مقدمة المؤسسة











مقدمة المؤسسة



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وعلي أهل بيته الطيبين الطاهرين.

وبعد:

فليس هناک ثمة شک بأن التراث العقائدي لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، بوسعته المناظرة لسعة الفکر الاسلامي المبارک و امتداداته الکبيرة، قد فتح الابواب مشرعة و واسعة قبالة خريجي هذه المدرسة و روادها، و المتزودين من معينها النقي الصافي، فاغترفوا منه قدر ما أحاطت به أکفهم أو دلاؤهم، و طوال الحقب المتلاحقة و المتوالية علوماً فياضة متنوعة أغنت المکتبة الاسلامية و منحتها الکثير من البعد الفکري الرصين، و الثقل العقائدي المتين.

و لا مغالاة في القول بأن الاستقراء المبتني علي الدراسة الموضوعية لجملة المناهج العقائدية التي ترتبط بشکل عضوي بأصل العقيدة الاسلامية، و تستند في مدعياتها عليها يظهر بوضوح و جلاء الارتکاز المتجذر للاطروحات المتبناة في تلک المدرسة المبارکة بعيداً في العمق الفکري للعقيدة الاسلامية النقية، فلا غرو ان تجد تلک الحجية القاطعة لهذه الاطروحات، و امتلاکها الدليل الواقعي علي صوابها قبال غيرها من الاطروحات الاخري.

و لعل مسألة الامامة و الخلافة من أهم المسائل التي ابتليت بها الامة

[صفحه 6]

الاسلامية، عملا و اعتقاداً، و تعرضت للکثير من البحث و الجدال و المناقشة، و خضعت في التعاطي معها الي القرار السياسي الصادر عن مراکز الحکم الدخيلة و الغريبة- معني و مفهوما- عن الاصل الثابت الذي تنادي بها الشريعة الاسلامية، و تدعو المسلمين الي التعبد به.

و من هنا فان الثابت المقطوع به کون علماء الشيعة مع مفکريهم لم يدخروا جهدا في ايضاح المفهوم العقائدي السليم لاصل الامامة في الفکر الاسلامي بعيداً عن التفسيرات القريبة و الممجوجة التي تحاول جاهدة و دون جدوي استلال دليل ما من هنا و هناک لا يجاد موطئ قدم لمدعيتها المعارضة للاطروحة السليمة الي تنادي بها المدرسة الامامية علي امتداد الدهور والعصور.

فقول الشيعة الامامية بوجود النص الصريح و القطعي علي خلافة علي عليه السلام لرسول الله صلي الله عليه و اله، و امتداد ذلک الي أولاده من الائمة المعصومين عليهم السلام، لم يأت من خواء، و لم يصدر عن فراغ قطعاً و کما هو معلوم، بل يعضده الدليلان: العقلي و النقلي، و المترجمان کثيراً في کتب الاصحاب منذ دهور طويلة و بعيدة الغور.

و الرسالة الماثلة بين يدي القارئ الکريم هي انموذج و احد من تلک النتاجات الغنية التي ترجمها اولئک المفکرين في هذا المنحي المهم، والتي اعتمدت واقعة الغدير کدليل علي امامة أميرالمؤمنين علي عليه السلام.

و کانت هذه الرسالة قد نشرت علي صفحات مجلة تراثنا في عددها الحادي والعشرين، من سنتها الخامسة (شوال/ 1410 ه) بتحقيق المحقق الفاضل الاستاذ علاء آل جعفر، و الصادر بمناسبة مرور )1400( عام علي واقعة غدير خم المبارکة. و استمراراً مع خطة المؤسسة باستلال جملة الرسائل المنشورة علي صفحات مجلة تراثنا فقد بادرنا الي تقديم هذه الرسالة مستقلة بين يدي القارئ الکريم.

والحمد لله أولاً و اخراً.

مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث / قم

[صفحه 7]


صفحه 6، 7.