بعض مواقف الزبير بن العوام مع عثمان











بعض مواقف الزبير بن العوام مع عثمان



ذکر الاميني في غديره [9: 101] ما أخرجه الطبري في تاريخه [5: 204]والمسعودي في مروج الذهب [2: 10] وابن الاثير في الکامل [3: 102] في حديث واقعة الجمل: خرج علي علي فرسه، فدعا الزبير، فتواقفا، فقال علي للزبير: ما جاء بک؟ قال: أنت ولا أراک لهذا الامر أهلاً، ولا أولي به منّا، فقال له علي: ولست له أهلاً بعد عثمان؟ قد کنّا نعدّک من بني عبد المطلب، حتّي بلغ ابنک ابن السوء، ففرّق بيننا وبينک، وعظم عليه أشياء، فذکر أنّ النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) مرّ عليهما، فقال لعلي: ما يقول ابن عمّتک؟ ـ يعني الزبير ـ ليقاتلنّک وهو لک ظالم.

فانصرف عنه الزبير، وقال: فإنّي لا اُقاتلک، فرجع إلي ابنه عبد الله، فقال: مالي في هذه الحرب بصيرة، فقال له إبنه: إنّک قد خرجت علي بصيرة، ولکنّک رأيت رايات ابن أبي طالب وعرفت انّ تحتها الموت فجبنت، فأحفظه حتّي أرعد وغضب، فقال: ويحک إنّي قد حلفت له الاّ اُقاتله، فقال له ابنه: کّفر عن يمينک بعتق غلامک ـ سرجيس ـ فأعتقه، وقام في الصفّ معهم، وکان علي قال للزبير: أتطلب منّي دم عثمان؟ وأنت قتلته، سلّط الله علي أشدّنا عليه اليوم ما يکره.

وفي شرح النهج [2: 404]: کان طلحة من أشدّ الناس تحريضاً علي عثمان، وکان الزبير دونه في ذلک، رووا أنّ الزبير کان يقول: اُقتلوه فقد بدّل دينکم، فقالوا له: إنّ ابنک يحامي عنه بالباب، فقال: ما أکره أن يُقتل عثمان ولو بُدئ بابني، إنّ عثمان لجيفة علي الصراط غداً.

وأخرج البلاذري في الانساب [5: 76] من طريق أبي مخنف، قال: جاء الزبير إلي عثمان، فقال له: إنّ في مسجد رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) جماعة يمنعون من ظلمک، ويأخذون بالحقّ، فاخرج فخاصم القوم إلي أزواج النبي(صلي الله عليه وآله وسلم) فخرج معه، فوثب الناس عليه بالسلاح، فقال: يا زبير! ما أري أحداً يأخذ بالحقّ ويمنع من الظلم، ودخل ومضي الزبير إلي منزله.

وقال البلاذري في [5: 14] وجدت في کتاب لعبد الله بن صالح العجلي ذکروا: أنّ عثمان نازع الزبير، فقال: إن شئت تقاذفنا، فقال عثمان: بماذا بالبعير يا أبا عبد الله؟ قال: لا والله، ولکن بطبع خباب، وريش المقعد، وکان خباب يطبع السيوف، والمقعد يريش النبل.

فهذا نزر يسير وغيض من فيض فيما اطلعنا الله عليه بمنّه وفضله من الاحاديث النبويّة والاخبار المصطفويّة، التي ما زالت شاهدة وظلّت دالّة علي أفضليّة من اختاره الله من أهل أرضه بعد مصطفاه الاعظم(صلي الله عليه وآله وسلم). والحمد لله ربّ العالمين.