احاديث الوصاية











احاديث الوصاية



تهدف الوصاية إلي الحفاظ علي الدين وديمومة النهج والطريق، وهي بهذا اللحاظ سيرة مضي عليها جميع رسل السماء. وفي إطار إشارته إلي هذه الحقيقة في مواضع متعدّدة ومناسبات مختلفة، سجّل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام موقعه في الوصاية، فکان ممّا قال: «إنّ لکلّ نبيّ وصيّاً ووارثاً، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي».[1] .

لقد بلغت أحاديث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حيال عليّ عليه السلام في هذا المعني حدّاً من الکثرة بحيث أمسي لفظ «الوصيّ» نعتاً للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، وصفة يُعرف بها دون لبس أو غموض.

وعندما کان يُطلق مصطلح «الوصيّ» في الأحاديث والکلام والأشعار کانت الغالبيّة من مسلمي صدر الإسلام تفهم منه دلالته علي الإمام عليّ عليه السلام من دون تردّد، ومن ثَمّ دلالته بالضرورة علي الخلافة والإمامة.[2] .

ثمّ جاء الدور لبني اُميّة، الذي يبدو أنّهم بذلوا جهوداً کبيرة علّهم يطمسون هذا العنوان الوضي ء ويُزيلونه عن الإمام، ويُباعدون بينه وبينه، فکم بذلوا في سبيل هذا الغرض المنحطّ، وکم وضعوا من الأحاديث،[3] لکن أنّي للحقّ أن يُقهر بحراب أهل الباطل!

[صفحه 26]



صفحه 26.





  1. تاريخ دمشق: 9005:392:42. راجع: أحاديث الوصاية.
  2. راجع: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة: 19:16 ومعالم المدرستين: 289:1 فما بعد، وهو بحث جدير بالقراءة.
  3. لمزيد الاطّلاع علي هذا الاتّجاه ونشاطاته وأفعاله راجع: معالم المدرستين: 483:1.