اليهود والقوي الاُخري والأخطار الخارجيّة











اليهود والقوي الاُخري والأخطار الخارجيّة



الإسلام دعوة انقلابيّة تتضمّن الهدم والبناء، فقد قوّضت حرکة هذا الدين الأحابيل والخطط الشيطانيّة، شيّدت علي أنقاضها بناءً جديداً.

لقد جاء النبيّ صلي الله عليه و آله برسالة تطمح أن تقود العالم، وتکون لها الکلمة الأخيرة في الحياة الإنسانيّة، ولمّا أدرک الأعداء هذا المعني، دخلوا في مواجهة حامية مع الدين الجديد سخّروا لها جميع قدراتهم، ولم يکفّوا عن مقارعته حتي الرمق الأخير. ولمّا تبيّن لهم أنّ لغة الصراع المباشر لم تعُد تُغني شيئاً، لجؤوا إلي

[صفحه 14]

المکيدة، وراحوا ينسجون المؤامرة تلو الاُخري مکراً بهذا الدين. وهذا واقع معروف لا يستريب به من له أدني معرفة بالتاريخ الإسلامي.

أفيجوز بعد هذه المواجهات الحادّة والصراع المرير مع اليهود والقبائل المشرکة وبقيّة القوي المعادية،[1] أن يجنح بنا الخيال فنتصوّر بأنّ هؤلاء رکنوا إلي الهدوء، وجنحوا إلي السلم، ولم يعُد لهم شأن بالإسلام ودعوته؟! وهل يصحّ لسياسيّ فطن، ولقائد کيّس وبصير أن يُغضي عن کلّ هذا الواقع العدائي المتشابک من حول دعوته، ثمّ يمضي من دون أن يدبّر لحرکته الفتيّة برنامجاً يصونها ويؤمّن لها المستقبل؟ ثمّ هل يکون رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قائداً خاض جميع هذه المواجهات، ثمّ يتصوّر أنّ اُمّته امتلکت من الصلابة ما يُحصّنها من جميع هذه المکائد والأخطار، بحيث لم يعُد يخشي عليها من أحابيل هؤلاء، وإنّ مکر هؤلاء وقوّتهم قد تلاشت ولم تعُد تؤلّف خطراً ذا بال؟!



صفحه 14.





  1. راجع: کتاب «المواجهة مع رسول اللَّه»، الباب الأوّل، الفصل الرابع والخامس.