في سبق نور النبيّ وعلي لخلق آدم وخلقهما من طينة واحدة











في سبق نور النبيّ وعلي لخلق آدم وخلقهما من طينة واحدة



روي الطبري في الرياض النضرة [2: 164] علي ما في الفضائل الخمسة للسيّد مرتضي الحسيني [1: 168 ط النجف] قال: عن سلمان، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: کنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالي قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم (عليه السلام) قسّم ذلک النور جزأين، فجزء أنا وجزء علي.

وفيه عن ابن حجر الهيثمي في کتابه مجمع الزوائد [9: 128] قال: وعن بريدة، قال: بعث رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) عليّاً (عليه السلام) أميراً علي اليمن، وبعث خالد بن الوليد علي الجبل، فقال: إن اجتمعا فعلي علي الناس، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي (عليه السلام) جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة، فقال: اغتنمها، فأخبر النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ما صنع. فقدمت المدينة ودخلت المسجد، ورسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في منزله، وناس من الصحابة علي بابه، فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيراً. فتح الله علي المسلمين، فقالوا: ما أقدمک؟ قلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لاخبر النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ، فقالوا: فأخبر النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) فإنّه يسقط من عين النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ، ورسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يسمع الکلام، فخرج مغضباً، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): ما بال أقوام ينتقصون عليّاً؟ من تنقّص عليّاً فقد تنقّصني، ومن فارق عليّاً فقد فارقني، انّ عليّاً منّي وأنا منه، خلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم «ذرّيّة بعضها من بعض والله سميع عليم» يا بريدة، أما علمت أنّ لعلي أکثر من الجارية التي أخذها، وإنّه وليّکم بعدي. فقلت: يا رسول الله بالصحبة إلا بسطت يدک، فبايعتني علي الاسلام جديداً. قال: فما فارقته حتي بايعته علي الاسلام.

قال ابن حجر رواه الطبراني في الاوسط.

وروي فيه أيضاً عن تاريخ بغداد [6: 58] للخطيب، روي بسنده عن موسي ابن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): خُلقت أنا، وهارون بن عمران، ويحيي بن زکريّا، وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة.

وفيه أيضاً عن حلية الاولياء لابي نعيم [1: 84] روي بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): من سرّه أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسکن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليّاً بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالائمة من بعدي، فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهماً وعلماً، وويل للمکذّبين بفضلهم من اُمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.

وفي المناقب لابن المغازلي [ص87 برقم: 130 ط. إيران] قال أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي (رحمه الله) ، أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبيّ الاخباريّ، أخبرنا علي بن محمّد العدوي الشمشاطي، حدّثنا الحسن بن علي بن زکريّا، حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدّثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قـال: سمعت حبيبي محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: کنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ، يسبّح الله ذلک النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلمّا خلق الله آدم رکّب ذلک النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتّي افترقنا في صلب عبد المطلب، ففيّ النبوّة، وفي عليّ الخلافة.

قال المحقّق للکتاب في ذيل الکتاب: أخرجه الحافظ الکنجي الشافعي في کتابه کفاية الطالب [في الباب 87 ص315، وفي ص176 من ط اُخري] بإسناده عن أبي سعيد العدوي، ثمّ قال: هکذا أخرجه محدّث الشام في تاريخه [ص350] ولم يطعن في سنده، ولم يتکلّم عليه، وهذا يدلّ علي ثبوته.

وأخرجه العلاّمة الذهبي في ميزان الاعتدال [1: 507 برقم: 1904] عن ابن عساکر، وأخرجه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [2: 229].

وأخرجه الامام أحمد بن حنبل في الفضائل، بهذا السند واللفظ علي ما ذکره ابن الجوزي في کتابه تذکرة الخواص [ص52 ط. الغري، وفي ط. ايران ص28].

وفي شرح النهج لامام المعتزلة [2: 450] روي عن الامام أحمد بن حنبل في المسند وفي کتاب الفضائل، قال ابن أبي الحديد: الخبر الرابع عشر: کنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق آدم قسّم ذلک فيه وجعله جزأين، فجزء أنا وجزء علي.

