ما دلّ علي أزهديّته ممّن سواه











ما دلّ علي أزهديّته ممّن سواه



نقل السيّد مرتضي الحسيني في فضائل الخمسة 3: 7 عن حلية الاولياء لابي نعيم 1: 80 روي بسنده عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال: جاء ابن النباج، فقال: يا أمير المؤمنين امتلا بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، فقال: الله أکبر، فقام متوکّئاً حتّي قام علي بيت مال المسلمين، فقال:هذا جناي وخياره فيهوکلّ جان يده إلي فيهيا ابن النباج عليَّ بأشياع الکوفة، قال: فنودي في الناس، فأعطي جميع ما في بيت مال المسلمين، وهو يقول: يا صفراء ويا بيضاء غرّي غيري، ها وها حتّي ما بقي منه دينار ولا درهم، ثمّ أمره بنضحه وصلّي فيه رکعتين.وروي أيضاً في ص8 عن مجمع التيمي، قال: کان علي (عليه السلام) يکنس بيت المال ويصلّي فيه، يتّخذه مسجداً رجاء أن يشهد له يوم القيامة.وفي مجمع الزوائد 9: 131 للهيثمي قال: وعن عبد الله بن أبي نجا: إنّ عليّاً اُتي يوم البصرة بذهب وفضّة، فقال: ابيضي واصفري وغرّي غيري أهل الشام غداً إذا ظهروا عليک، فشقّ قوله ذلک علي الناس، فذکر ذلک له، فأذن للناس فدخلوا عليه، قال: إن خليلي (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: يا علي انّک ستقدم علي الله وشيعتک راضين مرضيّين، ويقدم عليه عدوّک غضابا مقمحين، ثمّ جمع يده إلي عنقه، يريهم الاقماح، قال: رواه الطبراني في الاوسط.وفي الاستيعاب لابن عبد البر 2: 465 وبهامش الاصابة 3: 50 روي بسنده عن عنترة الشيباني، قال: کان علي (عليه السلام) يأخذ في الجزية والخراج من أهل کلّ صناعة من صناعته وعمل يده، حتّي يأخذ من أهل الابر والخيوط والحبال، ثمّ يقسّمه بين الناس، وکان لا يدع في بيت المال مالاً يبيت فيه حتّي يقسّمه، إلاّ أن يغلبه فيه شغل فيصبح إليه، وکان يقول: يا دنيا لا تغرّيني غرّي غيري وينشد: هذا جناي «الخ».وفيه عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، قال: رأيت علي بن أبي طالب علي المنبر يقول: من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو کان عندي ثمن إزار ما بعته، فقام إليه رجل، فقال: نسلفک ثمن إزار، قال عبد الرزّاق: وکانت بيده الدنيا کلّها، إلاّ ما کان من الشام.وروي الامام أحمد بن حنبل في مسنده 1: 78 بسنده عن عبد الله بن زرير أنّه قال: دخلت علي علي بن أبي طالب يوم الاضحي، فقرّب إلينا حريرة[1] ، فقلت: أصلحک الله لو قرّبت إلينا من هذا البط ـ يعني: الوز ـ فإنّ الله عزّوجلّ قد أکثر الخير، فقال: يابن زرير انّي سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يحل للخليفة من مال الله إلاّ قصعتان، قصعة يأکلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس.وفي رواية أبي نعيم في حلية الاولياء 1: 71 روي بسنده عن عمّار بن ياسر يقول: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): يا علي إنّ الله تعالي زيّنک بزينة لم تزيّن العباد بزينة أحبَّ إلي الله منها، هي زينة الابرار عند الله عزّوجلّ: الزهد في الدنيا، فجعلک لا ترزأ ـ أي: لا تصيب ـ من الدنيا شيئاً، ولا ترزأ الدنيا منک شيئاً، ووهب لک حبّ المساکين، فجعلک ترضي بهم أتْباعاً ويرضون بک إماماً.