علي هو الصديق الاكبر والفاروق الابر











علي هو الصديق الاکبر والفاروق الابر



ما ورد في بيان من هو الصدّيق الاکبر، ومن هو الفاروق الابر، الذي يفرق بين الحقّ والباطل، ويستفاد من الحديث أيضاً أنـّه لا يکون أحد أحقّ أن يلقّب بذينکم اللقبين الفاضلين غير ذي الاسبقيّة إلي الايمان والاسلام، ولا يکون أولي من يتّصف بالصفتين الکريمتين، غير أوّل من ينشقّ له القبر بعد النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة، ويکون أوّل من يصافحه.

فبذلک يظهر بطلان من يدّعي أو ينسبهما إلي غير من نصّ عليه النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم).

واستبان أيضاً خطأهم، أو کذبهم، کما دلّ علي ذلک قول مولانا الامام علي (عليه السلام) في بعض خطبه، کما سيلي ذکره عن جمع من الرواة المشهورين عند من له إلمام بالاخبار والسير، منهم:

الذهبي روي في کتابه ميزان الاعتدال [2: 416] روي عن ابن عبّاس: ستکون فتنة، فمن أدرکها فعليه بالقرآن وعلي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو آخذ بيد علي يقول: هذا اوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني، وهو فاروق الاُمة، ويعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الاکبر، وهو خليفتي من بعدي.

وروي الاميني في الغدير [2: 313] عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) مشيراً إلي علي: إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الاکبر، وهذا فاروق هذه الاُمّة، يفرق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب الدين.

قال الاميني: أخرجه الطبراني عن سلمان وأبي ذرّ، والبيهقي والعدني عن حذيفة، والهيثمي في مجمع الزوائد [9: 102] والحافظ الکنجي في کفاية الطالب [ص79] من طريق الحافظ ابن عساکر، وفي آخره: وهو بابي الذي اُوتي منه، وهو خليفتي من بعدي. وذکره باللفظ الاوّل المتّقي الهندي في اکمال کنز العمّال [6: 56].

وروي فيه أيضاً عن ابن عبّاس وأبي ذرّ قالا: سمعنا النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي: أنت الصدّيق الاکبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحقّ والباطل.

وروي في [3: 221] من غديره قال علي (عليه السلام): أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الاکبر، لا يقولها بعدي إلاّ کاذب مفتر، ولقد صلّيت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين، وأنا أوّل من صلّي معه.

وأخرج القرشي في کتابه شمس الاخبار [ص33] علي ما في الغدير [2: 313] عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: قال لي ربّي عزّوجلّ ليلة اُسري بي: من خلّفت علي اُمّتک يا محمّد؟ قال قلت: يا ربّ أنت أعلم. قال: يا محمّد انتجبتک برسالتي، واصطفيتک لنفسي، وأنت نبيّي وخيرتي من خلقي، ثمّ الصدّيق الاکبر، الطاهر المطهّر، الذي خلقته من طينتک، وجعلته وزيرک، وأبي سبطيک، السيّدين الشهيدين، الطاهرين المطهرّين، سيّدي شباب أهل الجنة، وزوّجته خير نساء العالمين، أنت شجرة وعلي غصنها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتهما من طينة عليّين، وخلقت شيعتکم منکم، انّهم لو ضربوا علي أعناقهم بالسيوف ما ازدادوا لکم إلاّ حُبّاً، قلت: يا ربّ ومن الصدّيق الاکبر؟ قال: أخوک علي بن أبي طالب.

وروي الحاکم في المستدرک [3: 112] عن علي (رضي الله عنه) قال: إنّي عبد الله وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الاکبر، لا يقولها بعدي إلاّ کاذب، وفي رواية: إلاّ کذّاب صليت قبل الناس سبع سنين، قبل أن يعبده أحد من هذه الامة. انتهي.

قال الاميني في غديره [2: 314]: أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح، والنسائي في الخصائص [ص3] بسند رجاله ثقات، وابن أبي عاصم في السنّة، وأبو نعيم في المعرفة، وابن ماجة في سننه [1: 57] بسند صحيح، والطبري في تاريخه [2: 213] باسناد صحيح، والعقيلي، والخلعي، وابن الاثير في الکامل [2: 22] والمحبّ الطبري في الذخائر [ص60] وفي الرياض النضرة [2: 155 و158 و167] والحمويني في فرائد السمطين [1: 248] والسيوطي في جمع الجوامع کما في ترتيبه [6: 394] والشعراني في الطبقات [2: 55].

وفيه أيضاً عن المعارف [ص73] لابن قتيبة، وابن أيّوب، والعقيلي، والطبري في الدخائر [ص58] وفي الرياض [2: 155 و 157] والسيوطي في جمع الجوامع کما في ترتيبه [6: 405] عن معاذة، قالت: سمعت عليّاً وهو يخطب علي منبر البصرة، يقول: أنا الصدّيق الاکبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بکر، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بکر.

