تفسير كلمة «المولي»











تفسير کلمة «المولي»



874- الإمام الحسين عليه السلام: إنّ اللَّه تبارک وتعالي أدّب نبيّه الآداب کلّها، فلمّا

[صفحه 336]

استحکم الأدب فوّض الأمر إليه، فقال: «وَ مَآء َاتَ-کُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَ-کُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ»[1] إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أدّب عليّاً بتلک الآداب التي أدّبه بها، فلمّا استحکم الآداب کلّها فوّض الأمر إليه، فقال: من کنت مولاه فعليّ مولاه.[2] .

875- معاني الأخبار عن أبي إسحاق: قلت لعليّ بن الحسين عليهاالسلام: ما معني قول النبيّ صلي الله عليه و آله: من کنت مولاه فعليّ مولاه؟ قال: أخبرهم أنّه الإمام بعده.[3] .

876- معاني الأخبار عن أبان بن تغلب: سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهاالسلام عن قول النبيّ صلي الله عليه و آله: من کنت مولاه فعليّ مولاه. فقال: يا أبا سعيد، تسأل عن مثل هذا؟! علّمهم أنّه يقوم فيهم مقامه.[4] .

877- الإمام الصادق عن أبيه عليهاالسلام: إنّ رجلاً سأله فقال: يابن رسول اللَّه، بماذا فُضّل عليّ صلوات اللَّه عليه علي الناس؟ فقال: يقول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: من کنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه.

فقال الرجل: فهذا حديث معروف عند الناس يعرفه الخاصّ والعامّ، فهل غير ذلک؟

فقال له أبو جعفر عليه السلام: ويحک! وهل تدري ما يجمعه هذا القول، وما يقتضيه؟!

إنّ اللَّه عزّوجلّ جعل له به علي الاُمّة ما جعله لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليها من السمع والطاعة.[5] .

[صفحه 337]

878- الإمام الصادق عليه السلام: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله رفع يدي عليّ عليه السلام بغدير خمّ حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما، فجعله مولي المسلمين وإمامهم.[6] .

879- عنه عليه السلام: إنّ اللَّه أثني علي نبيّه محمّد صلي الله عليه و آله [بقوله]: «وَ إِنَّکَ لَعَلَي خُلُقٍ عَظِيمٍ»[7] ثمّ فوّض إليه فقال: «وَ مَآء َاتَ-کُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَ-کُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ».

وإنّ نبي اللَّه فوّض إلي عليّ عليه السلام فقال: من کنت مولاه فعليّ مولاه. وائتمنه.[8] .

880- بشارة المصطفي عن إبراهيم بن رجاء الشيباني: قيل لجعفر بن محمّد عليهاالسلام: ما أراد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بقوله لعليّ يوم الغدير: من کنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه؟

قال: فاستوي جعفر بن محمّد عليهاالسلام قاعداً، ثمّ قال: سئل واللَّه عنها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: اللَّه مولاي أولي بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولي المؤمنين أولي بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن کنت مولاه أولي به من نفسه لا أمر له معي، فعليّ بن أبي طالب عليه السلام مولاه أولي به من نفسه لا أمر له معه.[9] .

881- الإمام الکاظم عليه السلام: نحن ندعي إنّ ولاء جميع الخلائق لنا، نعني ولاء الدين... ونحن ندّعي ذلک لقول النبيّ صلي الله عليه و آله يوم غديرخمّ: من کنت مولاه فعليّ مولاه. يعني بذلک ولاء الدين.[10] .

[صفحه 338]

882- الکافي عن عبد العزيز بن مسلم: کنّا مع الرضا عليه السلام بمرْو، فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمِنا، فأداروا أمر الإمامة، وذکروا کثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم عليه السلام ثمّ قال:

يا عبد العزيز! جهل القوم وخُدعوا عن آرائهم؛ إنّ اللَّه عزّوجلّ لم يقبض نبيّه صلي الله عليه و آله حتي أکمل له الدين، وأنزل عليه القرآن فيه تبيان کلّ شي ء، بيّن فيه الحلال والحرام، والحدود والأحکام، وجميع ما يحتاج إليه الناس کملاً، فقال عزّ وجلّ: «مَّا فَرَّطْنَا فِي الْکِتَبِ مِن شَيْ ءٍ»[11] وأنزل في حجّة الوداع؛ وهي آخر عمرِه صلي الله عليه و آله: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا».[12] .

وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمضِ صلي الله عليه و آله حتي بيّن لاُمّته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم، وترکهم علي قصد سبيل الحقّ، وأقام لهم عليّاً عليه السلام عَلَماً وإماماً، وما ترک لهم شيئاً يحتاج إليه الاُمّة إلّا بيّنه، فمن زعم أنّ اللَّه عزّوجلّ لم يکمّل دينه، فقد ردّ کتاب اللَّه، ومن ردّ کتاب اللَّه فهو کافر به.

هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الاُمّة، فيجوز فيها اختيارهم؟! إنّ الإمامة أجلّ قدراً، وأعظم شأْناً، وأعلا مکاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غَوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم.

إنّ الإمامة خصّ اللَّه عزّوجلّ بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوّة، والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرّفه بها، وأشاد بها ذکره، فقال: «إِنِّي جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» فقال

[صفحه 339]

الخليل عليه السلام سروراً بها: «وَ مِن ذُرِّيَّتِي» قال اللَّه تبارک وتعالي: «لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّلِمِينَ»[13] فأبطلت هذه الآية إمامة کلّ ظالمٍ إلي يوم القيامة، وصارت في الصفوة.[14] .

883- کشف الغمّة عن الحسن بن ظريف: کتبت إلي أبي محمّد [الإمام العسکري عليه السلام] أسأله: ما معني قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: من کنت مولاه فهذا مولاه؟ قال: أراد بذلک أن يجعله علماً يعرف به حزب اللَّه عند الفِرقة.[15] .



صفحه 336، 337، 338، 339.





  1. الحشر: 7.
  2. المناقب للکوفي: 910:428:2 عن عبد اللَّه بن الحسين.
  3. معاني الأخبار: 1:65، الأمالي للصدوق: 191:185.
  4. معاني الأخبار: 2:66.
  5. شرح الأخبار: 566:263:2.
  6. معاني الأخبار: 1:351 عن محمّد بن حرب الهلالي، تأويل الآيات الظاهرة: 2:592:2.
  7. القلم: 4.
  8. شرح الأخبار: 1405:485:3 عن أبي إسحاق النحوي.
  9. بشارة المصطفي: 51، المناقب للکوفي: 850:377:2.
  10. فرج المهموم: 109، بحارالأنوار: 21:147:48 نقلاً عن کتاب نزهة الکرام وبستان العوام.
  11. الأنعام: 38.
  12. المائدة: 3.
  13. البقرة: 124.
  14. الکافي: 1:198:1، کمال الدين: 31:675، عيون أخبار الرضا: 1:216:1، معاني الأخبار: 2:96، الأمالي للصدوق: 1049:773، تحف العقول: 436، الاحتجاج: 310:439:2 وفيها «وخدعوا عن أديانهم» بدل «وخدعوا عن آرائهم»، الغيبة للنعماني: 6:216.
  15. کشف الغمّة: 213:3، معاني الأخبار: 3:66، المناقب للکوفي: 871:395:2 کلاهما عن عليّ بن هاشم عن أبيه وفي صدرهما «ذکر عند زيد بن عليّ بن الحسين عليهاالسلام قول النبيّ صلي الله عليه و آله...»، بحارالأنوار: 95:223:37.