الخليفة الثاني والغلام الذي خاصم اُمّه











الخليفة الثاني والغلام الذي خاصم اُمّه



ذکر ابن قيّم الجوزيّة في کتابه الطرق [ص45] علي ما في الغدير [6: 104]عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: خاصم غلام من الانصار اُمّه إلي عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فجحدته، فسأله البيّنة، فلم تکن عنده، وجاءت المرأة بنفر فشهدوا أنّها لم تزوّج، وأنّ الغلام کاذب عليها، وقد قذفها، فأمر عمر بضربه.فلقيه علي (عليه السلام) ، فسأله عن أمرهم، فدعاهم ثمّ قعد في مسجد النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) وسأل المرأة فجحدت، فقال للغلام: اجحدها کما جحدتک، فقال الغلام: يابن عمّ رسول الله إنّها اُمّي، قال: اجحدها وأنا ابوک والحسن والحسين أخواک، قال: قد جحدتها وأنکرتها، فقال علي (عليه السلام): لاولياء المرأة: أمري في هذه المرأة جائز؟ قالوا: نعم وفينا أيضاً.فقال علي اُشهد من حضر أنّي قد زوجت هذا الغلام من هذه المرأة الغريبة منه، يا قنبر ائتني بطينة فيها دراهم، فأتاه بها، فعدّ أربعمئة وثمانين درهماً فقذفها مهراً لها، وقال للغلام: خذ بيد امرأتک ولاتأتنا إلاّ وعليک أثر العرس، فلمّا ولّي قالت المرأة: يا أبا الحسن الله الله هو النار، هو والله ابني، قال: کيف ذلک؟ قالت: إنّ أباه کان زنجيّاً، وإنّ أخوتي زوّجوني منه، فحملت بهذا الغلام، وخرج الرجل غازياً فقتل، وبعثت بهذا إلي حيّ بني فلان فنشأ فيهم، وأنفت أن يکون ابني، فقال علي: أنا أبو الحسن، وألحقه وثبت نسبه.