في زواجه من فاطمة بأمر ربّاني











في زواجه من فاطمة بأمر ربّاني



کما شهدت ودلّت علي ذلک آثار وأخبار عن جمع من أعلام المحدّثين، وحفظة السنن البارزين، في زبرهم ومصنّفاتهم النفيسة القيّمة، فمن جملتهم:الحافظ العلامة الکنجي الشافعي في کفاية الطالب ص164 فيما ذکره المجاهد الکبير الشيخ عبد الحسين بن أحمد الاميني في غديره 2: 315 عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): أيّها الناس، هذا علي بن أبي طالب، أنتم تزعمون أنّني أنا زوّجته ابنتي فاطمة، ولقد خطبها إليّ أشراف قريش فلم اُجب، کلّ ذلک أتوقّع الخبر من السماء، حتّي جاءني جبريل ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان، فقال: يا محمّد، العلي الاعلي يقرأ عليک السلام، وقد جمع الروحانيّين والکروبيّين في واد يقال له: الافيح تحت شجرة طوبي، وزوّج فاطمة عليّاً وأمرني، فکنت أنا الخاطب، والله تعالي الولي. الحديث.وأخرج محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبي ص31 عن علي، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): أتاني ملک، فقال: يا محمّد إنّ الله تعالي يقرأ عليک السلام ويقول لک: إنّي قد زوّجت فاطمة ابنتک من علي في الملا الاعلي، فزوّجها منه في الارض.وأخرج النسائي والخطيب في تاريخه 4: 129 بالاسناد عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) ، قال: أصاب فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) صبيح العرس رعدة، فقال لها رسول الله: يا فاطمة، إنّي زوّجتک سيّداً في الدنيا، وإنّه في الاخرة لمن الصالحين، يا فاطمة، إنّي لمّا أردت أن اُملکک لعلي أمر الله جبريل، فقام في السماء الرابعة، فصفّ الملائکة صفوفاً، ثمّ خطب عليهم جبريل، فزّوجک من علي، ثمّ أمر شجر الجنان، فحملت الحليّ والحلل، ثمّ أمرها فنثرته علي الملائکة، فمن أخذ منهم يومئذ أکثر ممّا أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به إلي يوم القيامة.وذکره الکنجي في الکفاية ص165 ثمّ قال: حديث حسن عال رزقناه عالياً.وذکر فيه أيضاً ما روي بلال بن حمامة ممّا أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 4: 210 وابن الاثير في اُسد الغابة 1: 206 وابن الصباغ المالکي في الفصول المهمّة ص143 وأبو بکر الخوارزمي الحنفي في المناقب ص241 وابن حجر في الصواعق ص103 والصفوري في نزهة المجالس 2: 225 وسيّدنا الحبيب أبو بکر بن شهاب الدين العلوي في رشفة الصادي ص28.قال بلال: طلع علينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ذات يوم متبسّماً ضاحکاً، ووجهه مسرور کدارة القمر، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف، فقال: يا رسول الله ما هذا النور؟ قال: بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي، بأنّ الله زوّج عليّاً من فاطمة، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبي فحملت رقاعاً ـ يعني: صکاکاً ـ بعدد محبّي أهل البيت، فأنشأ تحتها ملائکة من نور، ودفع إلي کلّ ملک صکاکاً، فإذا استوت القيامة بأهلها، نادت الملائکة في الخلائق، فلا يبقي محبّ لاهل البيت إلاّ دفعت له صکاً فيه فکاکه من النار، فصار أخي وابن عمّي وبنتي فکّاک رقاب رجال ونساء اُمّتي من النار.وذکر الفاضل العلاّمة السيّد مرتضي الحسيني الفيروزآبادي في فضائل الخمسة 2: 131 ما أخرجه المتّقي في کنز العمّال 6: 153 قال: عن أنس، قال: کنت عند النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فغشيه الوحي، فلمّا سري عنه، قال: يا أنس أتدري ما جاءني به جبريل من عند صاحب العرش؟ قال: إنّ الله أمرني أن اُزوّج فاطمة من علي.قال المتّقي: أخرجه البيهقي، والخطيب، وابن عساکر والحاکم في المستدرک.وذکر فيه أيضاً عن ذخائر العقبي للطبري ص31 قال: وعن عمر وقد ذکر عنده علي (عليه السلام) ، قال: ذاک صهر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ، نزل جبريل، فقال: يا محمّد، إنّ الله يأمرک أن تزوّج فاطمة ابنتک من علي، قال الطبري: أخرجه ابن السمان في الموافقة.وفيه أيضاً ما ذکره المناوي في کنوز الحقائق ص241 ولفظه: لو لم يخلق علي ما کان لفاطمة کفؤ. قال: أخرجه الديلمي.