امامته من اللَّه

539- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: يا عليّ، أنت أخي، وأنا أخوک؛ أنا المصطفي للنبوّة، وأنت المجتبي للإمامة؛ وأنا صاحب التنزيل، وأنت صاحب التأويل؛ وأنا وأنت أبَوَا هذه الاُمّة. يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي، ووزيري ووارثي.[1] .

540- عنه صلي الله عليه و آله: يا عليّ، من قتلک فقد قتلني، ومن أبغضک فقد أبغضني، ومن سبّک فقد سبّني؛ لأنّک منّي کنفسي؛ روحک من روحي، وطينتک من طينتي، إنّ اللَّه تبارک وتعالي خلقني وإيّاک، واصطفاني وإيّاک؛ فاختارني للنبوّة، واختارک

[صفحه 184]

للإمامة؛ فمن أنکر إمامتک فقد أنکر نبوّتي.[2] .

541- عنه صلي الله عليه و آله: إنّ اللَّه تبارک وتعالي اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختارني منها، فجعلني نبيّاً، ثمّ اطّلع الثانية فاختار منها عليّاً، فجعله إماماً، ثمّ أمرني أن أتّخذه أخاً و وليّاً ووصيّاً وخليفةً ووزيراً، فعليّ منّي وأنا من عليّ.[3] .

542- عنه صلي الله عليه و آله- في عليّ عليه السلام-: اعلموا معاشر الناس: أنّ اللَّه قد نصبه لکم وليّاً وإماماً مفترضاً طاعته علي المهاجرين والأنصار وعلي التابعين لهم بإحسان، وعلي البادي والحاضر، وعلي الأعجمي والعربي، والحرّ والمملوک، والصغير والکبير، وعلي الأبيض والأسود، وعلي کلّ موحّد؛ ماضٍ حکمُه، جائز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه.[4] .

543- عنه صلي الله عليه و آله: معاشر الناس! من أحسن من اللَّه قِيلاً، وأصدق من اللَّه حديثاً؟ معاشر الناس! إنّ ربّکم جلّ جلاله أمرني أن اُقيم لکم عليّاً علماً وإماماً، وخليفةً ووصيّاً، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً.[5] .

544- عنه صلي الله عليه و آله: نزل عليَّ جبرئيل عليه السلام صبيحة يوم فرحاً مستبشراً، فقلت: حبيبي ما لي أراک فرحاً مستبشراً؟ فقال: يا محمّد! وکيف لا أکون کذلک وقد قرّت عيني بما أکرم اللَّه به أخاک ووصيّک وإمام اُمّتک عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: وبمَ

[صفحه 185]

أکرم اللَّه أخي وإمام اُمّتي؟ قال: باهي بعبادته البارحة ملائکته وحملة عرشه وقال: ملائکتي انظروا إلي حجّتي في أرضي علي عبادي بعد نبيّي، فقد عفّر خدّه في التراب تواضعاً لعظمتي، اُشهدکم أنّه إمام خلقي ومولي بريّتي.[6] .

545- الإمام الباقر عليه السلام: إنّ إبراهيم خليل اللَّه عليه السلام دعا ربّه فقال: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَء َامِنًا وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ»[7] فنالت دعوته النبيَّ صلي الله عليه و آله، فأکرمه اللَّه بالنبوّة، ونالت دعوته عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فاختصّه اللَّه بالإمامة والوصاية.

وقال اللَّه تعالي: يا إبراهيم: «إِنِّي جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ» إبراهيم: «وَ مِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّلِمِينَ»[8] قال: الظالم من أشرک باللَّه وذبح للأصنام، ولم يبقَ أحد من قريش والعرب من قبل أن يبعث النبيّ صلي الله عليه و آله إلّا وقد أشرک باللَّه، وعبد الأصنام وذبح لها، ما خلا أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ فإنّه من قبل أن يجري عليه القلم أسلم، فلا يجوز أن يکون إمام أشرک باللَّه وذبح للأصنام؛ لأنّ اللَّه تعالي قال: «لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّلِمِينَ».[9] .

546- الإمام الصادق عليه السلام- لمحمّد بن حرب الهلالي: قال عليّ عليه السلام: «أنا من أحمد کالضوء من الضوء»، أما علمت أنّ محمّداً وعليّاً صلوات اللَّه عليهما کانا نوراً بين يدي اللَّه جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام، وأنّ الملائکة لمّا رأت ذلک النور رأت له أصلاً قد انشعب فيه شعاع لامع، فقالت: إلهنا وسيّدنا، ما هذا

[صفحه 186]

النور؟ فأوحي اللَّه عزّوجلّ إليهم: هذا نور من نوري؛ أصله نبوّة، وفرعه إمامة؛ أمّا النبوّة فلمحمّد عبدي ورسولي، وأمّا الإمامة فلعليّ حجّتي ووليّي، ولولاهما ما خلقت خلقي. أما علمت أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله رفع يدي عليّ عليه السلام بغدير خمّ حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما، فجعله مولي المسلمين وإمامهم؟![10] .

صفحه 184، 185، 186.

---

1. الأمالي للصدوق: 533:411، بشارة المصطفي: 55؛ ينابيع المودّة: 6:370:1 نحوه وکلّها عن أبي سعيد عقيصا عن الإمام الحسين عن أبيه عليهاالسلام.
2. الأمالي للصدوق: 149:155، عيون أخبار الرضا: 53:297:1، فضائل الأشهر الثلاثة: 61:79 کلّها عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام.
3. کمال الدين: 2:257، إرشاد القلوب: 415، کفاية الأثر: 10 کلّها عن عبد اللَّه بن عبّاس.
4. الاحتجاج: 32:143:1، اليقين: 127:349 کلاهما عن علقمة بن محمّد الحضرمي عن الإمام الباقر عليه السلام، روضة الواعظين: 104 عن الإمام الباقر عليه السلام عنه صلي الله عليه و آله.
5. الأمالي للصدوق: 49:83، بشارة المصطفي: 153 کلاهما عن عبد اللَّه بن عبّاس.
6. المناقب للخوارزمي: 322:319؛ مائة منقبة: 77:131 کلاهما عن غياث بن إبراهيم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام.
7. إبراهيم: 35.
8. البقرة: 124.
9. تفسير فرات: 298:222 و ص 297:221 وفيه إلي «والوصاية».
10. معاني الأخبار: 1:351، علل الشرائع: 1:174.