هجرة الرسول
واستبدت بالمسلمين الدوائر إلي أن يقول: مات عم النبي ليث البوادي فمضي الشر ينحر الخير نحراً بيَّتوا للنبي ميتة غدر واستنابوا لصرعة الليث ختلا واطمأن القنَّاص فالصيد باقٍ يا ذئاباً حول العرين تعاوت لفَّ بردُ النبي صدرَ عليّ هو مل ء الثوب العظيم، وطه هو يفديه بالحياة ويرضي کلما عاش مرة مات أخري رقد الليل ناعماً بفراش بات فوق الخناجر الزرق ليث إن ينم في مضاجع الموت حبّاً لوّح الصبح وانجلي عن هصور درعه الحق واليقين وقلب حبّهُ الموت هالهم فتواروا [صفحه 198]
وله من قصيدة في هجرة النبي صلي الله عليه و آله و سلم جاء فيها:
فاستطار الردي وعزّ الناصر
شيخ أُمّ القري وشيخ الحواضر
وتبارت إلي الحمام الکواسر
تحت سدل من عتمة الليل ساتر
عصبة مثلت شتيت العشائر
ولقد بات في الحبالة طائر
إن مِل ءَ العرين ليثاً خادر
فالإطار السنيُّ ضمَّ المفاخر
مل ء جفنيه والنهي والمشاعر
ألف موت به لو اللَّه ناشر
باسمَ الثغر باسمَ الوجه شاکر
حشوه الموت فالوساد مخاطر
دون أظفاره رهيف الخناجر
بالنبي العظيم فاللَّه ساهر
ثابت البأس مطمئن الناظر
بالمروءات کالخضمِّ الزاخر
کالخفافيش في ضياء باهر
صفحه 198.