اكمال الدين











اکمال الدين



«الْيَوْمَ يَئسَ الَّذِينَ کَفَرُواْ مِن دِينِکُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا».[1] .

778- تاريخ دمشق عن أبي سعيد الخدري: لمّا نصب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّاً بغدير خمّ فنادي له بالولاية، هبط جبريل عليه السلام عليه بهذه الآية: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا».[2] .

779- الدرّ المنثور عن أبي هريرة: لمّا کان يوم غدير خُمّ- وهو يوم ثمانية[3] عشر من ذي الحجّة- قال النبيّ صلي الله عليه و آله: من کنت مولاه فعليّ مولاه. فأنزل اللَّه: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ».[4] .

780- تاريخ بغداد عن أبي هريرة: من صام يوم ثمانية[5] عشر من ذي الحجّة

[صفحه 279]

کتب له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ؛ لمّا أخذ النبيّ صلي الله عليه و آله بيد عليّ بن أبي طالب فقال: ألست وليّ المؤمنين؟! قالوا: بلي يا رسول اللَّه! قال: من کنت مولاه فعليّ مولاه. فقال عمر بن الخطّاب: بخٍ بخٍ لک يابن أبي طالب؛ أصبحتَ مولاي ومولي کلّ مسلم، فأنزل اللَّه: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ».[6] .

781- الإمام عليّ عليه السلام: إنّ بولايتي أکمل اللَّه لهذه الاُمّة دينهم، وأتمّ عليهم النَّعَم، ورضي إسلامهم؛ إذ يقول يوم الولاية لمحمّد صلي الله عليه و آله: يا محمّد، أخبرهم أنّي أکملتُ لهم اليوم دينَهم، ورضيتُ لهم الإسلام ديناً، وأتممتُ عليهم نعمتي، کلّ ذلک مَنّ مِن اللَّه عليَّ؛ فله الحمد.[7] .

782- عنه عليه السلام: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: بُني الإسلام علي خمس خصال: علي الشهادتين، والقرينتين- قيل له: أمّا الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟! قال: الصلاة والزکاة؛ فإنّه لا يقبل إحداهما[8] إلّا بالاُخري- والصيام، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، وختم ذلک بالولاية، فأنزل اللَّه

[صفحه 280]

عزّوجلّ: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا».[9] .

783- عنه عليه السلام: إنّ اللَّه تبارک اسمه امتحن بي عباده، وقتل بيدي أضداده، وأفني بسيفي جحّاده، وجعلني زلفةً للمؤمنين، وحياض موت علي الجبّارين، وسيفه علي المجرمين، وشدّ بي أزر رسوله، وأکرمني بنصره، وشرّفني بعلمه، وحباني بأحکامه، واختصّني بوصيّته، واصطفاني بخلافته في اُمّته.

فقال صلي الله عليه و آله وقد حشده المهاجرون والأنصار وانغصّت بهم المحافل: أيّها الناس! إنّ عليّاً منّي کهارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. فعقل المؤمنون عن اللَّه نطق الرسول إذ عرفوني أنّي لست بأخيه لأبيه واُمّه کما کان هارون أخا موسي لأبيه واُمّه، ولا کنت نبيّاً فاقتضي نبوّة، ولکن کان ذلک منه استخلافاً لي کما استخلف موسي هارون عليهاالسلام حيث يقول: «اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ».[10] .

وقوله صلي الله عليه و آله حين تکلّمت طائفة فقالت: نحن موالي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فخرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي حجّة الوداع ثمّ صار إلي غدير خمّ، فأمر فأصلح له شبه المنبر، ثمّ علاه وأخذ بعضدي حتي رُئي بياض إبطيه، رافعاً صوته قائلاً في محفله: من کنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وآلِ من والاه وعادِ من عاداه. فکانت علي ولايتي ولاية اللَّه وعلي عداوتي عداوة اللَّه.

وأنزل اللَّه عزّ وجلّ في ذلک اليوم «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ

[صفحه 281]

نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا»[11] فکانت ولايتي کمال الدين ورضا الربّ جلّ ذکره، وأنزل اللَّه تبارک وتعالي اختصاصا لي وتکرّماً.[12] .

784- الإمام الباقر عليه السلام- في قوله: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ»-: نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام خاصّة، دون الناس.[13] .

