الحجة علي صحة خبر الغدير
مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»[1] . فجعل لأمير المؤمنين عليه السلام من الولاء في أعناق الامة مثل ما جعله الله له عليهم مما أخذ به إقرارهم، لأن لفظة «مولي» تفيد ما تقدم من التقرير من ذکر الأولي، فوجب أن يريد بکلامه الثاني ما قررهم عليه في الأول، و أن يکون المعني فيهما واحدا حسبما يقتضيه استعمال أهل اللغة و عرفهم في خطابهم. و هذا يوجب أن يکون أميرالمؤمنين عليه السلام أولي بهم من أنفسهم، و لا يکون أولي بهم إلا و طاعته فرض عليهم و أمره و نهيه نافذ فيهم، و هذه رتبة الامام في الأنام قد و جبت بالنص لأمير المؤمنين عليه السلام. و اعلم- أيدک الله- أنک تسأل في هذا الدليل عن أربعة مواضع: أولها: أن يقال لک: ما حجتک علي صحة الخبر في نفسه، فإنا نري من يبطله؟ و ثانيها: أن يقال لک: ما الحجة علي أن لفظة «مولي» تحتمل «أولي» و أنها أحد أقسامها ؟ و ثالثها: إذا ثبت أنها أحد محتملاتها، فما الحجة علي أن المراد بها في الخبر «الأولي» دون ما سوي ذلک من أقسامها؟ و رابعها: ما الحجة علي أن «الأولي» هو الإمام، و من أين يستفاد ذلک في الکلام؟ [صفحه 39]
اعلم أنه مما يدل أنه المنصوص بالامامة عليه ما نقله الخاص و العام من أن رسول الله صلي الله عليه و آله لما رجع من حجة الوداع نزل بغدير خم
صفحه 39.