خلافة عليّ











خلافة عليّ



مات عثمان والبلاء ازدادا
وادلهمّ النهار والهرجُ سادا


أصبح (الغافقيّ)، وهو رئيس ال
-ثائرين الألي أثاروا البلادا


ينشد النابهين، يبغي وليا
بعد عثمان يصطفيه عمادا


ودعا الفيصل الوحيد علياً
فتواري عن العيون المنادي


لم يردها خلافةً عن يد الث
-وّار تعطي وهو النبيل نجادا


وتجاروا للمسجد النبويّ ال
-بکر يمشون زمرةً وفرادي


وأتوا يُشهدون منبر طه
محکم العقد بيعة وانعقادا


(طلحة) (والزبير) والصِيد من أص
-حاب طه، والأوَّلون جهادا


والتقيّ ابن ياسر، وأبو أيّ
وبَ وجهُ الأنصارِ، خلقاً وزادا


أجمعوا هاتفين باسم علي
وعليّ ما ازداد إلا عنادا


قال ياقوم إن دنياکُمُ عن
-دي لنزر أقلّ من أن يرادا


فاتقوا اللَّه واترکوني تروني
أسلس الناس للولي انقيادا


واستداروا ببيته يقطعون ال
-ليل لغطاً فنازعوه الرقادا


قال في مسجد الرسول أُولّي
فألاقي من جُدره أشهادا


حملوه للأمر حمل عروس
في مطاوي حيائها تتهادي


وأحاطوا به إحاطة إبلٍ
حول ماء تدافعت وُرّادا


يا لشؤم الأقدار أول کفٍ
مدها طلحة فنزّت فسادا


أزهد الناس منذ ما عرف التأ
ريخ زهداً فخلّد الزهّادا

[صفحه 218]

يغمر الناس عدله بالعطايا
لا يري أعْبُداً ولا أسيادا


هاله أن يري دموع اليتامي
والمساکين تمزق الأکبادا


ويري المسرفين تنهب بيت ال
-مال في جنَّة النظام اطّرادا


طمست سنَّة الرسول، فأحيا
ها عليٌّ وجدّد الأبرادا


أيّ شرّ يلقي أبوالحسن الصن
-ديد من خبث رهطه إن حادا


زرع الشوک غيره فحرام
أن يکون المعذَّب الحصّادا


يدأب الليل والنهار فيلقي
عوسجاً جارحاً وشوکاً قتادا


هاج سخطَ القلوب نهجُ علي
في صدور تفجرت أحقادا

[صفحه 219]


صفحه 218، 219.