ثمّ قال: وذکره صاحب الفردوس[3: 332 ط. دار الکتاب العربي] وزاد فيه: ثمّ انتقلنا حتّي صرنا في صلب عبد المطلب، فکان لي النبوّة، ولعلي الخلافة.

وروي ابن المغازلي أيضاً في مناقبه [ص88 برقم: 131] قال: أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن الحسن بن سليمان، حدّثنا عبد الله بن محمّد العکبري، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن عتّاب الهروي، حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، حدّثنا أبي، عن الاعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي ذرّ، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: کنت أنا وعلي نوراً عن يمين العرش، يسبّح الله ذلک النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم أزل أنا وعلي شيئاً واحداً حتّي افترقنا في صلب عبد المطَّلب.

وروي أيضاً [في ص89 برقم: 132] من طريق أبي غالب، عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: إنّ الله عزّوجلّ أنزل قطعة من نور، فأسکنها في صلب آدم، فساقها حتّي قسّمها جزأين، جزءاً في صلب عبد الله، وجزءاً في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيّاً، وأخرج عليّاً وصيّاً.

قال المحقّق في ذيل الکتاب: وبمعني الحديث روايات متظافرة، تراها في کفاية الطالب [في الباب 87] ولسان الميزان [6: 377] ومناقب الخوارزمي[ص46]وينابيع المودة [ص83]. انتهي.

وفي دلائل الصدق [2: 349] قد ذکر الحلّي ما رواه الامام أحمد بن حنبل في مسنده، وما رواه أيضاً ابن المغازلي عن سلمان، والثاني عن جابر، والحديثان غير اللذين رواهما ابن الجوزي وطعن في بعض رواتهما، أحدهما محمّد بن خلف المروزي، والاخر جعفر بن أحمد بن بيان.

قال الامام المظفر ردّاً[1] : ولو سلّم رواية محمّد بن خلف لحديث النور، وطعن ابن الجوزي فيه، فهو لا يستلزم کذب جميع رواة حديث النور، بل يکون تعدّد طرقه دليلاً علي صدقه، علي أنّ ابن الجوزي أيضاً طرف النزاع، فکيف يعتبر قوله بوضع حديث النور؟ مع أنـّا نري القوم أنفسهم لا يعتبرون کلامه.

قال السيوطي في ديباجة لالئ المصنوعة: جمع الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي کتاباً، فأکثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحط إلي رتبة الوضع، بل ومن الحسن ومن الصحيح، کما نبّه علي ذلک الحفّاظ، ومنهم: ابن الصلاح في علوم الحديث وأتباعه.

وأما ما قيل: إنّ جعفر بن أحمد کان رافضيّاً، فلا منشأ له إلاّ رواية ما يسمعه من فضائل آل محمّد (عليهم السلام) ومساوي أعدائهم، وهذه عادتهم فيمن روي فضيلة لاهل البيت، أو رذيلة لاعدائهم، يريدون بذلک إخفاء الحقّ وترويج الباطل، فلذا خفي جُلّ فضائل آل الرسول واکثر مساوي أعدائهم، کما لا منشأ لنسبة الوضع إلي جعفر إلاّ إظهاره للحقّ. انتهي.

واليک أيّها القارئ الکريم ما رواه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة [ص10 في الباب الاوّل]، قال: وفي المناقب عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، قال: حدّثنا عمّي الحسن، قال: سمعت جدّي (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: خلقت من نور الله عزّوجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبّيهم من نورهم، وسائر الناس من النار.

وروي ما أخرجه ابن المغازلي عن سلمان کما قد مرّ ذکره، ثمّ روي ما أخرجه الحمويني في کتابه فرائد السمطين [1: 43] بسنده عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم، عن النبيّ صلّي الله عليه وعليهم، قال: کنت أنا وأنت يا علي نوراً بين يدي الله تبارک وتعالي من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق آدم سلک ذلک النور في صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلي صلب حتّي أقره في صلب عبد المطَّلب، ثمّ قسّمه قسمين، فأخرج قسماً في صلب أبي عبد الله، وقسماً في صلب عمّي أبي طالب، فعليّ منّي وأنا منه، قال: وأخرج هذا الحديث الخوارزمي. انتهي.









  1. علي من طعن في حديث النور.