وروي إمام المعتزلة في کتابه شرح نهج البلاغة [3: 257] باسناده عن أبي رافع قال: أتيت أبا ذرّ في الربذة اُودّعه، فلمّا أردت الانصراف، قال لي ولاُناس معي: ستکون فتنة فاتّقوا الله، وعليکم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتّبعوه، فإنّي سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول له: أنت أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدّيق الاکبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحقّ والباطل، وأنت يعسوب الدين، والمال يعسوب الکافرين، وأنت أخي ووزيري وخير من أترک بعدي، تقضي ديني وتنجز موعدي.

ورواه ابن الاثير في اُسد الغابة [5: 287] علي ما في الفضائل [2: 88] من طريق أبي ليلي الغفاري.

وروي أيضاً عن عمرو بن عباد بن عبد الله الاسدي، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الاکبر، لا يقولها غيري إلاّ کذّاب، ولقد صلّيت قبل الناس سبع سنين.

وروي فيه أيضاً عن معاذة بنت عبد الله العدويّة کما مرّ ذکره.

ورواه أيضاً النسائي في الخصائص [ص3] علي ما في الفضائل [2: 87]ونحوه ابن جرير الطبري في تاريخه [2: 56]. وذکره المحبّ الطبري في الرياض النضرة [2: 155].

وروي العسقلاني في کتابه الاصابة في تمييز الصحابة [4: 171] عن أبي ليلي الغفاري، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: سيکون من بعدي فتنة، فإذا کان ذلک فالزموا علي بن أبي طالب، فإنّه أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، والصدّيق الاکبر، وهو فاروق هذه الاُمّة، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين.

أقول: ورواه أيضاً بعين اللفظ والسند حافظ المغرب ابن عبد البر في کتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب [بهامش الاصابة 4: 170].

وروي الطبري في الرياض النضرة [2: 155] عن أبي ذرّ، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي: أنت الصدّيق الاکبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحقّ والباطل، قال: وفي رواية: أنت يعسوب الدين.

وروي الهيثمي في مجمع الزوائد [9: 102] علي ما في الفضائل [2: 88]عن أبي ذرّ وسلمان قالا: أخذ النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) بيد علي، فقال: إنّ هذا أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الاکبر، وهذا فاروق هذه الاُمّة، يفرق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين.

قال السيّد مرتضي الحسيني: وذکره المناوي في فيض القدير [4: 358] في الشرح، وقال: رواه الطبراني والبزار عن أبي ذرّ وسلمان، وذکره المتّقي في کنز العمّال [6: 156] وقال: رواه الطبراني عن أبي ذرّ وسلمان معاً، والبيهقي، وابن عدي عن حذيفة.

وروي ابن شهرآشوب في مناقبه [2: 276 ط. النجف و3: 90 ط. ايران] عن ابن بطّة في الابانة وأحمد بن حنبل في الفضائل، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن أبيه، والديلمي في الفردوس، عن داود عن بلال، قال النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم): الصدّيقون ثلاثة، علي بن أبي طالب، وحبيب النجّار، ومؤمن آل فرعون حزقيل، وفي رواية: علي بن أبي طالب وهو أفضلهم.

وذکر أمير المؤمنين مراراً: أنا الصدّيق الاکبر، والفاروق الاعظم.

وروي المتّقي الهندي في کنز العمّال [6: 405] عن معاذة العدويّة، کما قد مرّ عن السيوطي في جمع الجوامع، وابن قتيبة في المعارف، والشعراني في الطبقات.

وقال ابن عبّاس، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم): إنّ عليّاً صدّيق هذه الاُمّة، وفاروقها، ومحدّثها، وانّه هارونها، ويوشعها، وآصفها، وشمعونها، إنّه باب حطّتها، وسفينة نجاتها، إنّه طالوتها وذو قرنيها.

قال: عن کعب الاحبار: أنّه سأل عبد الله بن سلام قبل أن يسلم: يا محمّد ما اسم علي فيکم؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلم): عندنا الصدّيق الاکبر، فقال عبد الله بن سلام: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، إنّا لنجد في التوارة: محمّد نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة.

قال أبو سخيلة: سألت أبا ذرّ، فقلت: إنّي قد رأيت اختلاطاً، فماذا تأمرني؟ قال: عليک بهذه الخصلتين: کتاب الله، والشيخ علي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله يقول: هذا أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الاکبر، وهو الفاروق الذي يفرق بين الحقّ والباطل.

قال الحميري:


شهيدي الله يا صدّيق
هذه الاُمّة الاکبر


بأني لک صافي الودّ
في فضلک لا أستر


راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب [3: 90 ـ 91].