وصيّ آدم











وصيّ آدم



327- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ آدم عليه السلام سأل اللَّه عزّوجلّ أن يجعل له وصيّاً صالحاً، فأوحي اللَّه عزّوجلّ إليه: إنّي أکرمت الأنبياء بالنبوّة، ثمّ اخترت من خلقي خلقاً وجعلت خيارهم الأوصياء. فأوحي اللَّه تعالي ذکره إليه: يا آدم أوص إلي شيث. فأوصي آدم عليه السلام إلي شيث وهو هبة اللَّه بن آدم.[1] .

328- الإمام الباقر عليه السلام: لمّا دنا أجل آدم أوحي اللَّه إليه: أن يا آدم، إنّي متوفّيک ورافع روحک إليّ يوم کذا وکذا، فأوصِ إلي خير ولدک وهو هبتي الذي وهبته لک، فأوصِ إليه، وسلّم إليه ما علّمناک من الأسماء والاسم الأعظم، فاجعل ذلک في تابوت، فإنّي أحبّ أن لا يخلو أرضي من عالم يعلم علمي ويقضي بحکمي، أجعله حجّتي علي خلقي.

قال: فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال والنساء فقال لهم: يا ولدي، إنّ اللَّه أوحي إليّ أنّه رافع إليه روحي، وأمرني أن اُوصي إلي خير ولدي وأنّه هبة اللَّه، فإنّ اللَّه اختاره لي ولکم من بعدي، اسمعوا له وأطيعوا أمره، فإنّه وصيّي وخليفتي عليکم.

فقالوا جميعاً: نسمع له ونطيع أمره ولا نخالفه.

قال: فأمر بالتابوت فعمل، ثمّ جعل فيه علمه والأسماء والوصيّة، ثمّ دفعه إلي

[صفحه 97]

هبة اللَّه، وتقدّم إليه في ذلک وقال له:... إذا حضرت وفاتک وأحسست بذلک من نفسک فالتمس خير ولدک وألزمهم لک صحبة وأفضلهم عندک قبل ذلک، فأوصِ إليه بمثل ما أوصيت به إليک، ولا تدعنّ الأرض بغير عالم منّا أهل البيت.

يا بنيَّ، إنّ اللَّه تبارک وتعالي أهبطني إلي الأرض وجعلني خليفته فيها، حجّة له علي خلقه، فقد أوصيت إليک بأمر اللَّه، وجعلتک حجّة للَّه علي خلقه في أرضه بعدي، فلا تخرج من الدنيا حتي تدع للَّه حجّة ووصيّاً، وتسلّم إليه التابوت وما فيه کما سلّمته إليک، وأعلمه أنّه سيکون من ذرّيّتي رجل اسمه نوح، يکون في نبوّته الطوفان والغرق، فمن رکب في فلکه نجا ومن تخلّف عن فلکه غرق. وأوصِ وصيّک أن يحفظ بالتابوت وبما فيه، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلي خير ولده وألزمهم له وأفضلهم عنده، وسلّم إليه التابوت وما فيه، وليضع کلّ وصيّ وصيّته في التابوت وليوصِ بذلک بعضهم إلي بعض، فمن أدرک نبوّة نوح فليرکب معه وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلکه ولا يتخلّف عنه أحد.[2] .

329- عنه عليه السلام: کان آدم عليه السلام وصّي هبةَ اللَّه أن يتعاهد هذه الوصيّة عند رأس کلّ سنة فيکون يوم عيدهم، فيتعاهدون نوحاً وزمانه الذي يخرج فيه، وکذلک جاء في وصيّة کلّ نبيّ حتي بعث اللَّه محمّداً صلي الله عليه و آله، وإنّما عرفوا نوحاً بالعلم الذي عندهم وهو قول اللَّه عزّوجلّ: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَي قَوْمِهِ ي...».[3] [4] .

330- الإمام الصادق عليه السلام: أوحي اللَّه إلي آدم أن ادفع الوصيّة، واسم اللَّه الأعظم،

[صفحه 98]

وما أظهرتک عليه من علم النبوّة، وما علّمتک من الأسماء إلي شيث بن آدم.[5] .

331- الکامل في التاريخ: لمّا حضرت آدم الوفاة عهد إلي شيث، وعلّمه ساعات الليل والنهار، وعبادة الخلوة في کلّ ساعة منها، وأعلمه بالطوفان، وصارت الرياسة بعد آدم إليه.[6] .

332- تاريخ الطبري: ذُکِرَ أنّ آدم عليه السلام مرض قبل موته أحد عشر يوماً، وأوصي إلي ابنه شيث عليه السلام وکتب وصيّته، ثمّ دفع کتاب وصيّته إلي شيث، وأمره أن يخفيه من قابيل وولده؛ لأنّ قابيل قد کان قتل هابيل حسداً منه حين خصّه آدم بالعلم، فاستخفي شيث وولده بما عندهم من العلم، ولم يکن عند قابيل وولده علم ينتفعون به.[7] .



صفحه 97، 98.





  1. من لا يحضره الفقيه: 5402:175:4، کمال الدين: 1:212، الأمالي للطوسي: 991:442، الأمالي للصدوق: 661:487، بشارة المصطفي: 82، الإمامة والتبصرة: 1:153، قصص الأنبياء: 448:371 کلّها عن مقاتل بن سليمان عن الإمام الصادق عليه السلام.
  2. تفسيرالعيّاشي: 77:306:1 عن حبيب السجستاني، بحارالأنوار: 2:60:23.
  3. الأعراف: 59، هود: 25، العنکبوت: 14، المؤمنون: 23.
  4. الکافي: 92:115:8، کمال الدين: 2:215، تفسيرالعيّاشي: 78:311:1 وليس فيه «وإنّما...» وکلّها عن أبي حمزة الثمالي.
  5. تفسيرالعيّاشي: 83:312:1 عن سليمان بن خالد وراجع الکافي: 92:114:8.
  6. الکامل في التاريخ: 58:1، تاريخ الطبري: 152:1، البداية والنهاية: 98:1 کلاهما نحوه.
  7. تاريخ الطبري: 158:1، الکامل في التاريخ: 60:1.