يوم الغدير











يوم الغدير



عاد من حجة الوداع الخطير
ولفيف الحجيج موج بحور


لجة خلف لجة کانتشار الغ
-يم صُبحاً في الفدفد المغمور


إلي أن يقول:


بلغ العائدون بطحاء (خمّ)
فکأن الرکبان في التنُّور


عرّفوه غدير خمّ وليس ال
-غور إلّا ثمالة من غدير


بلغوه لا يحمدون مقيلاً
بل يحثُّون نوقهم للمسير


وإذا بالنبي يرقب شيئاً
وهو في مثل جمدة المسحور


جاء جبريل قائلاً: يانبي ال
-لَّه بلّغ کلام رَبّ مجير


أنت في عصمة من الناس فانثر
بيِّنات السماء للجمهور


وأذعها رسالة اللَّه وحياً
سرمدياً وحجة للعصور


ودعاهم إلي السماع مناد
فاستجابوا رجع النداء الجهير


حسب طه إيماءة وتکرّ ال
-ناس کالِهيم أحدقت بالنمير


هيبة لم تکن لقيصر روما
ونفتها الأيام عن أردشير


ما دعاهم طه لأمر يسير
وصعيد البطحاء وهج حرور


وارتقي منبر الحدائج طه
يشهر السمع للکلام الکبير


أوَلا تشهدون أن لا إله
غير ربٍّ فرد رحيم غفور


وبأني عبدٌ له ورسولٌ
لم يقصِّر في النصح والتبشير


فأجابوا: بلي فقال: إلهي
أنت فاشهد لعبدک المأمور

[صفحه 214]

أيها الناس انما اللَّه مولا
کم ومولاي ناصري ومجيري


ثم إني وليُّکم منذ کان ال
-دهر طفلاً حتي زوال الدهور


يا إلهي من کنت مولاه حقاً
فعليٌ مولاه غير نکير


يا إلهي والِ الذين يوالو
ن ابن عمي وانصر حليف نصيري


کن عدواً لمن يعاديه واخذل
کل نکس وخاذل شرير


قالها آخذاً بضبع علي
رافعاً ساعد الهمام الهصور


راوياً للزمان فضل علي
باسطاً للعيون حق الوزير


حيدر زوج فاطم وأبوالسب
-طين، والرمح يوم طعن النحور


وأمير الزهّاد قبلاً وبعداً
حسبه في الطعام قرص الشعير


بثّ طه مقاله في علي
واضحاً کالنهار دون ستور


فأتاه المهنئون عيون ال
-قوم يبدون آية التوقير


جاءه الصاحبان يبتدران ال
-قول طلّا علي حقاق العبير


«بتّ موليً للمؤمنين هنيئاً
للميامين بالإمام الجدير»


عيدک العيد يا علي فان يص
-مت حسود أو طامس للبدور


تنطق البيد ناثرات علي الصح
-راء وشياً من کل زهر نضير

[صفحه 215]


صفحه 214، 215.