احد











احد



وفي معرکة أحد له:


ترک النصر في النفوس ذحولا
وبکاءً مضرجاً وعويلا


کلما قارب الضرام انطفاءً
راح (صخر) يمدّ فيه الفتيلا


زوج هند، ألدّ أعداء طه
وأخسّ الأنام خلقاً وقيلا


إلي أن يقول:


والأحابيش من رعاع أبي سف
-يان حلَّت في الطود حملاً ثقيلا


راية المشرکين في کفّ (عبدال
-دار) تدعو إلي البراز الفحولا


أرجف الأرض (طلحة) يتحدي
باسطاً للنضال باعاً طويلا


وهو في زهوة الطواويس دلّا
وزئير الأسود تمنع غيلا


وإذا بالذي يسابق درَّ ال
-غيث خلقاً وصارماً ومقولا


بعلي، يجري إليه سکوتاً
شيمة الصقر يأنف التهويلا


أوجز السيف خطبة الموت حتي
لم يشأ من جلاله أن يقولا


خفّ (عثمان) ثائراً لشقيق
ولواء لا يرتضيه ذليلا


فإذا حمزة يهزُّ قناة
خضبت رافع اللواء جديلا


ومضي ثالث الصريعين يهوي
بالردينيّ للطعان عسولا


فرماه علي الرغام علي
فاتقاه بعورة مخذولا


عورة يکشفونها، فيغضّ ال
-طرف، ليث جاز الحياة نبيلا


وانجلي النقع عن عتاد قريش
سائباً والفلول تقفو الفلولا

[صفحه 204]

فتعادي الرماة للغُنم والأس
-لاب والمال يبهر الضلِّيلا


وتناسوا أمر النبي يقول: «ال
-نبل لا غيره يصُدّ الخيولا»


واستحرّ الضرابُ، وانهزم الأب
-طال، ناسين أن فيهم رسولا


وأصيب الرأس الشريف بجرح
لفَّه اللَّه بالسنا منديلا


يتقيه (أبودجانة) حتي
طوّق النبل رأسه اکليلا


وعليّ حاط النبي بسور
من رؤوس أقام منها تلولا


ثابت والجراح مدت رداء
من عقيق غطاه إلّا قليلا

[صفحه 205]


صفحه 204، 205.