ترجمة ابن رويش مختصرا











ترجمة ابن رويش مختصرا



الاسم:عيدروس بن أحمد بن علوي بن عبدالرحمن[1] السقّاف العلوي الحسيني، المولود في اندونيسيا بجاکرتا سنة (1927) ميلاديّة،موافق يوم الجمعة في الساعة 12 من شهر ذي القعدة سنة (1344) هجرية.

نشأ تحت رعاية أبيه وحضانة اُمّه مع شقيقه وشقيقته، وله اخوة من الاب وأخوات أکبر من اُمّه سنّاً،فلمّا طوي السابعة من مرحلة عمره أدخله أبوه في مدرسة ـ جمعيّة خير ـ فرع فکوجان، وکان مديرها ابن اُخت أبيه السيّد الفاضل فقيه عصره الحبيب عبدالرحمن بن سقّاف السقاف «قاضي العرب في عهد الاستعمار الهولندي علي اندونيسيا».

ولمّا بلغ من عمره عشر سنوات توفّي والده الحنون، وکان شيخاً کبيراً قد بلغ من عمره حوالي 85/ 90 سنة، وظلّ عائشاً مستظلاًّ تحت ظلّ اُمّه الشفيقة الي أن بلغ الثالثة عشرة من عمره، فبعثه ابن عمّته «السيّد عبدالرحمن المذکور» الي مدرسة «جمعيّة خير» تانه ابغ للرابطة العلويّة تحت اشراف المهذّب الکبير النسّابة، صاحب التعليقات علي کتاب «شمس الظهيرة» السيّد الشريف محمّد ضياء بن علي بن أحمد بن شهاب الدين العلوي الحسيني.

فلم يزل صاحب الترجمة يستقي من نمير حوض تلک المدرسة العظيمة القدر حتّي استولت الحکومة اليابانية علي اندونيسيا، فأغلقت أبواب جميع المدارس، فعاد ملازماً ابن عمّته الفقيه الوحيد في عصره.

وما زال مواظباً علي مجالسته عشيّة کلّ يوم يتفقّه في دين اللّه علي مذهب الامام الشافعي (رضي الله عنه) سنيناً الي أن توفّي شيخه رحمه اللّه وألحقه بأجداده. وعلي کل تقدير وحسن حظه قد ختم بين يدي شيخه عدّة کتب في الفقه، منها: الدروس الفقهية من الحلقة الاولي الي الرابعة، للشيخ المذکور، والمختصر للشيخ عبدالرحمن بأفضل الحضرمي، بشرح الشيخ ابن حجر الهيثمي وغير ذلک.

ولمّا هلکت الحکومة اليابانيّة واستولت هولندا علي اندونيسيا للمرّة الثانية، طلب منه الاُستاذ صالح باجري مؤسّس مدرسة «الاصلاح» أن يکون مساعداً له في التدريس، فدرس سنيناً قلائل ثمّ وقف باشارة من أحد الاطبّاء، لتضرّره من تعليم صغار الاولاد والبنات.

فعقد مجلساً في بيته بطلب من بعض أصدقائه ليلقي عليهم دروساً في الفقه واللغة العربيّة، فقبل ما طلبوه منه مستعيناً باللّه العليم الخبير.

وکان مع ذلک لا يألو جهد الحضور مجالس العلم التي أسّسها سادة العلويّين والمشائخ في الدّين البارزين الذين قد اشتهر صيتهم في آفاق اندونيسيا وغيرها من بلدان المسلمين، کمجلس السيّد العلاّمة والبحر الفهّامة، مورد العلماء، وملجئ الاتقياء، الحبيب الشريف علي بن عبدالرحمن الحبشي، ومجلس السيّد الشريف ذي الفضل السامي الحبيب عبداللّه بن حسين العطاس الملقّب بالشامي، ومجلس الشيخ الفاضل عبداللّه بن محمّد عرفان بارجاء، الذي عقده في «الزاوية» التي بناها الحبيب العارف باللّه السيّد الشريف أحمد بن محمّد بن حمزة العطاس الحضرمي قدس اللّه سره.

وکان وفّقه اللّه لما يرضيه کثيراً ما يزور العلماء الاحياء منهم والاموات ويتبرّک بالنظر اليهم والاستفادة منهم بمحادثتهم ومجالستهم، ولا سيّما اذا اُشکلت عليه مسألة أو مشلکة من غوامض المشکلات، فکان ملجأه الوحيد الشريف الفاضل، نور المجالس والمحافل، شيخ المشايخ، ذي القدم الراسخ، الحبيب الکريم علي بن حسين بن جعفر العطاس نوّر اللّه ضريحه.

