حميد السماوي











حميد السماوي



(1315 ه- 1388 ه)

الشيخ حميد ابن الشيخ أحمد آل عبدالرسول الشهير بالسماوي، شاعر اديب معروف.

ولد في السماوة عام 1315 ه 1897 م في أسرة دينية، هاجر إلي النجف وهو شاب حيث اختلف علي أساتذة فضلاء لطلب العلم حتي فاق أقرانه، وما إن طالت هجرته حتي طلبه أبناء منطقته ليکون المرشد فيهم وکان مثالاً بارزا لخصوبة الذهنية، کان محترماً في قومه فيصلاً في منازعاتهم العشائرية، شعره يمتاز بالرمزية التي لا تخفي علي من عرف السماوي وأمنيته المفقودة في تقويم ما اعوجّ من محيطه ونصرة قادة الدين، وهو کاتب فاضل اديب جمع مکتبة حافلة وله ديوان شعر، توفي عام 1388 ه 1968 م.

وله وعنوانها «عيد الغدير» قوله:


بلبل الوحي في ضفاف الغديرِ
صادح باسم موکب التأميرِ


يتحدّي الأجيال مهما ترامت
في مجاهيل عالم مستورِ


هيکل من تعطف وحنان
مائل فوق هيکل من شعور


جوهري الوجود لم تتفاعل
فيه شتي عوامل التغييرِ


حتي قال:


يقطع النص في عليٍّ بنص
ويشدُّ الدستور بالدستور

[صفحه 148]

ما تلاشي صوت الحقيقة حتي ار
تعش الحق في فم الجمهور


حيث ساد الصموت لولا هناةٌ
طبلت للقفول قبل المسير


همساتٌ تذوب في همساتٍ
وسطورٌ تنحلُّ فوق سطور


رقمته يراعة الکون رمزاً
فوق أثباج بيتها المعمور


عبّرت حين عبّرت عنه لو لم
يتسامي عن حيّز التعبير


فسّرته کما تشاء ولکن
تشکل الواضحات بالتفسير


هيمنت فوق مستوي الحس لما
أن تخطت عوالم التفکير


فهي برهان سورة الفتح إن لم
تک عنوان آية التطهير


فسماء الوجود تعزف فيها
نغمات التهليل والتکبير


ورياض الخلود تعقد فيها
حفلات الإکبار والتقدير


وعلي منبر الجلالة يملي
بلبل الوحي لوحة التأمير


يا أخا المصطفي تعاليت شأناً
عن مقام التمثيل والتنظير


أنا لم أدر کيف أثني فحسبي
من ثنائي الشعور بالتقصير


(أنت في منتهي الظهور خفي)
ولدي منتهي الخفا في ظهور


وله في يوم الغدير وعنوانها- حديث الدهر- قوله:


ترامت وجنب الأفق ما انفک نائيا
محاضير تطوي عالما متراميا


حتي قال:


بعدتَ عن المرمي رويدکَ فاتّئدْ
إلي أين تجتاح الربي والفيافيا


أثر رهج النادي إذا اکتظَّ جنبه
وإن وجمَ الشادي فکن أنت شاديا


فما هو إلا أن يعجَّ مدائحا
بذکري (علي) أو يعج مراثيا

[صفحه 149]

فکم حمحمت حول الغري وأنشدت
تقدَّست يا وادي ابن عمران واديا


ترابُک أکبادٌ تدافُ وإنما
نسيمُک أرواحٌ تهبُّ عواديا


فهذا عليٌّ فوق کرسيّ مجده
يرتّلُ صوت الحمد سبعا مثانيا


تغشّاه من عرش المهيمن هيکلٌ
أعاد لنا السبع الطباق ثمانيا


وهذا عليٌّ والأهازيج باسمه
تشقُّ الفضا النائي فهاتوا معاويا


أعيدوا ابن هند إن وجدتم رفاته
رفاتاً وإلا فانشروها مخازيا


فهذي بواديه تضجُّ وهذه
حواضره بالظلم عادت بواديا


أباحسن إن ربَّعوا فيک دستهم
فيوشک أن يُمسي کما شئت خاويا


اذا الملأ الأعلي تحدَّر بالثنا
عليک فما شأني وشأن ثنائيا


وهل متناهي اللفظ يرفعه الثنا
ليحمل معنيً منک لا متناهيا


ولکنها الألفاظ مهما تناسقت
اذا لم توفِّ المدح عادت أهاجيا

[صفحه 150]


صفحه 148، 149، 150.