قال المؤلف (رحمه الله): وفي رواية ابن الاثير في اُسد الغابة 4: 23 بزيادة في آخره، وهي: فطوبي لمن أحبّک وصدق فيک، وويل لمن أبغضک وکذب عليک، فأمّا الذين أحبّوک وصدقوا فيک، فهم جيرانک في دارک، ورفقاؤک في قصرک، وأمّا الذين أبغضوک وکذبوا عليک فحقّ علي الله أن يوقفهم موقف الکذّابين.وفي حلية الاولياء أيضاً 1: 81 روي بسنده عن عبد الله بن شريک، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب، أنـّه اُتي بفالوذج ـ حلواء تعمل من الدقيق والعسل ـ فوضع قدّامه، فقال: إنّک طيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم، لکن أکره أن اُعوّد نفسي ما لم تعتده.وفي حلية الاولياء أيضاً 1: 82 روي بسنده عن زيد بن وهب، قال: قدم علي علي وفد من أهل البصرة، فيهم رجل من أهل الخوارج، يقال له: الجعد بن نعجة، فعاتب علياً في لبوسه، فقال علي (عليه السلام): مالک وللبوسي؟ إنّ لبوسي أبعد من الکبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم.قال السيّد المرتضي الحسيني: وذکره أيضاً الطبري في الرياض النضرة 2: 134 وقال: أخرجه أحمد وصاحب الصفوة.وروي ابن عبد البرّ في الاستيعاب 2: 465 وبهامش الاصابة 3: 48 بسنده عن أبحر بن جرموز، عن أبيه، قال: رأيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يخرج من مسجد الکوفة وعليه قطريتان: متّزراً بواحدة، متردياً بالاُخري، وإزار إلي نصف الساق، وهو يطوف في الاسواق ومعه درّة يأمرهم بتقوي الله وصدق الحديث، وحسن البيع، والوفاء بالکيل والميزان.وروي أيضاً في الصفحة المذکورة عن عطاء، قال: رأيت علي علي (عليه السلام) قميص کرابيس غير غسيل.قال: وعن أبي قيس الاودي، قال: أدرکت الناس وهم ثلاث طبقات: أهل دين يحبّون عليّاً (عليه السلام) ، وأهل دنيا يحبّون معاوية، وخوارج.وفي کنز العمّال للمتّقي 9: 410 قال: عن أبي مطر، قال: خرجت من المسجد، فإذا رجل ينادي خلفي: ارفع ازارک فإنّه أتقي لربّک، وأنقي لثوبک، وخذ من رأسک إن کنت مسلماً، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومعه درّة، فانتهي إلي سوق الابل، فقال: بيعوا ولا تحلفوا، فإنّ اليمين تنفق السلعة، وتمحق البرکة.ثمّ أتي صاحب التمر، فإذا خادم تبکي، فقال: ما شأنک؟ فقالت: باعني هذا تمراً بدرهم فأبي مولاي أن يقبله، فقال: خذه وأعطها درهمها، فإنّه ليس لها أمر، فکأنّه أبي، فقلت: ألا تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: علي أمير المؤمنين فصب تمره وأعطاها درهمها، وقال: اُحب أن ترضي عنّي يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أرضاني عنک إذ وفيتهم.ثم مرّ مجتازاً بأصحاب التمر، فقال: أطعموا المسکين يربو کسبکم، ثمّ مرّ مجتازاً حتّي انتهي إلي أصحاب السمک، فقال: لا يباع في سوقنا طاف، ثمّ أتي دار بزاز، وهي سوق الکرابيس، فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم، فلمّا عرفه البزّاز لم يشتر منه شيئاً، ثمّ أتي غلاماً حدثاً فاشتري قميصاً بثلاثة دراهم، ولبسه ما بين الرسغين إلي الکعب، فجاء صاحب الثوب، فقيل له: إن ابنک باع من امير المؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم، قال: فهلاّ أخذت منه درهمين! فأخذ الدرهم، ثمّ جاء به إلي علي فقال: أمسک هذا الدرهم، قال: ما شأنه؟ قال: کان قميصنا ثمن درهمين، باعک ابني بثلاثة دراهم، قال: باعني برضاي وأخذت رضاه.قال المتقي: أخرجه ابن راهويه، وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وأبو يعلي، والبيهقي، وابن عساکر.