وذکر في ص130 عن ذخائر العقبي ص32 قال: وعن أنس، قال: بينما رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في المسجد إذا قال لعلي: هذا جبريل يخبرني أن اُزوّجک فاطمة، واستشهد علي تزويجها أربعين ألف ملک. قال: أخرجه الملا في سيرته.وفي الصفحة المذکورة أيضاً عن علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): أتاني ملک، فقال: يا محمّد إنّ الله تعالي يقول لک: قد أمرت شجرة طوبي أن تحمل الدرر والياقوت والمرجان، وأن تنشر علي من قضي عقد نکاح فاطمة من الملائکة والحور العين، وقد سرّ بذلک سائر أهل السماوات، وأنـّه سيولد بينهما ولدان سيّدان في الدنيا، ويسودان علي کهول أهل الجنّة وشبابها، وقد تزيّن أهل الجنّة لذلک، فأقرر عيناً يا محمّد، فانّک سيّد الاوّلين والاخرين.قال: أخرجه الامام علي بن موسي الرضا (عليه السلام). وأخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه ص100 بالرقم: 142 باسناده عن أبي أيّوب الانصاري، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام): إنّ لک أضراسا ثواقب: اُمرت بتزويجک من السماء، وقتلک المشرکين يوم بدر، وتقاتل من بعدي علي سنّتي، وتبرئ ذمّتي.وفيه أيضاً ص101 بالرقم: 144 بالاسناد عن عباية بن ربعي، عن أبي أيّوب الانصاري أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مرض مرضة، فدخلت فاطمة صلّي الله عليها تعوده، وهو ناقِه من مرضه، فلمّا رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّي خرجت دمعتها، فقال لها: يا فاطمة إنّ الله عزّوجلّ اطّلع إلي الارض اطّلاعة، فاختار منها أباک فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع إليها ثانية، فاختار منها بعلک، فأوحي إليّ فأنکحته واتّخذته وصيّاً، أما علمت يا فاطمة أنّ لکرامة الله إيّاک زوّجک أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأعلمهم علماً، فسرّت بذلک فاطمة عليها سلام الله واستبشرت.ثم قال لها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): يا فاطمة، لعلي ثمانية أضراس ثواقب: إيمان بالله وبرسوله، وحکمته، وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنکر، وقضاؤه بکتاب الله عزّوجلّ.يا فاطمة، إنّا أهل بيت اُعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الاوّلين والاخرين قبلنا ـ أو قال: ولا يدرکها أحد من الاخرين غيرنا ـ نبيّنا أفضل الانبياء وهو أبوک، ووصيّنا خير الاوصياء وهو بعلک، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيک، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمّک، ومنّا سبطا هذه الاُمّة وهما ابناک، ومنّا والذي نفسي بيده مهديّ هذه الاُمّة.قال المحقّق في ذيل الکتاب: أخرجه العلاّمة أخطب خوارزم في کتابه المناقب ص67 وأخرج ذيله الکنجي في الباب (2) من کتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، وقال: رواه الطبراني في معجمه الصغير 1: 37 وهکذا أخرج ذيله الطبري في ذخائر العقبي ص44 وهکذا أخرجه العلاّمة السمهودي في جواهر العقدين علي ما في ينابيع المودّة ص436.وأمّا بغير هذا السند، فقد رواه بعين لفظه: ابن الصباغ المالکي في الفصول المهمّة ص277 والکنجي في کتاب البيان في الباب (9) بالاسناد عن أبي سعيد الخدري. والطبري في ذخائر العقبي ص126 بالاسناد إلي علي الهلالي وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 165 و166 وفي 8: 253 مختصراً عن الطبراني في الصغير، ومطوّلاً في الکبير ص135 نسخة جامعة طهران.وذکر الحافظ الشهير محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني المتوفي سنة (588) في کتابه مناقب آل أبي طالب 2: 29 ط النجف و2: 181 ط ايران نقلاً عن الثعلبي في تفسيره في قوله تعالي: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً) الفرقان: 54 قال ابن سيرين: نزلت في النبيّ وعلي، زوّج ابنته فاطمة، وهو ابن عمّه وزوج ابنته، فکان نسباً وصهراً.وروي عن المفضّل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو لا أنّ الله خلق علي بن أبي طالب ما کان لفاطمة کفؤ في وجه الارض آدم ومن دونه.