لو لا علي لما كان لفاطمة كفؤ











لو لا علي لما کان لفاطمة کفؤ



ما جاء في خبر من أخباره صلوات الله عليه وعلي آله، الذي أخبر به ابنته وحبيبته سيّدة نساء العالمين، بأنّ من اختاره الله أن يکون لها زوجاً هو ثاني المختارين ذي المقدار السامي، والمکانة العليا، والمنزلة القصوي عند ربّ العزّة سبحانه وتعالي، لانّه أحد مختاريه من بين أهل الارض من البريّات وأوحد مصطفويه بعد سيّد الکائنات وفخر الموجودات.

فمن ذا الذي يکون کفؤاً لها سوي من کانت ضربة واحدة من ضرباته يوم الاحزاب تعدل عمل اُمّة محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) إلي يوم القيامة، ولو لا سيفه لما قام عمود في الاسلام.

لم يوجد لبنت سيّد النبيّين فاطمة عليها أزکي سلام الله وصلواته الدائمة کفؤ، کما نقل إلينا عن الحفّاظ البارزين منهم: الحاکم في المستدرک [3: 129]روي بسنده عن أبي هريرة، قال: قالت فاطمة (عليها السلام): يا رسول الله زوّجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له، فقال: يا فاطمة، أما ترضين أنّ الله عزّوجلّ اطّلع علي أهل الارض فاختار رجلين: أحدهما أبوک والاخر بعلک؟ انتهي.

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه [4: 195] علي ما في فضائل الخمسه للسيّد مرتضي الحسيني [2: 243] بطرق متعددة.

وفي رواية ابن الاثير في اُسد الغابة [4: 42] روي بالاسناد عن علي بن علي الهلالي، قال: دَخلتُ علي النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) في شکايته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، فبکت حتّي ارتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة، ما يبکيک؟ قالت: أخشي الضيعة بعدک، قال: يا حبيبتي، أما علمت أنّ الله اطّلع إلي أهل الارض اطّلاعة، فاختار منها أباک، ثمّ اطّلع إليها اطّلاعة، فاختار منهابعلک، وأوحي إليّ أن اُنکحک ايّاه.

وفي رواية المتّقي في کنز العمّال [6: 153] قال (صلي الله عليه وآله وسلم): أما علمت أنّ الله عزّوجلّ اطّلع الي أهل الارض، فاختار منهم أباک فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلک، فأوحي إليّ فأنکحته وأتّخذته وصيّاً.

وفيه أيضاً قال (صلي الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام): أما ترضين أنّي زوّجتک أوّل المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً، فانّک سيّدة نساء اُمّتي کما سادت مريم قومها، أما ترضين يا فاطمة أنّ الله اطّلع إلي أهل الارض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما أباک، والاخر بعلک.

وفي رواية إمام المعتزلة ابن أبي الحديد في شرح النهج [2: 451] في الخبر الثالث والعشرين بلفظ: قالت فاطمة: إنّک زوّجتني فقيراً لا مال له، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): زوّجتک أقدمهم سلماً، وأعظمهم حلماً، وأکثرهم علماً، ألا تعلمين أن الله اطّلع إلي أهل الارض اطّلاعة، فاختار منها أباک، ثمّ اطّلع إليها ثانية فاختار منها بعلک؟ قال: رواه أحمد في المسند.

وفي رواية القندوزي الحنفي في ينابيع المودة [ص471] ولفظه: ولقد شکت فاطمة (عليها السلام) شظفاً من العيش وضيق الحال، فقال لها: أما ترضين يا فاطمة أنّ الله اطّلع إلي أهل الارض، فاختار منهم رجلين، وجعل أحدهما أباک، والاخر بعلک، فأنا مختار الله لابنة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).

وفي رواية منتخب کنز العمّال بهامش مسند الامام أحمد بن حنبل [5: 31]ولفظه: أما علمت أنّ الله اطّلع علي أهل الارض، فاختار منهم أباک فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلک، فأوحي إليّ فأنکحته واتّخذته وصيّاً.

قال: قاله لفاطمة، عن الطبراني عن أبي أيّوب الانصاري.

وفي رواية ابن المغازلي الشافعي في مناقبه [ص101 برقم: 144] بالاسناد الي أبي أيّوب الانصاري، أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مرض مرضة، فدخلت عليه فاطمة (عليها السلام) تعوده، وهو ناقِه من مرضه، فلمّا رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّي خرجت دمعتها، فقال لها: يا فاطمة، إنّ الله اطّلع إلي أهل الارض اطّلاعة، فاختار منها أباک فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع إليها ثانية، فاختار منها بعلک، فأوحي إليّ فأنکحته واتّخذته وصيّاً، أما علمت يا فاطمة أنّ لکرامة الله إيّاک زوّجک أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأعلمهم علماً، فسرّت بذلک فاطمة واستبشرت.

ثم قال لها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): يا فاطمة، لعلي ثمانية أضراس ثواقب: إيمان بالله وبرسوله، وحکمته، وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنکر، وقضاؤه بکتاب الله عزّوجل.

يا فاطمة، إنّا أهل بيت اُعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الاوّلين والاخرين قبلنا، أو قال: ولا يدرکنا أحد من الاخرين غيرنا: نبيّنا أفضل الانبياء وهو أبوک، ووصيّنا خير الاوصياء وهو بعلک، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيک، ومنا من له جناحان يطير بهما حيث يشاء وهو جعفر ابن عمّک، ومنّا سبطا هذه الاُمّة وهما ابناک، ومنّا والذي نفسي بيده مهديّ هذه الاُمّة.

قال المحقّق في ذيل الکتاب [ص102]: أخرجه الخوارزمي في کتابه المناقب [ص67]، وأخرج ذيله الکنجي الشافعي في الباب الثاني من کتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، وقال: هکذا رواه الطبراني في معجمه الصغير [1: 27]، وهکذا أخرج ذيله المحبّ الطبري في ذخائر العقبي [ص33] بالاسناد إلي أبي أيّوب، وقال: أخرجه الطبراني، وهکذا أخرجه العلامة السمهودي في جواهر العقدين علي ما في ينابيع المودة [ص436]، ورواه شيخنا الطوسي في أماليه [1: 152].

وأمّا بغير هذا السند، فقد رواه بعين لفظه ابن الصبّاغ المالکي في الفصول المهمّة [ص277]، والحافظ الکنجي في کتاب البيان في الباب التاسع بالاسناد عن أبي سعيد الخدري. وقالا: أخرجه الدارقطني، وأخرجه المحبّ الطبري في ذخائر العقبي بالاسناد الي علي الهلالي بعين اللفظ [ص136]، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد [9: 165 و166] وفي [8: 253] مختصراً من الطبراني في الصغير، ومطولاً في الکبير [ص125 نسخة جامعة طهران].

أقول: ورواه الاميني في الغدير [2: 18] وفي [3: 23] عن الطبراني عن أبي أيّوب الانصاري، والفاضل حسين الراضي في کتابه سبيل النجاة في تتمّة المراجعات [ص156 و224 و236]. وقال في [ص156]: ورواه سبط ابن الجوزي الحنفي في تذکرة الخواصّ [ص42].