وکان وفّقه اللّه للخيرات کثيراً ما ينشر منشورات رداً علي أصحاب المحاريب والمنابر والاذاعات من الخطباء والمبلّغين والوُعّاظ المنحرفين عن فهم أهل بيت الوحي المطهّرين في تفسير الايات القرآنيّة وايرادهم الاحاديث الضعيفة والمختلقة ما تقتضي طعناً في حقّ أهل البيت النبويّ أو مسّاً في کرامتهم، کحديث الضحضاح، وحديث أهل بيتي کلّ مؤمن تقي. وحديث أصحابي کالنجوم، وما أشبه ذلک من الکثير الوفير.

وقد أيّده اللّه في ذلک ـ وللّه جزيل الحمد والشکر ـ بمن يوافقونه في مبدئه وخطته. منهم: السيّد عبداللّه بن أبي بکر العيدروس المساعد له في الکتابة، والسيّد عبدالمطلب بن حسن بن هود الحبشي، وشقيقه عبداللّه بن حسن بن هود الحبشي القائمان بامر الطبع والمطبعة.

ولکن لم يمض عليه في ذلک إلاّ مدّة يسيرة من الزمن حتّي سعي به بعض الحسدة عند رجال الشرطة ونمّ عليه ووشي به، فجاؤوه وساءلوه، ولکن ما رجعوا منه الاّ صفر اليدين. وأخيراً قد دُعي الي مرکز الشرطة، فسألوه عمّا ارتبط بمجلسه وتعاليمه، وعلي کلّ حال قد سلّمه اللّه من شرّهم ومن شرارهم.

فمن أجل ذلک توقّف عن التعليم وأقبل علي التصنيف بقدر استطاعته وجهده، وان لم يکن من فرسان هذا الميدان، وليس ممّن له باع طويل في العلم والعرفان، غير أنّ اللّه عزّوجل هداه ويلهمه رشده، فانّه ولي التوفيق والهداية، وبه مقاليد الاُمور وحسن العناية والرعاية، فله جزيل الشکر والحمد وعظيم المنّ والفضل والمجد.

صاحب الترجمة: عيدروس بن احمد بن علوي

لسقّاف ـ المکني بابن رويش

جاکرتا 9 ذو الحجّة 1413 هـ ق

الحمد لله العظيم المنّان، القديم الاحسان، المتفضّل علي من يشاء من عباده بفضائل التخصيص، فجعلهم أعدال القرآن، ونجوماً يهتدي بهم إلي سبل السلامة يوم الدين، کما صرّح بذلک الصادق الامين، المبعوث رحمة للعالمين، سيّدنا محمّد الرؤوف بالمؤمنين، صلّي الله عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزکي التسليم.

فهذا ما أوقفنا الله عليه من الاحاديث النبويّة والاخبار التاريخيّة، ما نقل إلينا عن أعيان الائمّة، واقتطفناها من کتبهم النفيسة القيّمة، ما وردت فيمن اختصّه الله جلّت منّته بالمکانة العليا، والفضيلة الاسمي، فجعله أخاً ووزيراً لحبيبه المصطفي، راجياً من المولي العظيم، أن ينتفع بها کلّ قارئ کريم، ذي قلب سليم، ورأي مستقيم، وأن يوفّقنا للصواب، ويرزقنا عظيم الثواب وحسن المآب. وله الحمد والشکر أوّلاً وآخراً.

قال عزّوجلّ جلاله: (إنَّما وَليّکُم اللهُ وَرسُولُه وَالّذينَ آمَنُوا الّذينَ يقيمون الصلاة ويُؤتُونَ الزّکاةَ وَهُم رَاکِعُونَ) [المائدة: 55].

قال عزّت قدرته: (اَفَمنْ يَهْدِي اِلي الحَقّ أحَقُّ اَنْ يتَّبعَ أمَّنْ لايَهِدّي إلاّ أنْ يُهدي فما لکُم کَيفَ تَحْکمُونَ) [يونس: 35].

عن الامام أحمد بن حنبل، قال: ما جاء لاحد من أصحاب الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب (عليه السلام). انتهي.

راجع: المناقب للحافظ الخوارزمي [ص3]. ومستدرک الصحيحين [3: 107].

ولکن يا للاسف ممّن أعماهم غبار العصبيّة، وکانوا کما قال بعضهم:


اِذا ما روي الراوون ألف فضيلة
لاصحاب مولانا النبيّ محمّد


يقولون هذا في الصحيحين مثبت
بخطّ الامامين الحديث فسدّد


ومهما روينا في علي فضيلة
يقولون هذا من أحاديث ملحد









  1. عبدالرحمن هو: اول من لقب بـ «الروش» من اجداده. ـ ومعني الروش: ـ الحسن الهيئة والزي باصطلاح الحضرمية.