بحث حول يوم إكمال الدين











بحث حول يوم إکمال الدين



«الْيَوْمَ يَل-ِسَ الَّذِينَ کَفَرُواْ مِن دِينِکُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا ».[1] .

تتحدّث الآية عن يوم يتّسم بأربع خصائص مهمّة:

1- هو يوم يئس فيه الکفّار من إلحاق الأذي بأصل الإسلام، أو النيل من قواعد هذا الدين ووجوده.

2- هو يوم کمُل فيه الدين الإسلامي.

3- هو يوم أتمّ اللَّه سبحانه فيه نعمته علي الاُمّة الإسلاميّة.

4- هو يوم رضي اللَّه سبحانه فيه لهذا الدين أن يکون الدين النهائي الخاتم للإنسانيّة أجمع.

عندما تحتشد هذه الخصائص البارزة في هذا اليوم، ففي ذلک إشارة علي أنّه

[صفحه 284]

أعظم يوم وأکثرها تحديداً للمصير في تاريخ الرسالة النبويّة، بل في تاريخ الإسلام قاطبة. هنا بالذات يکمن مغزي کلمة ألقاها يهوديٌّ إلي عمر بن الخطّاب وهو يشيد بجلال هذا اليوم لو کان عند اليهود.

ففي الخبر عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطّاب، قوله: إنّ رجلاً من اليهود قال له: يا أميرالمؤمنين، آية في کتابکم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتّخذنا ذلک اليوم عيداً!

قال: أيُّ آية؟

قال: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ...».[2] .

ينبغي الآن أن نُطلّ علي تاريخ الإسلام لننظر أيّ يوم هذا اليوم المصيري الذي يحمل تلک الخصائص الأربعة؟ وهو الي ذلک جدير أن يحتفي به المجتمع الإسلامي وتتّخذه الاُمّة عيداً!

کثيرة هي الاحتمالات التي سيقت لتحديد ذلک اليوم، بيد أنّها في الغالب لا تستند الي وثائق تاريخيّة أو الي نصوص حديثيّة، وبذلک ننأي عن عرضها في هذا المجال.[3] تبقي هناک فرضيّتان تستند کلّ واحدة منهما إلي مجموعة من النصوص التاريخيّة والحديثيّة التي تعود إلي الشيعة والسنّة. والمطلوب دراسة هاتين المجموعتين من النصوص لننظر فيما إذا کانت متعارضة فيما بينها، أم هناک وجه للجمع بينهما.

والفرضيّتان هما:

[صفحه 285]



صفحه 284، 285.





  1. المائدة: 3.
  2. صحيح البخاري: 45:25:1 و ج 4145:1600:4 وص 4330:1683 و ج 6840:2653:6.
  3. راجع: کتب التفسير في ظلال الآية الکريمة.