صفين











صفين



وله قصيدة بعنوان صفين يقول فيها:


وقف الطامع الحريص ابنُ هند
يرسل الطرف من ذري (قاسيونا)


أيخلِّي هذي الرياض وينحو
جانب البيد خاسراً محزونا


فليثرها خلافة ويَذرّ ال
-تبر ذرّا، فالمال يعمي العيونا


وليطالب بدمِّ عثمان، ولين
-شر قميصاً به يثير الشؤونا


سار والجند طوّع لابن هند
کالدمي في أنامل اللاعبينا


وأتاهم للحرب، أقطع خلق ال
-لّه سيفاً، وأصدق الناس دينا


بشيوخ المهاجرين، وأنصا
رٍ صحابٍ، وأهل بدرٍ مئينا


واستحرَّ القتال حتي تغطت
جبهة السهل بالنجيع سخينا


وأراد الأمير حجب دماء
لم يرقها إلّا نبيلا ضنينا


أغبياء لعلّ فيهم بريئاً
إن يکن في أميَّةٍ مسلمونا


فدعا للبراز صلّاً عجيباً
يعجز العين جلده تلوينا


قال عمرو هيَّا معاويَ فابرز
هکذا ينصف القرين القرينا


فأجاب الروّاغ يا عمرو ماذا
أتراني مغامراً مجنونا


ما سئمت الحياة بعد، فمن يل
-قَ عليّاً، فقد أحب المنونا


ضجّ جند الشآم من هول حرب
وتولي أبطالهم مدبرينا


وابن هند خلا بعمرو مشيرا
يرقب الوحي هابطاً من (سينا)


قال يا عمرو من دهائک أغدق
کاد سيف ابن هاشم يفنينا

[صفحه 222]

قال عمرو: علي الرماح ارفعوا القر
آن ختلاً فتخدعوا المتقينا


نشروها مصاحفاً وتنادي ال
-جند هيّا إخواننا أنصفونا


مزَّق المکر شمل صحب علي
فاذا هم کتائب حائرونا


صاح (عمَّارهم) الي الموت هبُّوا
ظِلُّ (طوبي) وَرَوحُها يدعونا


فاستجابت کتيبة لنداء ال
-شيخ، جازت سنونه التسعينا


جندل السيف صاحباً لرسول ال
-لّهِ من خير صحبه الأکرمينا


مصرع الشيخ فضّ صبر علي
فبکي الصاحب الجليل الخدينا


وامتطي صهوة الجواد ونادي
أين أنتم معاشر المؤمنينا


يا لها حملة کزعزاع ريح
تفرش الأرض في الکروم غصونا


زغرد السيف، ذو الفقار، فلا يب
-غي قراباً، إلّا الکلي والوتينا


أيّ ترس سوي المصاحف ينجي
عسکر الشام أعولوا باکينا


يستغيثون يا أباالحسن الصدّ
يق أشفق فإننا قد فنينا


إن تُبدنا فقد أبدت الذراري
واليتامي ترکتهم جائعينا


فعل المکر في صحاب علي
فاذا هم کعوسج شائکونا


ألجأوه للصلح ما حيلة الم
-لاّحِ إن تصبح المياه غرينا


کلما هيَّأ الشراع لسير
أنبت الوحل حوله تنينا

[صفحه 223]


صفحه 222، 223.