علي نقي اللكهنوي











علي نقي اللکهنوي



(1325 ه-...)

السيد علي بن إبراهيم بن محمد تقي بن حسين ابن المجتهد السيد دلدار علي النقوي، من علماء القرن الرابع عشر الهجري.

ولد المترجم له في الهند عام 1325 ه 1907 م، وهاجر الي النجف الأشرف وهو شاب يافع فاتصل بالسيد محمد صادق بحر العلوم. وکان ذکيا فانبري يقرأ الکثير من کتب الأدب، عاد إلي الهند بعد نيله الاجتهاد فأصبح المرجع في بلاده.

نشر في النجف عدة کتب منها: کشف النقاب عن عقائد محمد بن عبدالوهاب (مطبوع)، الإمام الثاني عشر، ولم يتيسَّر لنا الاطلاع بعد ذلک علي مجمل ترجمته.

ومن شعره موشحة في ميلاد الإمام علي عليه السلام قوله:


من بدا فازدهر البيت الحرام
وزهت منه ليالي رجبِ


طرب الکون لبشر وهنا
إذ بدا الفخر بنور وسنا


وأتي الوحيُ ينادي معلنا
قد أتاکم حجة اللَّه الإمامْ


وأبوالغر الهداة النجبِ

خصه الرحمن بالفضل الصراحْ
ومزايا أشرقت غراً وضاحْ


وسما منزلة هام الضراح
فغدا مولده خير مقام

[صفحه 230]

طأطأت فيه رؤوس الشهبِ

تلکم فاطمة بنت أسدْ
أمَّت البيت بکرب وکمدْ


ودعت خالقها الباري الصمد
بحشاً فيه من الوجد الضرام


قد علته قبسات اللهب

بينما کانت تناجي ربها
وإلي الرحمن تشکو کربها


وإذا بالبِشْر غشّي قلبها
من جدار البيت إذ لاح ابتسام


عن سنا ثغر له ذي شنبِ

فتق الزهر أم انشقَّ القمرْ
أم عمود الصبح بالليل انفجرْ


أم أضاء البرق فالکون ازدهر
أم بدا في الأفق خرقٌ والتئام


فغدا برهان معراج النبي

أم أشار البيت بالکف ادخلي
واطمئني بالإلهِ المفضل


فهنا يولد ذو العليا (علي)
من به يحظي حطيمي والمقام


وينال الرکن أعلا الرتبِ

ولد الطاهر ذاک ابن جلا
من سما العرش جلالا وعلا


فله الأملاک تعنو ذللا
وبه قد نشر الرسْل العظام


قومهم فيما خلا من حقبِ

ان يک البيت مطافاً للأنامْ
فعليٌّ قد رقي أعلي سنامْ


إذ به يَطَّوف البيت الحرام
وسعي الرکن إليه لاستلام


فغدا يزهو به من طربِ

لم يکن في البيت مولوداً سواهْ
إذ تعالي عن مثيل في علاهْ


أوتي العلم بتعليم الإله
فغذاه درَّه قبل الفطام

[صفحه 231]

يرتوي منه بأهني مشربِ

صغر الکون علي سؤددهِ
وانتمي الوحي إلي محتدهِ


بشر الشيعة في مولده
واقصدوا العلامة الحبر الإمام


منبع العلم مناط الأدبِ

وله في ميلاد أميرالمؤمنين علي عليه السلام معارضاً قصيدة إيليا ابي ماضي:


طرب الکون من البشر وقد عم السرورْ
وغدا القمْريُّ يشدو في ابتسام للزهور


وتهانت ساجعاتٍ في ذري الأيک الطيور
لم ذا البشر؟ وما هذي التهاني؟


لست أدري


أشرقت طلعةُ نورٍ عمَّت الکون ضياءا
لا أري بدراً علي الأفق ولم أبصر ذکاءا


وتفحّصت فلم أدرک هناک الکهرباءا
فبماذا ضاء هذا الکون نوراً؟


لست أدري


قمتُ أستکشف عنه سائلا هذا وذاکْ
فرأيتُ الکلَّ مثلي في اضطراب وارتباک


واذا الآراء طرّاً في اصطدامٍ واصطکاک
وأخيراً عمها العجز فقالت:


لست أدري

[صفحه 232]

وإذا نبهني عاطف في الحب الدفينْ
وتظنَّنتُ وظنُّ الألمعيْ عينُ اليقين


إنه ميلاد مولانا أميرالمؤمنين
فدعِ الجاهل والقول بأني


لست أدري


لم يکن في کعبة الرحمن مولود سواهْ
إذ تعالي في البرايا عن مثيل في علاه


وتولي ذکره في محکم الذکر الإله
أيقول الغَرّ فيه بعد هذا:


لست أدري


أقبلت فاطمةٌ حاملة خير جنينْ
جاء مخلوقاً بنور القدس لا الماء المهين


وتردّي منظر اللاهوت بين العالمين
کيف قد أودع في جنب وصدرِ


لست أدري


لست أدري غير أن البيت قد ردَّ الجوابْ
بابتسامٍ في جدار البيت أضحي منه باب


دخلتْ فانجاب فيه القشر عن محض اللباب
إنما أدري بهذا، غير هذا..


لست أدري

[صفحه 233]

ولد الطهر (عليٌّ) مَن تسامي في علاهْ
فاهتدي فيه فريقٌ وفريق فيه تاه


ضلَّ أقوام فظنّوا أنه حقاً إله
أم جنون العشق هذا لا يجاري؟


لست أدري

[صفحه 234]


صفحه 230، 231، 232، 233، 234.