انكار الولاية ونزول العذاب











انکار الولاية ونزول العذاب



صدور موبوءة بالحسد، موغرة بالحقد والضغينة، لا لشي ء إلّا لأنّ النبيّ صلي الله عليه و آله أعلن اسم عليّ ونصبه للولاية وإمامة الاُمّة من بعده. راح هؤلاء يُرجِفون، ويبثّون السفاهات، لکن ندّ مِن بينهم رجل کان أکثرهم وقاحة، وأجرأهم علي الحقّ، نظر بعين الشکّ إلي ما قام به النبيّ من نصب عليّ للإمامة، فأسرع إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تسبقه أحقاده، فسأله بجلفٍ وفجاجة، عن الذي جاء به، وفيما إذاکان منه أم من اللَّه، فردّ عليه نبيّ اللَّه ثلاث مرّات مشفوعة بقسم أنّ ما جاء به هو من عند اللَّه، وهو أمر السماء لابدّ له فيه. لکنّ الرجل مضي بنفس متبلّدة داجية، وروح منهوکة مهزومة تُحيط بها ظلمة حالکة من کلّ صوب، وهو يسأل اللَّه بتبرّم وسخط أن يُسقِط عليه حجارة من السماء أو يأتيه بعذاب أليم إن کان ما يقوله حقّاً.

لم يکد يبتعد عن النبيّ خطوات، حتي نزل به العذاب، إذ رماه اللَّه بحجر قتله من فوره، بعد أن وقع علي هامته، وأنزل اللَّه سبحانه: «سَأَلَ سَآئلُ م بِعَذَابٍ

[صفحه 83]

وَاقِعٍ ».[1] .

المهمّ في هذه الواقعة ما فهمه سائل العذاب، فهذا الرجل فهم من قول النبيّ: «من کنت مولاه فعليّ مولاه» دلالته علي الإمامة والرئاسة والقيادة، بدليل قوله في سياق ردّه علي النبيّ صلي الله عليه و آله: «ثمّ لم ترضَ حتي نصبت هذا الغلام، فقلت: من کنت مولاه فعليّ مولاه»! إذ من الجليّ أنّ حبّ عليّ وإظهار مودّته لو کانا هما المقصودين في کلام النبيّ، لما استدعي الأمر کلّ هذا الحنق والغضب من الرجل، ولما استتبع عصيانه وطغيانه.[2] .



صفحه 83.





  1. المعارج: 1.
  2. لقد اکتنفت الواقعة روايات ونصوص کثيرة، راجع: سؤال عذاب واقع.