المنافقون والتيّارات الهدّامة من الداخل











المنافقون والتيّارات الهدّامة من الداخل



اصطفّ کثيرون لمواجهة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ومناهضة رسالته، وهو في ذروة قوّته، وفي أثناء ممارسته لحاکميّته. ومع أنّ هؤلاء کانوا يتظاهرون بالإيمان إلّا أنّهم

[صفحه 13]

في باطنهم کانوا يعارضون دين الحقّ، ويسعون لإطفاء أنواره بکلّ ما اُوتوا من جهد وقوّة. إنّ هذه المواجهة يمکن أن تعدّ أوسع مديً وأشدّ وطأة من دائرة عمل المنافقين؛ فهي تتخطّاها إلي تخوم أوسع کما تشهد علي ذلک وقائع التاريخ، وکما سنُشير إليه في حينه، ومن ثمّ هل يمکن أن يکون رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قد أغضي عن ذلک؟[1] وهل يجوز أن نتصوّر أنّ هذا القائد العظيم أهمل هذا- وغيره- وترک الاُمّة هملاً من دون تدبير؟!

ينبغي أن يضاف إلي هؤلاء تلک العناصر التي کانت حديثة عهد بالإسلام، حيث لم تدخل هذا الدين إلّا بعد فتح مکّة، فهؤلاء لم تترسّخ حقائق الدين في نفوسهم بعدُ، ولم تتمکّن من وجودهم کما ينبغي. ومن ثمّ فهم عرضة للتغيير مع أوّل طارئ، ويمکن أن تقذفهم الأوضاع إلي طريق آخر، کما أثبتت ذلک التيّارات التي عصفت بالحياة الإسلاميّة بعد النبيّ.



صفحه 13.





  1. راجع: کتاب «المواجهة مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله»، بالأخصّ الباب الثالث حيث استعرض فيه أبعاد هذه المواجهة، وأشار إلي مصاديقها علي أساس المصادر التاريخيّة القديمة.