نزول الآيتين











نزول الآيتين



لا جدال في أنّ الآيتين (3) و (67) من سورة المائدة نزلتا بشأن واقعة الغدير، فقد نزل الأمر إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بالبلاغ (الآية: 67) فأعدّ له ذلک المشهد المهيب الذي تجمّعت فيه آلاف الاُلوف، حتي إذا ما انتهي النبيّ من البلاغ، ومن قوله: «من کنت مولاه فعليّ مولاه» نزلت الآية الاُخري وهي تتحدّث عن إکمال الدين وتمام النعمة.

هذه حقيقة وثّقت لها کثرة کبيرة من الروايات والأخبار بحيث لم يعد فيها أدني شکّ. والسؤال: لقد نزلت الآية (67) وهي تحتّم علي النبيّ صلي الله عليه و آله إبلاغ أمر إذا ما تخلّف عنه فکأ نّه لم يبلّغ الرسالة بالمرّة، کما تُشير إلي أنّ ما ينبغي إبلاغه لهو من الخطورة بحيث يبعث الخيفة والتوجّس، ويُثير خصومة المعاندين وعداوتهم؛ فهل يتّسق هذا کلّه والزعم أنّ الآية نزلت بشأن شي ء من الشرائع

[صفحه 75]

وبعض الحلال والحرام! لقد کان واضحاً أنّ إبلاغ الشرائع وأحکام الحلال والحرام لا يستحقّ من النبيّ الخشية والتوجّس، کما لا يستتبع من الآخرين المعارضة والعناد.

إنّه لأمر غريب ما ذهب إليه عدد من المفسّرين! فعندما عجز هؤلاء عن رؤية الحقيقة- أو لم تکن لهم رغبة برؤيتها- تراهم جنحوا لمزاعم واهية وأقوال لا نصيب لها من الصواب.

إنّ أهمّية الآيتين وتحديد زمن نزولهما، يدفعنا إلي تخصيص بحث مستقلّ لکلّ واحدة منهما.[1] .



صفحه 75.





  1. راجع: بحث حول آية التبليغ، وبحث حول آية إکمال الدين.