ثلاث لعلي وددت أن تكون لي واحدة منهن











ثلاث لعلي وددت أن تکون لي واحدة منهن



(الحديث الثاني و الاربعون) (مناقب الخطيب الموفق بن احمد الخوارزمي الحنفي ص 187) أخرج بسنده عن عبد الله بن عمر قال: ثلاث لعلي وددت أن تکون لي واحدة منهن کانت أحب الي من حمر النعم، تزوجه بفاطمة، و إعطاؤه الراية يوم خيبر، و آية النجوي.

(قال المؤلف) تقدم حديث نحوه في امرين و الامر الثالث قضية النجوي و هي قضية مشهورة معروفة، و هي من خصائص الامام عليه السلم لا يشارکه فيها أحد من الصحابة و قد اتفق المحدثون و المفسرون علي ذلک، ففي کفاية الطالب للکنجي الشافعي (ص 52) قال: (الباب التاسع و العشرون في أن آية النجوي عمل بها علي عليه السلم دون ساير الصحابة ثم نسخت فلم يعمل بها احد)، ثم روي بسنده عن علي بن علقمة الانماري عن علي بن ابي طالب عليه السلم قال لما نزلت (ياآيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواکم صدقة) دعاني رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم فقال لي ما تري دينارا فقلت لا يطيقونه، قال: کم قلت حبة أو شعيرة (من ذهب) قال انک لزهيد فنزلت (أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواکم، الآية) قال علي عليه السلم فبي خفف الله عن هذه الامة و لم تنزل في احد قبلي، و لا نزلت في احد بعدي، و لا عمل بها احد غيري، قال ابن عمر کان لعلي بن ابي طالب ثلاث لو کان لي واحدة منهن کانت احب الي مما طلعت عليه الشمس، تزويجه فاطمة، و إعطاؤه الراية، و آية النجوي، قال مجاهد، نهوا (أي الصحابة) عن مناجاة

[صفحه 56]

النبي صلي الله عليه (و آله) و سلم حتي يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن ابي طالب قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت الرخصة فکانت الصدقة عند النجوي فريضة من الله، فهذه الآية من کتاب الله لم يعمل بها علي عليه السلم (ثم قال الکنجي) قلت و في ذلک خصيصة و فضيلة لا تخفي علي اولي الالباب، و شهرته عند أئمة الحديث تغني عن الکلام عن سنده، قال ابن جرير الطبري اجمع المفسرون علي انه لم يعمل بها علي (انتهي).

و قد تقدم شطر قليل في معني الآية ففيما ذکرناه کفاية، و إليک الاشارة إلي بعض من أخرج هذه القضيه من علماء الحنفية و الشافعية (فمنهم) العلامة جار الله محمود بن عمر الحنفي في الکشاف (ج 2 ص 443) طبع مصر سنة 1308 (و منهم) أبو جعفر الطبري صاحب مذهب الطبرية في تفسيره المعروف بتفسير الطبري (ج 28 ص 14) طبع مصر سنة 1321 ه (و منهم) محمد بن السائب الکلبي في تفسيره (ج 4 ص 105) طبع مصر 1355 ه (و منهم) السيوطي الشافعي في تفسيره الدر المنثور (ج 6 ص 185) (و منهم) علاء الدين المعروف بالخازن في تفسيره المعروف بتفسير الخازن، و اسمه (لباب التأويل و معاني التنزيل) (ج 4 ص 242) (و منهم) إبراهيم بن معقل النسفي الحنفي في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 4 ص 242) و اسم تفسير النسفي (مدارک التنزيل و حقائق التأويل) و في هذا التفسير خاصة ذکر تفصيل قضية النجوي و بما تصدق به أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلم و بما سأل عنه و هي عشرة مطالب مهمة تقدم بيانها، و قال في آخر کلامه: فلما فرغ أمير المؤمنين عليه السلم من أ سئلته نزل نسخها (أي نسخ الآية).

[صفحه 57]


صفحه 56، 57.