رثاء أميرالمؤمنين
غاب ضوء النهار قبل انقضائه واذکر النسر عالياً لم يُدَنّس يکسف الشمس بالجناح عريضاً في خضمٍّ من الضياء رحيب زوج بنت الرسول خلقک أسمي شيمة النور أن يظلّ نقياً يا أمير البيان نهجک بحر متعة السمع والقلوب رواءً يا أمير الزهّاد صيتک أنقي يا يمين السفاح شلَّت يمينٌ لم يرعه الإمام وهو يصلي ومشي الليث للعرين جريحاً قال مدّوا له الفراش وثيراً فاذا عشت فالجروح قصاص جهش المسجد اليتيم بکاءً وبکي الشط والفرات وغاضت [صفحه 228] فقدت عِزّة الحجاز علياً واشرأبت تهامة وعسير وأخيراً فقد وضع لملحمته هذه المسماة عيد الغدير خاتمة مطلعها: يا إله الأکوان أشفق عَليّا ثم يقول: أنت ألهمتني مديح عليّ وتخيّرتَ للأمير وأهل ال هکذا کان صهر أحمد يضفي هو فخر التاريخ لا فخر شعب لا تقل شيعةٌ هواةُ عليّ يا عليّ العصور هذا بياني أنت سلسلت من جمانک يا أمير البيان هذا وفائي جلجل الحق في المسيحيّ حتي فإذا لم يکن عليّ نبيّاً سفر خير الأنام من بعد طه يا سماءُ اشهدي ويا أرض قرّي بيروت في حزيران سنة 1948 وله في غير هذه الملحمة قوله: أنا مولي من حباه ربّه لست مولي الخاطب الوغد الذي [صفحه 229]
وهنا يضع الشاعر آخر قطرة من مداد قلمه ليرثيه بهذه القصيدة التي نقتطف منها هذه الأبيات:
هات يا شعر أدمعاً لرثائه
فالأثير الطهور في أجوائه
ويسد الفضاء رحب فضائه
صبَّ فيه الإله فيض بهائه
من مناط العيُّوق في إسرائه
لا يمسّ الغبار کُنْهَ صفائه
تتلاقي الأرواح في أثنائه
وزئير الأقدار في أنوائه
من جبين العذراء قبل اصطلائه
حملت للإمام يوم انتهائه
والملاک السميع في إصغائه
مرسلاً طرفه إلي أجوائه
وأعدّوا أطايباً لغدائه
وإذا متّ حان يوم انقضائه
حين غاب الإمام من فقهائه
زقزقات الهزار في غينائه
خاتم الراشدين من أمرائه
وتنادت جبالها لبکائه
لا تمتني غِبّ العذاب شقيّا
فهمي غيدقُ البيان عَلَيّا
-بيت قلباً آثرته عيسويّا
نبله مل ء سرحة الدهر فَيّا
يدّعيه ويصطفيه وليّا
إن في کل منصف شيعيّا
صغت فيه وحي الإمام جليّا
للفصحي ونسَّقت ثوبها السحريّا
أحمد اللَّه أن خُلِقت وفيّا
عُدَّ من فرط حبِّه علويّا
فلقد کان خلقه نبويّا
ما رأي الکون مثله آدميّا
واخشعي إنني ذکرت عليّا
بالرضا فاطمة زين العربّ
رُدَّ بالخيبة لمّا أن خطبْ
صفحه 228، 229.