الخليفة الثاني ومعاريض الكلم











الخليفة الثاني ومعاريض الکلم



وفي الطرق الحکميّة أيضاً [ص46]: إنّ عمر بن الخطّاب سأل رجلاً: کيف أنت؟ فقال: ممّن يحبّ الفتنة ويکره الحقّ، ويشهد علي ما لم يره، فأمر به إلي السجن، فأمر علي (عليه السلام) بِردّه، فقال: صدق، قال عمر: کيف صدّقته؟ قال (عليه السلام): يحبّ المّال والولد، وقد قال الله تعالي (إنّما أموالکم وأولادکم فتنة) وکره الموت وهو الحقّ، ويشهد أنّ محمّداً رسول الله ولم يره، فأمر عمر... باطلاقه، وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته.وأخرج الحافظ الکنجي في کفاية الطالب [ص96] عن حذيفة بن اليمان أنـّه لقي عمر بن الخطّاب، فقال له عمر: کيف أصبحت يا ابن اليمان؟ فقال: کيف تريدني اُصبح؟ أصبحت والله أکره الحقّ واُحبّ الفتنة، وأشهد بما لم أره، وأحفظ غير المخلوق، واُصلّي علي غير الوضوء، ولي في الارض ما ليس لله في السماء، فغضب عمر لقوله، وانصرف من فوره، وقد أعجله أمرٌ، وعزم علي أذي حذيفة لقوله ذلک.فبينما هو في الطريق إذ مرّ بعلي بن أبي طالب، فرأي الغضب في وجهه، فقال: ما أغضبک يا عمر؟ قال: لقيت حذيفة بن اليمان، فسألته کيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أکره الحقّ، فقال (عليه السلام): صدق يکره الموت وهو حقّ، فقال: يقول: وأحبّ الفتنه، قال: صدق يحبّ المال والولد، وقد قال الله تعالي: (إنّما أموالکم وأولادکم فتنه) فقال: يا علي، يقول: وأشهد بمالم أره، فقال (عليه السلام): صدق يشهد لله بالوحدانيّة، والموت، والبعث، والقيامة، والجنة، والنار، والصراط ولم ير ذلک کله.فقال: يا علي، وقد قال: إنّي أحفظ غير المخلوق، قال (عليه السلام): صدق يحفظ کتاب الله تعالي، القرآن وهو غير مخلوق، قال: ويقول: اُصلّي علي غير وضوء، قال (عليه السلام): صدق يصلي علي ابن عمّي رسول الله علي غير وضوء، فقال: يا أبا الحسن قد قال أکبر من ذلک، فقال (عليه السلام): وما هو؟ قال يقول: إنّ لي في الارض ما ليس لله في السماء، قال (عليه السلام): صدق له زوجة وولد، وتعالي الله عن الزوجة والولد. فقال عمر: کاد يهلک ابن الخطّاب، لو لا علي بن أبي طالب.