قال الصاحب:يا کفؤَ بنتِ محمّد لولاک مازُفّت إلي بشر مدي الاحقابيا أصل عدةِ أحمد لولاک لميکُ أحمدُ المبعوثُ ذا أعقابوفي المناقب لابن المغازلي ص346 بالرقم: 397 من طريق أبي طالب محمّد بن أحمد بن عثمان مسنداً عن أنس: أنّ أبا بکر خطب فاطمة إلي النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ، فلم يرد إليه جواباً، ثمّ خطب عمر فلم يرد إليه جواباً، ثمّ جمعهم فزوّجها علي بن أبي طالب. وقيل: أقبل (صلي الله عليه وآله وسلم) علي أبي بکر وعمر، فقال: إنّ الله عزّوجلّ أمرني أن اُزوّجها من علي، ولم يأذن لي في افشائه إلي هذا الوقت، ولم أکن لافشي ما أمر الله عزّوجلّ به.وأخرج أيضاً في ص347 بالرقم: 399 من طريق أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة، مسنداً عن أنس أيضاً، قال: جاء أبو بکر إلي النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) فقعد بين يديه، وقال: يا رسول الله، قد علمتَ مُناصحتي وقِدمي في الاسلام وإنّي... وإنّي.. قال (صلي الله عليه وآله وسلم): وماذاک؟ قال: تزوّجني فاطمة، قال: فسکت عنه أو قال: فأعرض عنه، قال: فرجع أبو بکر إلي عمر، فقال: هلکت هلکت، قال: وماذاک؟ قال: خطبت فاطمة إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فأعرض عنّي، قال عمر: مکانک، حتّي آتي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فأطلب منه مثل الذي طلبت.فأتي عمر النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الاسلام وإنّي... وإنّي... قال (صلي الله عليه وآله وسلم): وما ذاک؟ قال: تزوّجني فاطمة، قال: فاعرض عنه، قال: فرجع عمر إلي أبي بکر فقال: إنّه ينتظر أمر الله فيها، فانطلق بنا إلي علي حتّي نأمره يطلب الذي طلبنا.قال علي: فأتياني وأنا اُعالج فسيلاً، فقالا: ألاّ أتيت ابن عمّک تخطب بنته. قال: فنبّهاني لامر، فقمت أجرّ ردائي طرفاً علي عاتقي وطرفاً علي الارض، حتّي أتيت النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) فقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله، قد علمت قدمي في الاسلام ومناصحتي، وإنّي... وانّي... قال (صلي الله عليه وآله وسلم): وماذاک يا علي؟ قال: تزوّجني فاطمة. قال: وما عندک؟ قال عندي فرسي ودرعي، قال: أمّا فرسک فلابدّ لک منه، وأمّا درعک فبعها؟ فبعتها بأربعمئة درهم، فأتيته بها فوضعتها في حجره، فقبض منها قبضة، فقال: يا بلال أبغنا بها طيباً، وأمرهم أن يجهّزوها، فجعل سريراً مشرّطاً بالشرط، ووسادة من اُدم حشوها ليف، ملا البيت کثيباً ـ يعني: رملاً ـ وقال: إذا جاءتک فلا تحدّث شيئاً حتّي آتيک.قال: فجاءت مع أمّ أيمن حتّي قعدت في ناحية البيت، وأنا في جانب البيت، قال: وجاء النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ، فقال: ها هنا أخي؟ فقلت ـ يعني أمّ أيمن ـ أخوک وقد زوّجته ابنتک؟ قال: نعم، فدخل، فقال لفاطمة: ائتيني بماء، فقامت إلي قعب في البيت فيه ماء فأتته به، فمجّ فيه، ثمّ قال لها: قومي فنضح علي رأسها وبين ثدييها، وقال: اللهمّ إنّي اُعيذها بک وذرّيّتها من الشيطان الرجيم.ثم قال لها: أدبري، فأدبرت فنضح بين کتفيها، وقال: اللهمّ إنّي اُعيذها بک وذرّيّتها من الشيطان الرجيم.ثمّ قال لعلي: ائتني بماء فعلمت الذي يريد، فقمت فملات القعب ماء فأتيته به، فأخذ منه بفيه، ثمّ مجّه فيه، ثمّ صبّ علي راسي وبين ثديي، ثمّ قال: اللهمّ اُعيذه بک وذرّيّته من الشيطان الرجيم. ثمّ قال: أدبر، فادبرت فصبّ بين کتفي، ثمّ قال: اللهمّ إنّي اُعيذه بک من الشيطان الرجيم، ثمّ قال: اُدخل بأهلک بسم الله والبرکة.قال المحقق في ذيل الکتاب: أخرجه العلاّمة ابن جرير الطبري بالاسناد إلي حسين بن حمّاد بعين السند واللفظ، علي ما في منتخب کنز العمّال 5: 99 وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 205 وقال: رواه الطبراني بهذا السند. وأخرجه الراغب الاصفهاني في محاضرات الاُدباء 4: 477 وأخرجه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 2: 180 وفي ذخائر العقبي ص27.وقال: أخرجه أبو حاتم، وأحمد في المناقب عن أبي يزيد المديني. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 8: 14 وأخرجه النسائي في الخصائص ص31 ـ 32.