سبب التسمية











سبب التسمية



نستطيع أن نستخلص من مجموع التعريفات التي ذکرتها المعجمات العربيّة للغدير التعريف التالي:

الغدير: هو المنخفض الطبيعي من الأرض يجتمع فيه ماء المطر أو ماء السيل، ولا يبقي إلي القيظ.[1] .

ويجمع علي: غُدُر- بضمّ أوّلَيْه- وغُدْر- بضمّ أوّله وسکون ثانيه- وأَغْدُرة، وغُدْران.

و علّلوا تسمية المنخفض الذي يجتمع فيه الماء غديراً ب:

1- أنّه اسم مفعول لمغادرة السيل له؛ أي أنّ السيل عندما يملأ المنخفض بالماء يغادره؛ بمعني يترکه بمائه.

2- أنّه اسم فاعل من الغَدْر؛ لأنّه يخون ورّاده؛ فينضب عنهم، ويغدر بأهله؛ فينقطع عند شدّة الحاجة إليه.

وقوّاه الزبيدي في معجمه «تاج العروس» بقول الکميت:


ومن غدره نبز الأوّلونَ
بأنْ لقّبوه الغديرَ الغديرا[2] .


وشرح معني البيت: بأنّ الشاعر أراد أنّ من غدره نبز الأوّلون الغديرَ بأن لقّبوه الغديرَ، فالغدير الأول مفعول نبز، والثاني مفعول لقّبوه.

وسبب تسمية الموقع بالغدير لأنّه منخفض الوادي أمّا «خُمّ» فنقل ياقوت في

[صفحه 370]

معجم البلدان عن الزمخشري أنّه قال: «خُمّ: اسم رجل صبّاغ، اُضيف إليه الغدير الذي بين مکّة والمدينة بالجحفة».[3] .

ثمّ نقل عن صاحب «المشارق» أنّه قال: «إنّ خُمّاً اسم غيضة هناک، وبها غدير نُسب إليها».

والتعليل نفسه نجده عند البکري في معجم ما استعجم قال: «وغدير خُمّ علي ثلاثة أميال من الجحفة، يسرةً عن الطريق، وهذا الغدير تصبّ فيه عين، وحوله شجر کثير ملتفّ، وهو الغيضة التي تسمّي خُمّاً».[4] .



صفحه 370.





  1. راجع لسان العرب: 9:5، تاج العروس: 295:7.
  2. تاج العروس، 295:7.
  3. معجم البلدان: 389:2.
  4. معجم ما استعجم: 368:2.