شعر الشعراء
وفي يوم الغدير، حيث کان النبيّ قد نزل المنبر للتوّ، نهض حسّان بن ثابت من فوره، واستأذن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن يقول في الواقعة أبياتاً من الشعر، فأذن له النبيّ، فراح ينشد قصيدته العصماء، ومطلعها: يناديهُم يوم الغدير نبيّهم إلي أن قال: فقال له قم يا عليُّ فإنّني فلمّا فرغ قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «لا تزال يا حسّان مؤيَّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانک». يتّضح من غديريّة حسّان أنّه فهم من الواقعة ومن قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، النصَّ علي إمامة عليّ بن أبي طالب، وقد أيّده النبيّ ولم يُنکر عليه.[1] وعلي هذا مضي [صفحه 82] شعراء کثيرون بعد حسّان بن ثابت؛ حيث استلهموا في شعرهم وقصائدهم إمامة عليّ وولايته من هذه الواقعة وما صدر فيها. من جهته استند العلّامة الشيخ عبد الحسين الأميني في موسوعته الضخمة «الغدير» علي مثل هذا الشعر من بين ما استند إليه، قاصداً تحليل محتواه ودراسة مراميه الدالّة علي الولاية والإمامة.[2] .
يحظي فهم الاُدباء والشعراء لمفردات اللغة وألفاظها بعناية خاصّة في جميع الثقافات، فإذا ما تعددت احتمالات المعني تري العلماء يُهرَعون إلي فهم الاُدباء والشعراء ليستندوا إليه في الترجيح.
بخمٍّ وأسمِع بالرسول مناديا
رضيتک من بعدي إماماً وهاديا
صفحه 82.