من أراد أن يحيي حياة محمّد و مماته فليتولّ عليّاً











من أراد أن يحيي حياة محمّد و مماته فليتولّ عليّاً



مما لا ريب فيه لمرتاب شدّة رأفته (صلي الله عليه وآله وسلم) بمن آمن به، وعظيم حرصه علي سلامة اُمّته، من کثرة الاختلاف فيما بينهم، والتباس الحقّ بالباطل عليهم، الداعي الي انحرافهم عن سبيل رشده، وانقلابهم علي أعقابهم، ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً.

من أجل ذلک قام صلوات الله عليه وعلي آله داعياً إلي ما يحيوا به حياته، ويموتوا به مماته، فيکونوا من سکّان جنّة ربّه جلّ وعلا التي زرعها بيده، فحقّ علي الله الکريم المنّان أن يجعلهم من سکّانها إذا استجابوا لله ولرسوله إذا دعاهم لما يحييهم.

قال (صلي الله عليه وآله وسلم) فيما رواه الحاکم في المستدرک [3: 128] بسنده عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): من يريد أن يحيي حياتي، ويموت موتي، ويسکن جنّة الخلد التي وعدني ربّي، فليتولّ علي بن أبي طالب، فإنّه لن يخرجکم من هدي، ولن يدخلکم في ضلالة.

وفي رواية أبي نعيم في حلية الاولياء [1: 86] بالاسناد عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): من سرّه أن يحيي حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسّک بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده، ثمّ قال لها: کوني فکانت، فليتولّ علي بن أبي طالب بعدي.

وفي الحلية أيضاً [1: 86] عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): من سرّه أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسکن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليّاً من بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالائمّة من بعدي، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمکذّبين بفضلهم من اُمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.

وفي رواية ابن حجر في کتابه الاصابة في تمييز الصحابة [1: 541 ط مصطفي محمّد بمصر]قال: أخرج مطين، والباوردي، وابن جرير، وابن شاهين، عن زياد بن مطرف، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: من أحبّ أن يحيي حياتي ويموت ميتتي، ويدخل الجنّة، فليتولّ عليّاً وذرّيّته بعده. وذکره المتّقي في کنز العمّال [6: 155].

وفي رواية الطبري في الرياض النضرة [6: 215] قال: وعن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): من أحبّ أن يستمسّک بالقضيب الاحمر الذي غرسه الله في جنّة عدن، فليستمسک بحبّ علي بن أبي طالب. وقال: أخرجه أحمد في المناقب.

رواه عدّة من المحدّثين منهم: القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة [ص136 و313 ط. إسلامبول]، وابن عساکر الشافعي في تاريخ دمشق [2: 95]، والحمويني في فرائد السمطين [1: 53]، والهيثمي في مجمع الزوائد [9: 108]، والسيّد مرتضي الحسيني في فضائل الخمسة [2: 213]، والتستري في إحقاق الحق وإزهاق الباطل [5: 108].

وأخرج ابن المغازلي في مناقبه [ص215 برقم: 260] مسنداً من طريق أبي الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): من أحبّ أن يتمسّک بالقضيب الياقوت الاحمر الذي غرسه الله في جنّة عدن، فليتمسّک بحبّ علي بن أبي طالب.

وروي أيضاً [في ص217 برقم: 262] مسنداً من طريق أبي طالب محمّد بن أحمد بن عثمان، عن ابن عبّاس بلفظ: من أحبّ أن يتمسّک بالقضيب الاحمر الذي غرسه الله بيده في جنّة عدن، فليتمسّک بحبّ علي بن أبي طالب.

وروي أيضاً [في ص217 برقم: 263] من طريق أبي الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب بالاسناد إلي زيد بن أرقم بلفظ: من أحبّ أن يتمسّک بالقضيب الاحمر الذي غرسه الله عزّوجلّ في جنّة عدن بيمينه، فليتمسّک بحبّ علي بن أبي طالب.

وروي أيضاً [في ص216 برقم: 261] مسنداً من طريق محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج السدي، عن ابن عبّاس بلفظ: من أحبّ أن يتمسّک بالقضيب الاحمر الذي غرسه الله لنبيّه في جنّة عدن، فليتمسّک بحبّ علي بن أبي طالب.

وروي أيضاً [في ص 218 برقم: 264] مسنداً من طريق أبي غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي، عن سليمان بن يسار، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: صلّي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) الفجر، فقال: أتدرون بما هبط عليّ جبريل؟ قلنا: الله أعلم. قال: هبط عليّ جبريل، فقال: يا محمّد، انّ الله قد غرس قضيباً في الجنّة، ثلثه من ياقوته حمراء، وثلثه من زبرجدة خضراء، وثلثه من لؤلؤة رطبة، ضرب عليه طاقات، جعل بين الطاقات غرف، وجعل في کلّ غرفة شجرة، وجعل حملها الحور العين، وأجري عليه عين السلسبيل. ثمّ أمسک، فوثب رجل من القوم، فقال: يا رسول الله، لمن ذلک القضيب؟ قال: من أحبّ أن يتمسّک بذلک، فليتمسّک بحبّ علي بن أبي طالب.

قال المحقق في ذيل الکتاب: رواه الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه علي ما في ذيل إحقاق الحق [7: 156] وهکذا أخرجه العلامة الامرتسري في أرجح المطالب [ص527 ط. لاهور] من طريق مؤلفنا ابن المغازلي.

قال الخطيب منيح کما في مناقب المازندراني [3: 5 ط. النجف و 3: 201 ط. إيران]:


لقد غرس الاله بدار عدن
قضيباً وهو خير الفارسينا


من الياقوت يستعلي وينمو
علي قضبانها حُسناً ولينا


فإن شئتم تمسّکتم فکونوا
بحبل أخي من المتمسّکينا


وفيه أيضاً ما قاله الصقر البصري:


يروي بأنّ أبا هريرة قال لي
إنّي ملئت من النبيّ مسامعا


من رام أن يتمسّک الغصن الذي
من أحمر الياقوت أصبح لامعا


من غرس ربّ العالمين وزرعه
من جنّتي عدن تبارک زارعا


فليلفينْ لولاية الهادي أبي
حسن عليّ ذي المناقب تابعا