تمهيد











تمهيد



الحمد لله، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين

حين يقف المرء علي محيط بعيد الشواطئ، عالي الموج يتردد کثيراً قبل ان يخوض غماره؟ کذلک ترددت، قبل أن أقرر الکتابة حول أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، بل بيَّضت بعض الأوراق قبل عشرين عاماً بحياة إمام المتقين، ولمّا أکملها حتي اليوم. ولولا أني فرضت علي نفسي ذلک، بالنذر لَمَا اقتحمت هذه العقبة. ولکن، إذا کانت حياته بحراً زخاراً واسع الأطراف، أفلا يخسر من لا يبل غليله منه ولو بقطرة؟.. فهذه السحب الخيرة لاتزال تروي الأراضي الموات، أکثر من ألف عام فَيُحييها الربُّ بها، أفلا أعرض قلبي لها، فلعل الله يُحييه فيما يُحيي؟حياته الفذة التي تکاد لا تنتهي عِبَرُها، أفلا أجعلها نبراساً في ظلمات دهري؟ بلي. والتزاماً مني بأسلوب هذه السلسلة (قدوة وأسوة) اجتهدت في لملمة أطراف الموضوع قدر المستطاع، وأسأل الله ان يوفقني بفضله لإتمام المشروع، إنه ولي التوفيق.