انفاذ جيش اُسامة











انفاذ جيش اُسامة



اختار رسول اللَّه صلي الله عليه و آله - وهو في أيّامه الأخيرة وقد استولي عليه المرض- اختار اُسامة بن زيد؛ ذلک الفتي البالغ عمره 17 سنة، لقيادة جيش کبير يضمّ في صفوفه أعيان الصحابة. يقول ابن سعد في هذا السياق:

«فلمّا کان يوم الأربعاء بُدئ برسول اللَّه صلي الله عليه و آله فحُمّ وصُدّع، فلمّا أصبح يوم الخميس عقد لاُسامة لواءً بيده... فلم يبقَ أحدٌ من وجوه المهاجرين الأوّلين والأنصار إلّا انتُدب في تلک الغزوة؛ فيهم: أبوبکر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن زيد، وقتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش».[1] .

النبيّ صلي الله عليه و آله يأمر بإنفاذ هذا الجيش ويقول مؤکّداً «جهِّزوا جيش اُسامة، لعن اللَّه من تخلّف عنه»[2] ويأمر جيش المسلمين بترک المدينة فوراً مع عدم وجود خطر عسکري فِعليّ يهدّد المدينة!

لا ريب أنّ النبيّ کان يقصد من وراء ذلک أن ينقّي أجواء المدينة من المتربّصين الذين يتحيّنون الفرصة بعد رحيل النبيّ للانقضاض علي الخلافة،

[صفحه 92]

ومن جهة اُخري يريد صلي الله عليه و آله تمهيد الطريق لوصول الحقّ إلي صاحبه الشرعي، وهو ما ورد صريحاً في کلام الإمام عليّ عليه السلام.[3] .

[صفحه 93]



صفحه 92، 93.





  1. الطبقات الکبري: 190:2.
  2. الملل والنحل: 23:1.
  3. راجع: غاية جهد النبيّ في تعيين الوليّ/ إنفاذ جيش اُسامة.