اعتراف الصحابة











اعتراف الصحابة



لم يکن ثمّةَ من الصحابة في ذلک العصر مَن فهم من الکلام النبوي غير دلالته علي مفهوم الإمامة والقيادة. حتي مرضي القلوب أظهروا الذي أظهروه لضعف اعتقادهم، وإلّا لم يشکّ منهم أحد قط في مدلول الکلام النبوي ومعناه.

منذ ذلک المشهد وبعده- حيث استمرّ الأمر بعد ذلک سنوات أيضاً- کان هناک علي الدوام من يُطلق علي الإمام عليّ عنوان المولي، ويخاطبه ويسلّم عليه به. وعندما کان الإمام عليّ عليه السلام يستوضح هؤلاء ويسألهم عن هذا الاستعمال، کانوا يُجيبوه: «سمعنا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم غدير خُمّ يقول: من کنت مولاه فإنّ هذا مولاه».[1] .

وقد أکّد عمر بن الخطّاب نفسه علي هذه النقطة مرّات، کما فعل ذلک عدد

[صفحه 84]

آخر من الصحابة أيضاً. والسؤال: هل أراد هؤلاء بمناداتهم عليّاً بالمولي، استناداً إلي الواقعة وإلي مدلول حديث الغدير؛ هل أرادوا بذلک «الحبيب» و «النصير»؟ إنّ الجنوح إلي مثل هذا الفهم لا تبرّره إلّا اللااُباليّة کما ينمّ عن عدم الانصياع إلي أبسط الحقائق اللغويّة والبيانيّة وأوضحها.



صفحه 84.





  1. مسند ابن حنبل: 23622:143:9.