تعليق











تعليق



إنّ ما ذکرناه في هذا البحث تحت عنوان «أحاديث العصمة» يمثّل قسماً من الأدلّة علي عصمة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام. ووردت في ثنايا کتابنا أدلّة اُخري ضمن عناوين متنوّعة؛ کأحاديث الهداية وغيرها.

کما استعرضنا في کتاب «أهل البيت في الکتاب والسنّة» أدلّة أهمّ منها؛ من جملتها: آية التطهير، التي تدلّ بوضوح علي طهارة ونزاهة أهل البيت عليهم السلام

[صفحه 249]

- ومنهم الإمام عليّ عليه السلام- من کلّ رجس. کما تحدّثنا عن حديث الثقلين الوارد عن النبيّ صلي الله عليه و آله في غير موطن بألفاظ متنوّعة ومضمون واحد، ومنها أنّه قال:

إنّي تارکٌ فيکم ما إن تمسّکتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: کتاب اللَّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي. ولن يتفرّقا حتي يردا عليَّ الحوض، فانظروا کيف تخلفوني فيهما.[1] .

فحديث الثقلين آية علي عصمة أهل البيت عليهم السلام علميّاً وعمليّاً؛ إذ إنّه يجعل التمسّک بهم عصمة من الضلال، ولن يتحقّق هذا إلّا بأن يکونوا مهديّين مَصُونين من الخطأ والضلال، ومحال أن يهدي إلي الهدي من هو غير مصون من الخطأ في العلم والعمل.

وبعبارة اُخري، إنّ من يجعله اللَّه هادياً للاُمّة ومطهّراً من الرجس، ويتعاهده رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في ظلّ تربيته وتعليمه منذ البداية، وينقل إليه علومه، ويجعله وارثاً للعلوم الإلهيّة، ويثني عليه بعناوين مختلفة منها: «إنْ أخذتم به لن تضلّوا»، و«عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ»، و«عليّ مع الحقّ والحقّ معه»، و«هذا الصدّيق الأکبر، وهذا فاروق الاُمّة، يفرّق بين الحقّ والباطل»، و«أنت تبيّن لاُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي»... لا يمکن قطعاً أن يکون مجتهداً ربّما يصيب وربّما يُخطئ! بل إن له روحاً مطهّرة وقلباً مستنيراً بالهداية الربّانيّة، ولن يخطو في طريق الضلال أبداً. إنّه شريک القرآن، وحليف الحقّ، وسيرته «فاروق»، وتفسيره للدين حجّة قاطعة.

[صفحه 251]



صفحه 249، 251.





  1. سنن الترمذي: 3788:662:5.