احاديث الإمامة











احاديث الإمامة



«الإمام» في المعني اللغوي هو المتقدّم، والمقتدي به، وقائد القوم، ورئيس القبيلة،[1] وهو في الثقافة القرآنيّة والدينيّة- دون شکّ- قائد الاُمّة في مختلف الأبعاد، وزعيم الاُمّة في إدارة اُمور المجتمع. هذه الحقيقة يمکن تلمّسها في الرسالتين المتبادلتين بين الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام ومعاوية.

لقد تحدّث الإمام في إطار رسالة مطوّلة عن موقعه وموقع أهل البيت عليهم السلام، وذکّر بوصايته عن النبيّ، وخلافته لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله؛ فما کان من معاوية إلّا أن قال في الجواب نصّاً: «ألا وإنّما کان محمّد رسول اللَّه من الرسل إلي الناس کافّة، فبلّغ رسالات ربّه، لا يملک شيئاً غيره!» وهذا النصّ يحصر وظيفة النبيّ بالتبليغ فقط؛ فهو مبلّغ رسالة لا أکثر، وليس بإمام، ولا زعيم، ولا قائد، ولا رجل سياسة، ولا أيّ شي ء آخر.

فردّ الإمام عليّ عليه السلام علي کلام معاوية الذي أنکر فيه بقية شؤون النبيّ، وفي الطليعة شأنه کإمام؛ ردَّ عليه بصراحة مسفرة، وهو يکتب: «والذي أنکرت من إمامة محمّد صلي الله عليه و آله، زعمت أنّه کان رسولاً ولم يکن إماماً؛ فإنّ إنکارک علي جميع النبيّين الأئمّة، ولکنّا نشهد أنّه کان رسولاً نبيّاً إماماً».[2] .

يُسفر هذا الحوار المتبادل في الرسالتين عن موقع الإمامة في الفکر

[صفحه 34]

الإسلامي، وهو إلي ذلک يکشف عن الأسباب الکامنة من وراء عداء بني اُميّة لهذا العنوان.

علي ضوء هذا التوضيح يمکن أن نُدرک الآن عمق الأخبار والأحاديث الکثيرة التي أکّد فيها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي إمامة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، من بينها قوله: «يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي وإمام اُمّتي بعدي» أو قوله: «أنت إمام کلّ مؤمن ومؤمنة، ووليّ کلّ مؤمن ومؤمنة بعدي»[3] وغير ذلک من النصوص التي جاءت تأکيداً وإلفاتاً لديمومة الإمامة في وجود عليّ بن أبي طالب.

[صفحه 35]



صفحه 34، 35.





  1. العين: 428:8.
  2. الغارات: 203:1.
  3. راجع: أحاديث الإمامة.