يوم الجمل











يوم الجمل



وعن يوم الجمل يقول:


أصبح السهل ضفتين من الأب
-طال عَدّ الحصي عُلوَّ الرمال


بين بحرين برزخٌ من عداهُ
لزمته عواقب الأهوال


وقف القائد الأمير کئيباً
کوقوف الولهان بالأطلال


قال لا تبدهوا العدو بحربٍ
علّ فيهم إفاقة من ضلال


وإذا بالسهام، من ضفة الأع
-داء، تهمي تدفق الشلال


عيل صبر الأبطال، صحب علي
فتنزّت قلوبهم للنزال


جاء عبدالرحمن، نجل أبي بک
-ر، يقول انتهي زمان المطال


إن إخواننا يخرّون صرعي
أترانا نموت موت السخال


حقک الحق يا أمير فدعنا
ننصرف أو نمت بظل المعالي


رفع الليث طرفه في خشوع
في انکسار اليتيم، قبل السؤال


قال: يا مبصر الغيوب، وذات ال
-عدل، والجود، والعليم بحالي


لنتُ حتي مرونة الغصن دوني
واتضاع الشذا ولطف الظلال


کثر القتل في اليمين وطار ال
-ريش من مقدم الجناح الشمال


وعلي نعسان يخفق طرفاً
کخفوق الغصون في الآثال


أغبر الوجه جاءه (ابن جهين)
ضَيِّقَ الصدر، واسعَ البلبال


أدرکِ الناس يا أباالحسن الصن
-ديد فالجيش في طريق الزوال


فاستفاق الأمير کالليث مجرو
حاً يشق الطريق في الأدغال

[صفحه 220]

وأتوه ببغلة لرسول ال
-لّهِ صارت إلي الحبيب الغالي


شق بين الصفوف سمتاً عريضاً
کطريق الشعاع في الأظلال


وتراءت له (حنين) و (بدر)
فاستجدّ الشباب غب اکتهال


وأغار الصنديد فالحرب دالت
واستحال الذؤبان سرب رخال


ومشت بغلة الرسول علي الأ
بطال تفري وجوههم بالنعال


وأبي ذو الفقار أن يستحمّ ال
-يوم إلا بمهجة الأقيال


وأذاع الأمير لا تقتلوا الجر
حي ورفقاً بهارب مجفال


فأشاروا عليه ان يقتل الأس
-ري وفيهم سلالة الأصلال


قال بل رحمة لمن يتزکّي
للمصلين، رحمة للعيال


جمع الأبعدين قلب عليّ
همة الليث في صفاء الزلال


إنما الحق شيمة لعلي
لحمة التوأمين دون انفصال

[صفحه 221]


صفحه 220، 221.