مولد عليّ











مولد عليّ



وله من قصيدة في ولادة أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


سمع الليل في الظلام المديد
همسةً مثل أنة المفؤود


من خفيّ الآلام والکبت فيها
ومن البشر والرجاء السعيد


حُرَّةٌ ضامها المخاض فلاذت
بستار البيت العتيق الوطيد


صبرت فاطم علي الضيم حتي
لهث الليل لهثة المکدود

[صفحه 195]

وإذا نجمة من الأفق خفَّت
تطعن الليل بالشعاع الجديد


وتدانت من الحطيم وقرَّت
وتدلت تدلّيَ العنقود


تسکب الضوء في الأثير دفيقاً
فعلي الأرض وابل من سعود


بَسِمَ المسجد الحرام حبوراً
وتنادت حجارهُ للنشيد


هالت الأمّ صرخةٌ جال فيها
بعض شي ء من همهمات الأسود


دعت الشبل (حيدراً) وتمنت
وأکبت علي الرجاء المديد


(أسداً) سمّتِ ابنها کأبيها
لبدة الجد اهديت للحفيد


بل (علياً) ندعوه قال أبوه
فاستفزَّ السماء للتأکيد


ذلک اسم تناقلته الفيافي
ورواه الجلمود للجلمود


يهرم الدهر وهو کالصبح باقٍ
کل يوم يأتي بفجر جديد


وحبا الطفل نابهاً هاشمياً
خصب عقل وساعدٌ من حديد


ورآه النبي کنزاً صغيراً
طلعة الليث في بهاء العيد


بُدّل (القاسمَ) الفقيدَ عليّا
بدّل الدرَّ طارفاً بتليد

[صفحه 196]


صفحه 195، 196.