طلب الصحيفة والدواة
قال عبيد اللَّه: فکان ابن عبّاس يقول: إنّ الرَّزِيّة[1] کلّ الرَّزِيّة ما حالَ بين [صفحه 388] رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وبين أن يکتب لهم ذلک الکتاب؛ من اختلافهم ولَغطهم.[2] . 904- صحيح البخاري عن ابن عبّاس: يوم الخميس، وما يوم الخميس!! اشتدّ برسول اللَّه صلي الله عليه و آله وجعه، فقال: ايتوني أکتب لکم کتاباً لن تضلّوا بعده أبداً. فتنازعوا- ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازُع- فقالوا: ما شأنه؟! أهَجَرَ؟!![3] استفهِموه!!! فذهبوا يَرُدّون عليه. فقال: دعوني؛ فالذي أنا فيه خيرٌ ممّا تدعونني إليه.[4] . 905- صحيح مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس: يوم الخميس، وما يوم الخميس!! ثمّ جعل تسيل دموعه، حتي رأيت علي خدّيه کأنّها نِظام اللؤلؤ. قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: ايتوني بالکَتِف[5] والدواة أکتب لکم کتاباً لن تضلّوا بعده [صفحه 389] أبداً. فقالوا: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يهجُر!!![6] . 906- مسند ابن حنبل عن جابر: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله دعا عند موته بصحيفة ليکتب فيها کتاباً لا يضلّون بعده، فخالف عليها عمر بن الخطّاب حتي رفضها.[7] . 907- الإرشاد- في قضيّة وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله-:... ثمّ قال [ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله]: ايتوني بدواة وکَتِف أکتب لکم کتاباً لا تضلّوا بعده أبداً. ثمّ اُغمي عليه، فقام بعض من حضر يلتمس دواةً وکَتِفاً، فقال له عمر: ارجع، فإنّه يهجُر!!! فرجع. وندم من حَضَره علي ما کان منهم من التضجيع[8] في إحضار الدواة والکتف، فتلاوموا بينهم فقالوا: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! لقد أشفقْنا من خلاف رسول اللَّه. فلمّا أفاق صلي الله عليه و آله قال بعضهم: ألا نأتيک بکتفٍ يا رسول اللَّه ودواةٍ؟ فقال: أبعد الذي قلتم!! لا، ولکنّني اُوصيکم بأهل بيتي خيراً. ثمّ أعرض بوجهه عن القوم فنهضوا، وبقي عنده العبّاس والفضل وعليّ بن أبي طالب وأهل بيته خاصّة. فقال له العبّاس: يا رسول اللَّه، إن يکن هذا الأمر فينا مستقرّاً بعدک فبشّرنا، وإن کنت تعلم أنّا نُغلَب عليه فأوصِ بنا، فقال: أنتم المستضعفون من بعدي. وأصمت، فنهض القوم وهم يبکون قد أيسوا من النبيّ صلي الله عليه و آله.[9] . 908- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس: خرجت مع عمر إلي الشام في إحدي [صفحه 390] خرجاته، فانفرد يوماً يسير علي بعيره فاتّبعته، فقال لي: يابن عبّاس، أشکو إليک ابنَ عمّک؛ سألته أن يخرج معي فلم يفعل، ولم أزل أراه واجداً، فيمَ تظنّ موجدته؟ قلت: يا أميرالمؤمنين، إنّک لَتعلم. قال: أظنّه لا يزال کئيباً لفوت الخلافة. قلت: هو ذاک؛ إنّه يزعم أنّ رسول اللَّه أراد الأمر له. فقال: يابن عبّاس، وأراد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الأمر له فکان، ماذا إذا لم يُرِد اللَّه تعالي ذلک! إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أراد أمراً وأراد اللَّه غيره، فنفذ مرادُ اللَّه تعالي ولم ينفذ مرادُ رسوله، أوَ کلّما أراد رسولُ اللَّه صلي الله عليه و آله کان؟! إنّه أراد إسلام عمّه ولم يُرِده اللَّه فلم يسلم! وقد روي معني هذا الخبر بغير هذا اللفظ، وهو قوله: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أراد أن يذکره للأمر في مرضه، فصددتُه عنه خوفاً من الفتنة، وانتشار أمر الإسلام، فعلِم رسول اللَّه ما في نفسي وأمسک، وأبي اللَّه إلّا إمضاء ما حتم.[10] . 909- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس: دخلت علي عمر في أوّل خلافته، وقد اُلقيَ له صاعٌ من تمر علي خَصَفة،[11] فدعاني إلي الأکل، فأکلت تمرة واحدة، وأقبل يأکل حتي أتي عليه، ثمّ شرب من جَرٍّ[12] کان عنده، واستلقي علي مِرْفقةٍ له، وطفق يحمد اللَّه يکرّر ذلک، ثمّ قال: من أين جئت يا عبد اللَّه؟ قلت: من المسجد. قال: کيف خلّفت ابن عمّک؟ فظننته يعني عبد اللَّه بن جعفر؛ قلت: خلّفته يلعب مع أترابه. قال: لم أعْنِ ذلک، إنّما عنيت عظيمکم أهلَ البيت. قلت: خلّفته يَمْتَح بالغَرْب[13] علي نخيلات من فلان، وهو يقرأ القرآن. قال: يا عبد اللَّه، [صفحه 391] عليک دماء البُدْن إن کَتَمْتنيها! هل بقي في نفسه شي ء من أمر الخلافة؟ قلت: نعم. قال: أيزعم أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله نصّ عليه؟ قلت: نعم، وأزيدک؛ سألت أبي عمّا يدّعيه فقال: صَدَق. فقال عمر: لقد کان من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في أمره ذَرْوٌ[14] من قول لا يُثبت حجّة، ولا يقطع عذراً، ولقد کان يَرْبَع[15] في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعتُ من ذلک إشفاقاً وحيطةً علي الإسلام، لا وربِّ هذه البَنِيّة لا تجتمع عليه قريش أبداً! ولو وَلِيَها لانتقضتْ عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّي علمت ما في نفسه، فأمسک، وأبي اللَّه إلّا إمضاء ما حتم.[16] . [صفحه 393]
903- صحيح البخاري عن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس: لمّا حُضِر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب، قال النبيّ صلي الله عليه و آله: هلمّ أکتب لکم کتاباً لا تضلّوا بعده. فقال عمر: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قد غلب عليه الوجع!!! وعندکم القرآن، حسبنا کتاب اللَّه!! فاختلف أهل البيت فاختصموا؛ منهم من يقول: قرِّبوا يکتب لکم النبيّ صلي الله عليه و آله کتاباً لن تضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلمّا أکثروا اللغو والاختلاف عند النبيّ صلي الله عليه و آله، قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: قوموا.
صفحه 388، 389، 390، 391، 393.