باب في أنّ لواء الحمد يوم القيامة بيده











باب في أنّ لواء الحمد يوم القيامة بيده



روي الطبري في الرياض النضرة [2: 201] وفي ذخائر العقبي [ص75]علي ما في فضائل الخمسة [3: 95] عن مخدوج بن زيد الباهلي أنّ النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم)قال لعلي(عليه السلام): أما علمت يا علي أنّه أوّل من يدعي به يوم القيامة أنا، فأقوم عن يمين العرش في ظّله، فاُکسي حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعي بالنبييّن بعضهم علي إثر بعض، فيقومون سماطين عن يمين العرش، ويکسون حللاً خضراء من حلل الجنّة.

ألا وإنّي اُخبرک يا علي أنّ اُمّتي أوّل الاُمم يحاسبون يوم القيامة، ثمّ أبشر أوّل من يدعي بک لقرابتک منّي، فيدفع إليک لواء الحمد تسير به السماطين، آدم وجميع خلق الله تعالي يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوت أحمر، قبضته فضّة بيضاء، زجّه درّة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، والثالثة في وسط الدنيا، مکتوب عليه ثلاثة أسطر، الاوّل: بسم الله الرحمن الرحيم، الثاني: الحمد لله رب العالمين، الثالث: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله. طول کلّ سطر ألف سنة، وعرضه ألف سنة، فتسير باللواء والحسن عن يمينک والحسين عن يسارک، حتّي تقف بيني وبين إبراهيم في ظلّ العرش، ثمّ تکسي حلّة من الجنّة، ثمّ ينادي مناد من تحت العرش: نِعْم الاب أبوک إبراهيم، ونعم الاخ أخوک علي، أبشر يا علي أنّک تُکسي إذا کسُيتُ، وتدعي إذا دُعيت، وتحبي إذا حبيتُ.

قال الطبري: أخرجه أحمد في المناقب، ثمّ قال: وفي رواية أخرجها الملاّ في سيرته قيل: يا رسول الله وکيف يستطيع أن يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): وکيف لا يستطيع ذلک وقد اُعطيَ خِصالاً شتّي، صبراً کصبري، وحسناً کحسن يوسف، وقوة کقوّة جبريل.

وفي الرياض النضرة أيضاً [2: 203] قال: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): اُعطيتُ في علي خمساً هي أحبُّ إليّ من الدنيا وما فيها، أمّا واحدة، فهو تَکْأَتِي بين يدي الله عزّوجلّ حتّي يفرغ من الحساب، وأمّا الثانية، فلواء الحمد بيده، آدم ومن ولده تحته. وأمّا الثالثة، فواقف علي عقر حوضي يَسقي مَن عرف من اُمّتي. وأمّا الرابعة، فساتر عوراتي ومسلّمي إلي ربّي عزّوجلّ. وأمّا الخامسة، فلستُ أخشي عليه زانياً بعد إحصان، ولا کافراً بعد إيمان.

اللغة التکأة: مايُتّکأ عليه. عقر الحوض: آخره.

قال الطبري: أخرجه أحمد في المناقب.

وفي کنز العمّال [6: 393] روي بسنده عن ابن عبّاس، قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: کُفّوا عن ذکر علي بن أبي طالب، فلقد رأيت من رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فيه خصالاً، لان تکون لي واحدة منهنّ في آل خطّاب أحبُّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، کنت أنا وأبو بکر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، فانتهيت إلي باب اُمّ سلمة، وعلي(عليه السلام) قائم علي الباب، فقلنا: أردنا رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، فقال: يخرج إليکم.

فخرج رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فثُرنا إليه فاتّکأ علي علي بن أبي طالب، ثمّ ضرب بيده علي منکبه، ثمّ قال: إنک مخاصم تخاصم، أنت أول المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيّام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسويّة، وأرأفهم بالرعيّة، وأعظمهم رزيّة، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدّم إلي کلّ شديدة وکريهة، ولن ترجع بعدي کافراً، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي.

وفيه أيضاً [6: 400] قال: وعن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) لعلي(عليه السلام): أنت أمامي يوم القيامة، فيُدفع إليّ لواء الحمد فأدفعُه إليک، وأنت تذود الناس عن حوضي. قال المتّقي: أخرجه ابن عساکر.