وفي الرياض النضرة للطبري 2: 229 قال: وعن علي (عليه السلام) ، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): يا علي کيف أنت إذا زهد الناس في الاخرة ورغبوا في الدنيا، وأکلوا التراث أکلاً لمّاً، وأحبّوا المال حبّاً جماً، واتّخذوا دين الله دغلاً ومال الله دولا؟ فقلت: أترکهم وما اختاروا، وأختار الله ورسوله والدار الاخرة، وأصبر علي مصيبات الدنيا وبلواها، حتّي ألحق بک إن شاء الله، قال (صلي الله عليه وآله وسلم): صدقت، اللهمّ افعل ذلک به.وفي کنز العمّال للمتّقي 6: 410 قال: عن زيد بن وهب، قال: خرج علينا علي (عليه السلام) وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة، فقيل له، فقال (عليه السلام): إنّما ألبس هذين الثوبين ليکون أبعد لي من الزهو، وخيراً لي في صلاتي، وسنّة للمؤمنين.وفي حلية الاولياء لابي نعيم 1: 82 روي بسنده عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: دخلت علي علي (عليه السلام) وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ الله قد جعل لک ولاهل بيتک في هذا المال، وأنت تصنع بنفسک ما تصنع، فقال (عليه السلام): ما أرزأکم من مالکم شيئاً، وإنّها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي، أو قال: من المدينة.وفيه أيضاً 1: 81 روي بسنده عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه: أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) خطب الناس، فقال: والله الذي لا إله إلاّ هو، ما رزأت من فيئکم إلاّ هذه، وأخرج قارورة من کُمّ قميصه، فقال: أهداها إليّ مولاي دهقان.ورواه أيضاً في 9: 53 وقال فيه: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: ما أصبت منذ دخلت الکوفة إلاّ هذه القارورة أهداها إليّ دهقان.وذکره المتّقي في کنز العمّال 6: 40 وقال: خطب علي (عليه السلام) ، فقال: أيّها الناس والله الذي لا إله إلاّ هو، ما رزأت مالکم قليلاً ولا کثيراً إلاّ هذه، وأخرج قارورة من کمّ قميصه فيها طيب، فقال: أهداها إليّ دهقان.وفي الصواعق لابن حجر ص79 قال: وأخرج ابن عساکر أنّ عقيلاً سأل عليّاً (عليه السلام) ، فقال: إنّي محتاج وإنّي فقير فأعطني، قال (عليه السلام) اصبر حتّي يخرج عطاؤک مع المسلمين، فاُعطيک معهم، فألح عليه، فقال (عليه السلام) لرجل: خذ بيده وانطلق به إلي حوانيت أهل السوق، فقل له: دق هذه الاقفال، وخذ ما في هذه الحوانيت، قال: تريد أن تتخذني سارقاً؟ قال (عليه السلام): وأنت تريد أن تتّخذني سارقاً أن آخذ أموال المسلمين؟ قال: لاتينّ معاوية، قال (عليه السلام): أنت وذاک، فأتي معاوية، فسأله، فأعطاه مائة ألف، ثمّ قال معاوية: اصعد علي المنبر فاذکر ما أولاک به علي وما أوليتک، فصعد فحمد الله وأثني عليه، ثمّ قال: أيّها الناس اُخبرکم انّي أردت عليّاً علي دينه فاختار دينه، وانّي أردت معاوية علي دينه فاختارني علي دينه.وفي مجمع الزوائد للهيثمي 9: 165 قال: وعن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، قال: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في شکايته التي قبض فيها، فإذا فاطمة (عليها السلام) عند رأسه، قال: فبکت حتّي ارتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) طرفه إليها، فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبکيک؟ فقالت: أخشي الضيعة بعدک، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم) يا حبيبتي أما علمت أنّ الله عزّوجلّ اطّلع إلي الارض اطّلاعة، فاختار منها أباک، فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع إلي الارض اطّلاعة فاختار منها بعلک.إلي أن قال (صلي الله عليه وآله وسلم): يا فاطمة لا تبکي ولا تحزني، فإنّ الله عزّوجلّ أرحم بک وأرأف عليک منّي، وذلّک لمکانک من قلبي، وزوّجک الله زوجاً، وهو أشرف أهل بيتک حسباً، وأکرمهم منصباً، وأرحمهم بالرعيّة، وأعدلهم بالسويّة، وأبصرهم بالقضيّة، وقد سألت ربّي أن تکوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي، قال علي (عليه السلام): لم تبق فاطمة إلاّ خمسة وسبعين يوماً حتّي ألحقها الله عزّوجل به.وفي تاريخ بغداد للخطيب 14: 49 روي بسنده عن عمّار بن ياسر، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): إنّ حافظي علي (عليه السلام) ليفخران علي سائر الحفظة لکينونتهما مع علي بن أبي طالب، وذلک أنّهما لم يصعدا إلي الله تعالي بعمل يسخطه.وفي الادب المفرد للبخاري ص142: 551 في باب الکبر، روي بسنده عن صالح بيّاع الاکيسة، عن جدّته، قالت: رأيت عليّاً اشتري تمراً بدرهم، فحمله في مِلحفته، فقلت له ـ أو قال له رجل ـ: أحمل عنک يا أمير المؤمنين، قال: لا، أبو العيال أحقّ أن يحمل.وفي الرياض النضرة للطبري 2: 234 قال: وعن زاذان، قال: رأيت عليّاً (عليه السلام) يمشي في الاسواق، فيمسک الشسوع بيده، ويناول الرجل الشسع، ويرشد الضالّ، ويعين الحمّال علي الحمولة، وهو يقرأ هذه الاية، (تلک الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الارض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين) ثم يقول: هذه الاية نزلت في ذي القدرة من الناس.وفي کنز العمّال للمتّقي 3: 324 قال: عن الاصبغ بن نباتة، قال: جاء رجل إلي علي (عليه السلام) ، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ لي إليک حاجة، قد رفعتها إلي الله قبل أن أرفعها إليک، فإن أنت قضيتها حمدت الله وشکرتک، وإن لم تقضها حمدت الله وعذرتک، فقال علي (عليه السلام) اُکتب علي الارض، فإنّي أکره أن أري ذلّ السؤال في وجهک، فکتب: إنّي محتاج، فقال علي (عليه السلام): عليّ بحلّة، فاُتي بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثمّ أنشأ يقول:کسوتني حلّة تبلي محاسنهافسوف أکسوک من حسن الثنا حللاإن نلتَ حسنَ ثنائي نلتَ مکرمةولستَ تبغي بما قد قلته بدلاإنّ الثناء ليُحيي ذکرَ صاحبهکالغيث يحُيي نداه السّهلَ والجبلالا تزهد الدهر في خير توفقهفکلّ عبد سيُجزي بالذي عملافقال علي (عليه السلام): عليّ بالدنانير، فاُتي بمائة دينار، فدفعها إليه، قال الاصبغ: فقلت: يا أمير المؤمنين حلّة ومائه دينار؟ قال: نعم، سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: أنزلوا الناس منازلهم، وهذا منزلة هذا الرجل عندي.قال: أخرجه ابن عساکر وأبو موسي المديني.وفي کنز العمّال أيضاً 6: 392 قال: عن جبير الشعبي، قال: قال علي (عليه السلام): إنّي لاستحي من الله أن يکون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أعظم من حلمي، أو عورة لا يواريها ستري، أو خُلّة لا يسدّها جودي.









  1. الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم کما في المنجد.