قال ابن حماد کما في مناقب آل ابي طالب 2: 31 ط النجف و2: 183 ط ايران:وقصّة القوم لمّا أقبلوا طمعاًلفاطم من رسول الله خطاباقالوا نسوق إليک المال تکرمةوأرغبوا في عظيم المال إرغابافقال ما في يدي من أمرها سببوالله أولي بها أمراً وأسباباوجاءه المرتضي من بعدُ يخطبهافارتد مستحيياً منه وقد هاباوقام منصرفاً قال النبيّ لهوقد کسا من حياه الطهر جلباباأجئتني تطلب الزهراء قال نعمفقال حبّاً وإکراماً وإيجاباهل في يديک لها مهر فقال لهما کنت أدخر أموالاً وأنشابافقال هاتيک درعک ما فعلت بهافقال ها هي ذي للخطب إن نابافقال ترضي بها مهراً فزوّجهوفاز من فاز لمّا خاب من خاباوفيه أيضاً قال السوسي:وزوّج بالطهر البتول فاطموردّ سواه کاسف البال من حقروخاطبها جبريل لمّا أتي بهومن شهد الاملاک يلقطن ما نثرتناثر ياقوت ودرّ وجوهرومسک وکافور من الخلد قد نثروقولا له يا خاطبيها بحسرةتزوّجت الشمس المنيرة بالقمرويطلع من شمس الضحي قمرالدجيکواکب قد لاحت لنا إحدي عشروفيه أيضاً ما قاله العوني:زوّجـک الله يا إمـاميبفـاطـم البـرة الزکـيّهوردّ مـن رامـها جـميعاًبأوجــه کــزة خـزيّـهوقال الحنيني:أنا مولي من حباه ربّهبرضا فاطمة زين العربلست مولي الخاطب الوغد الذيرُدّ بالخيبة لمّا أن خطب خطبة النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) حين زوّج فاطمة من علي عليهم الصلاه والسلامذکر السيّد الحسيني في فضائل الخمسة 2: 133 عن الرياض النضرة 2: 183 وفي ذخائر العقبي ص29 کلاهما للمحبّ الطبري، قال فيهما: عن أنس بن مالک، قال: خطب أبو بکر إلي النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ابنته فاطمة (عليها السلام) ، فقال النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم): يا أبا بکر لم ينزل القضاء بعد، ثمّ خطبها عمر مع عدّة من قريش کلّهم يقول له مثل قوله لابي بکر، فقيل لعلي (عليه السلام): لو خطبت إلي النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) فاطمة لخليق أن يزوّجکها، قال: وکيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوّجها؟ قال: فخطبها، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم) قد أمرني بذلک.قال أنس: ثمّ دعاني النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) بعد أيّام، فقال لي: يا أنس ادع لي أبا بکر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وطلحة والزبير وعدّة من الانصار، قال: فدعوتهم، فلمّا اجتمعوا عنده (صلي الله عليه وآله وسلم) وأخذوا مجالسهم، وکان علي (عليه السلام) غائباً في حاجة النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ، فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطواته، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحکامه، وأعزّهم بدينه، وأکرمهم بنبيّه محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) ، إنّ الله تبارک وتعالي اسمه، وتعالت عظمته، جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، أوشج به الارحام، وألزم الانام، فقال عزّ من قائل: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وکان ربّک قديراً) الفرقان: 54 فأمر الله يجري إلي قضائه، وقضاؤه يجري إلي قدره، ولکلّ قضاء قدر، ولکلّ قدر أجل ولکلّ أجل کتاب (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الکتاب) الرعد: 39.ثمّ إنّ الله عزّوجل أمرني أن اُزوّج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب، فاشهدوا انّي قد زوّجته علي أربعمئة مثقال فضّة إن رضي بذلک علي بن أبي طالب، ثمّ دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا، ثمّ قال: انهبوا، فنهبنا، فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي (عليه السلام) علي النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) فتبسّم النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) في وجهه، ثمّ قال: إنّ الله أمرني أن اُزوّجک فاطمة علي اربعمئة مثقال فضّة إن رضيت بذلک، فقال: قد رضيت بذلک يا رسول الله.قال أنس: فقال النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم): جمع الله شملکما، وأسعد جدکما، وبارک عليکما، وأخرج منکما کثيراً طيّباً، قال أنس: فوالله لقد أخرج منهما کثيرا طيّباً.قال: وذکره ابن حجر أيضاً في الصواعق ص. 16 وفي ط. ص84 عن شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.وقال: أخرجه ابن عساکر.