولکن جبرئيل أملاه عليک غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد نادي له مناد من السماء «لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتي إلاّ علي» غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) کما قال لي: لو لا أن أخاف أن لا يبقي أحد إلاّ قبض من أثرک قبضة يطلب بها البرکة لعقبه من بعده لقلت فيک قولاً لا يبقي أحد إلاّ قبض من أثرک قبضة غيري؟ فقالوا: اللهم لا.

[قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) کما قال لي «لو لا أن يقول طوائف من اُمّتي ما قالت النصاري في عيسي بن مريم، لقلت فيک قولاً لم تمرّ بملا إلاّ أخذوا التراب من تحت قدمک يستشفعون به» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا][1] .

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «احفظ الباب فإنّ زوّاراً من الملائکة يزوروني، فلا تأذن لاحد منهم» فجاء عمر فرددته ثلاث مرّات، وأخبرته أنّ رسول الله محتجب، وعنده زوّار من الملائکة، وعدّتهم کذا وکذا، ثمّ أذنت له فدخل، فقال: يا رسول الله إني قد جئتک غير مرّة، کلّ ذلک يردّني علي، ويقول: إنّ رسول الله محتجب وعنده زوّار من الملائکة وعدّتهم کذا وکذا، فکيف علم بالعدّة أعاينهم؟ فقال له(صلي الله عليه وآله وسلم): يا علي قد صدق کيف علمت بعدّتهم؟ فقلت: اختلفت عليّ التحيّات وسمعت الاصوات، فأحصيت العدد، قال(صلي الله عليه وآله وسلم): صدقت فإنّ فيک سنّة من أخي عيسي» فخرج عمر وهو يقول: ضربه لابن مريم مثلاً، فأنزل الله عزّوجلّ (ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومک منه يصدّون ( قال: يضجّون) * وقالوا ألهتنا خير أم هو ما ضربوه لک إلاّ جدلاً بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منکم ملائکة في الارض يخلفون)[الزخرف: 58 ـ 61] غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله کما قال لي «إنّ طوبي شجرة في الجنّة أصلها في دار علي، ليس من مؤمن إلاّ وفي منزله غصن من أغصانها» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «تقاتل علي سنّتي وتبرّ ذمّتي» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «تقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين» غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد جاء إلي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) ورأسه في حجر جبرئيل، فقال لي: «ادن من ابن عمّک فأنت أولي به منّي» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا ـ أقول: وحينئذ کان جبرئيل قد تصوّر بصورة دحية الکلبي ـ.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله هل فيکم أحد وضع رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) رأسه في حجره حتّي غابت الشمس ولم يصلّ العصر، فلمّا انتبه رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) قال: يا علي صلّيت العصر؟ قلت: لا، فدعا رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فردّت الشمس بيضاء نقيّة، فصلّيت ثمّ انحدرت غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد أمر الله عزّوجل رسوله أن يبعث ببراءة، فبعث بها مع أبي بکر، فأتاه جبرئيل، فقال: «يا محمّد إنّه لا يؤدّي عنک إلاّ أنت أو رجل منک» فبعثني رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فأخذتها من أبي بکر، فمضيت بها وأدّيتها عن رسول الله، وأثبت الله علي لسان رسول الله أنّي منه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «أنت إمام من أطاعني، ونور أوليائي، والکلمة التي ألزمتها المتّقين» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «من سرّه أن يحيي حياتي، ويموت موتي، ويسکن جنّتي التي وعدني ربّي، جنّات عدن، قضيبٌ غرسه الله بيده، ثمّ قال له: کن فکان، فليوال علي بن أبي طالب(عليه السلام) وذرّيّته من بعده، فهم الائمة، وهم الاوصياء، أعطاهم الله علمي وفهمي، لا يدخلونکم في ضلال، ولا يخرجونکم من باب هديً، لا تعلّموهم فهم أعلم منکم، يزول الحقّ معهم أينما زالوا» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «قضي فانقضي انه لا يحبّک إلاّ مؤمن، ولا يبغضک إلا کافر منافق» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) مثل ما قال لي، «أهل ولايتک يخرجون يوم القيامة من قبورهم علي نوق بيض، شراک نعالهم نور يتلالا، قد سهّلت عليهم الموارد، وفُرّجت عنهم الشدائد، واُعطوا الامان، وانقطعت عنهم الاحزان، حتّي ينطلق بهم إلي ظلّ عرش الرحمن، توضع بين أيديهم مائدة يأکلون منها حتّي يفرغ من الحساب، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) حين جاء أبو بکر يخطب فاطمة(عليها السلام) فأبي أن يزوّجه، وجاء عمر يخطبها فأبي أن يزوّجه، فخطبت إليه فزوّجني، فجاء أبو بکر وعمر فقالا: أبيت أن تزوّجنا وزوّجته؟ فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «ما منعتکما وزوّجته، بل الله منعکما وزوّجه» غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله هل سمعتم رسول الله يقول: «کل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلاّ سببي ونسبي» فأيّ سبب أفضل من سببي، وأيّ نسب أفضل من نسبي؟ إنّ أبي وابا رسول الله لاخوان، وإنّ الحسن والحسين ابني رسول الله، وسيّدي شباب أهل الجنة ابناي، وفاطمة بنت رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) زوجتي سيّدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: نشدتکم بالله هل فيکم احد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «إن الله خلق الخلق ففرقهم فرقتين، فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم شعوباً فجعلني في خير شعبه، ثم جعلهم قبائل، فجعلني في خير قبيلة، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خير بيت، ثم اختار من أهل بيتي أنا وعلياً وجعفراً وجعلني خيرهم فکنت نائماً بين ابني ابي طالب فجاء جبرئيل ومعه ملک فقال: يا جبرئيل، إلي أي هؤلاء اُرسلت؟ فقال: إلي هذا، ثم أخذ بيدي فأجلسني» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد سدّ رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) أبواب المسلمين کلّهم ولم يسدّ بابي، وجاء العبّاس وحمزة وقالا: أخرجتنا وأسکنته؟ فقال(صلي الله عليه وآله وسلم)لهما: «ما أخرجتکم وأسکنته، بل الله أخرجکم وأسکنه، إنّ الله عزّوجلّ أوحي إلي أخي موسي(عليه السلام) أن اتّخذ مسجداً طهوراً واسکنه أنت وهارون وابنا هارون، وانّ الله عزّوجلّ أوحي إليّ أن اتّخذ مسجد طهوراً واسکنه أنت وعلي وابنا علي» غيري؟ قالوا اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): «الحقّ مع علي وعلي مع الحق، لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد وقي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) حيث جاء المشرکون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) نحو الغار فهم يرون أنّي أنا هو، فقالوا: أين ابن عمّک؟ فقلت: لا أدري، فضربوني حتّي کادوا يقتلونني غيري؟ قالوا: اللهّم لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قال له رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) کما قال لي: «إنّ الله أمرني بولاية علي، فولايته ولايتي، وولايتي ولاية ربّي، عهد عهده إليّ ربّي، وامرني أن أبلغکموه، فهل سمعتم؟ قالوا: نعم قد سمعناه، أما إنّ فيکم من يقول: قد سمعت وهو يحمل الناس علي کتفيه ويعاديه، قالوا: يا رسول الله أخبرنا بهم، قال: أما إنّ ربّي قد أخبرني بهم، وأمرني بالاعراض عنهم لامر قد سبق، وإنّما يکتفي أحدکم بما يجد لعلي في قلبه» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال(عليه السلام): نشدتکم بالله، هل فيکم أحد قتل من بني عبد الدار تسعة مبارزة غيري؟ کلّهم يأخذ اللواء، ثم جاء صؤاب الحبشي مولاهم، وهو يقول: والله لا أقتل بسادتي إلاّ محمّداً، قد ازبد شدقاه واحمرّت عيناه، فاتّقيتموه وحُدتم عنه، وخرجت إليه، فلمّا أقبل کأنـّه قبّة مبنيّة، فاختلفت أنا وهو ضربتين فقطعته بنصفين، وبقيت رجلاه وعجزه وفخذه قائمة علي الارض، ينظر إليه المسلمون ويضحکون منه» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

أقول: فلعلّ من تلکم الاسباب العظام، تقاعدت قوم من أجلاّء الصحابة عن بيعة أبي بکر، وکرهوا تربُّعه علي سنام الخلافة، وتقدّمه علي من هو أفضل منه في کلّ شيء لانّ تقديم المفضول علي الفاضل في نظر الکرام ممّا يقدح في ا لمروءة، ولا يستسيغه أرباب العقول السليمة، ويأباه ذوو الطباع الکريمة والنفوس المستقيمة.

وقد قال عزّ من قائل حکيم: (أفمن يهدي إلي الحقّ أحقّ أن يُتّبع أم من لا يهدِّي إلاّ أن يُهدَي فمالکم کيف تحکمون)[يونس: 35].

ما بين المعقوفتين لم توجد في المصدر بل نقلت من هامشه.









  1. ما بين المعقوفتين لم توجد في المصدر بل نقلت من هامشه.