785- علل الشرائع عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري: أنّ العالم- يعني الحسن بن عليّ عليهاالسلام- کتب إليه: إنّ اللَّه تعالي- بمنّه ورحمته- لمّا فرض عليکم الفرائض لم يفرض ذلک عليکم لحاجة منه إليه، بل رحمةً منه إليکم، لا إله إلّا هو؛ ليميز الخبيث من الطيّب، وليبتلي ما في صدورکم، وليمحّص ما في قلوبکم، ولتتسابقوا إلي رحمته، ولتتفاضل منازلکم في جنّته. ففرض[14] عليکم الحجّ والعمرة، وإقام الصلاة، وإيتاء الزکاة، والصوم، والولاية.

وجعل لکم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض، ومفتاحاً إلي سبيله. ولولا محمّد صلي الله عليه و آله والأوصياء من ولده کنتم حياري کالبهائم؛ لا تعرفون فرضاً من الفرائض، وهل تدخل قرية إلّا من بابها!!

فلمّا منّ اللَّه عليکم بإقامة الأولياء بعد نبيّکم صلي الله عليه و آله، قال اللَّه عزّوجلّ: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا» وفرض عليکم لأوليائه حقوقاً، فأمرکم بأدائها إليهم.[15] .

[صفحه 282]

786- تاريخ اليعقوبي: قد قيل إنّ آخر ما نزل عليه [النبيّ صلي الله عليه و آله]: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا»، وهي الرواية الصحيحة الثابتة الصريحة. وکان نزولها يوم النصّ علي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه بغدير خُمّ.[16] .

[صفحه 283]



صفحه 279، 280، 281، 282، 283.





  1. المائدة: 3.
  2. تاريخ دمشق: 237:42، الدرّ المنثور: 19:3.
  3. في المصدر: «ثماني» والصحيح ما أثبتناه.
  4. الدرّ المنثور: 19:3 نقلاً عن ابن مردويه والخطيب وابن عساکر، تذکرة الخواصّ: 30 وفيه من «من کنت مولاه...».
  5. في المصدر: «ثمان عشرة»، والصحيح ما أثبتناه کما في تاريخ دمشق.
  6. تاريخ بغداد: 4392:290:8، تاريخ دمشق: 233:42 و ص 8739:234 وفيه «مولي» بدل «ولي»، البداية والنهاية: 350:7، المناقب لابن المغازلي: 24:19 وفيه «ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم»بدل «ألست وليّ المؤمنين»، شواهد التنزيل: 210:200:1 نحوه إلي «يا بن أبي طالب»، فرائد السمطين: 44:77:1، المناقب للخوارزمي: 184:156 کلاهما نحوه وفيهما إلي «مولي سحلّ مسلم»؛ الأمالي للصدوق: 2:50، روضة الواعظين: 384 وفيهما «أولي بالمؤمنين» بدل «وليّ المؤمنين»، الأمالي للشجري: 42:1 و ص 259.
  7. الخصال: 4:415 عن يزداد بن إبراهيم عمّن حدّثه من أصحابنا، الأمالي للطوسي: 351:205 عن المفضّل بن عمر، بصائر الدرجات: 4:201 عن يزدان بن إبراهيم عمّن حدّثه من أصحابه وکلّها عن الإمام الصادق عليه السلام.
  8. في المصدر: «أحدهما» وهو تصحيف.
  9. الأمالي للطوسي: 1134:518 عن المجاشعي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام وعن محمّد بن جعفر عن أبيه الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام، بحارالأنوار: 29:379:68.
  10. الأعراف: 142.
  11. المائدة: 3.
  12. الکافي: 4:26:8 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عليه السلام.
  13. تفسير فرات: 124:119 عن يقطين الجواليقي عن الإمام الصادق عليه السلام.
  14. في المصدر: «ففوض» وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه کما في بقيّة المصادر.
  15. علل الشرائع: 6:249، تحف العقول: 485، الأمالي للطوسي: 1355:655، رجال الکشّي: 1088:845:2.
  16. تاريخ اليعقوبي (طبعة النجف الأشرف- مطبعة الغري): 32:2، وفي الطبعة المعتمدة (43:2) ما لفظه «وکان نزولها يوم النفر علي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه، بعد ترحّم» وهو تحريف.