كيف اقتحم الإمام حصون خيبر











کيف اقتحم الإمام حصون خيبر



کان اليهود يشکِّلون خطراً کبيراً في الجزيرة العربية، وکانوا يتحصنون بمواقع جيدة، ربما تشبه مستعمراتهم اليوم في أرض فلسطين. وکانوا قد نقضوا عهدهم مع الرسول، وشارکوا في حرب المشرکين في الأحزاب ضد المسلمين، فلما استراح المسلمون من شر قريش، بسبب صلح الحديبية السابق، انعطف النبي (ص) بأصحابه علي أعظم قلاعهم في خيبر وحاصرها. وکان النبي (ص) يبعث کل يوم قائداً من المسلمين لاقتحامها فيعود خائباً. ويروي ابن إسحاق أن النبي (ص) بعث أبابکر ثم عمر، فما فتح الله علي أيديهما شيئاً. وبعث غيرهما فعادوا جميعاً خائبين، فقال کلمته المعروفة: «والله لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله». فتمني کلٌّ أن يکون هو!. لعلمهم بأن عليّاً أرمد العينين، ولکنه حين أصبح نادي أين علي؟ فلما جي ء به معصَّب العين من شدة الألم، مسح عليها فأزال الله مرضها واندفع الإمام يحمل راية النصر، واشتبک مع طلائع اليهود، وقتل بطلهم المعروف (مرحباً) بضربة صاعقة قدَّت مغفرته، ووصلت إلي أضراسه، فولّي اليهود منهزمين إلي حصونهم التي اقتحمها الإمام (ع) وقلع باب خيبر العظيم وتترَّس به، وکانت تلک من آيات النصر الإلهي التي تجلت علي يد أميرالمؤمنين علي (ع). وبعد عودة المسلمين إلي المدينة، ونقض قريش لمعاهداتهم في صلح الحديبية الذي کتب الإمام بُنودَه، استعدَّ الرسول (ص) لفتح مکة. وکان يريدها مفاجأة، إلاّ أن بعض ضعفاء النفوس تجسس لقريش مجاناً، فکتب رسالة إليهم ينبأهم بخبر التعبئة، وسلَّمها لزوجته وسارت بها إلي مکة، وأنبأ جبرائيل النبي (ص) بذلک فسيّر إليها عليّاً والزبير. فلما أوقفاها، أنکرت وعاد الزبير أدراجه، إلاّ أن الإمام امتشط سيفه، وأنکر علي الزبير رقته لها، وقال: إن رسول الله يخبرنا بأنها تحمل کتاباً إلي أهل مکة، وتقول أنت بأنها لاتحمل شيئا؟. ثم قال للمرأة: والله إن لم تخرجي الکتاب لأکشفنک. فأخرجت له الکتاب من عقيصتها. وهکذا حافظ الإمام- بأمر من الرسول- علي سرِّية الحرکة، وسار الجيش البالغ اثنا عشر ألف مقاتل، وأعطي الرسول الراية لعلي (ع) الذي دخل مکة وهو يقول: اليوم يوم المرحمة، إيذاناً بالعفو العام الذي أصدره النبي (ص) بعدئذ، وقال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء. وحطم الأصنام التي علي الکعبة، حيث حمل النبي (ص) الإمام وأمره بأن يحطم أصنام قريش، ففعل (ع).