محمد علي اليعقوبي
محمد علي ابن الشيخ يعقوب ابن الحاج جعفر اليعقوبي، خطيب عالم، وأديب شاعر مؤلف، ولد في العام 1313 ه 1896 م. نشأ في الحلّة فترة فتوّته وفيها تعلّم القرآن الکريم قراءة وکتابة. ربّاه والده علي حفظ الشعر وعلّمه التراجم وعلوم العربيّة حتي عرف بفضله. اتصل بالسيد محمد القزويني فأولاه عنايته وافاض عليه من ادبه وعلمه وثقافته. قفل الي النجف الأشرف ونهل من علومها الثرّة فبرز فيها کخطيب بارع شهير متضلّع في علوم شتي، وکانت معارفه موسوعيّة. وقد شارک في مختلف الفعاليّات الثقافية والنشاطات الأدبيّة، فکان بحقٍّ جذوة لم تخمد. رأسَ جمعية الرابطة الأدبية، اضافة الي ريادته للمنبر الحسيني، توفي في العام 1385 ه 1965 م، فأبّنه رجال العلم والأدب والثقافة بما هو أهلٌ له من التکريم. وله من قصيدة «وليد البيت الحرام» قوله: قمر بدا من أفق مکة يشرق وتهلل البيت الحرام بطلعة لو ان بدر الأفق حاز ضياءها هو شعلة الحق التي لما بدت [صفحه 140] وضعته وسط البيت أمٌّ لم تزل وتفاوحت أرجاء مکة مذ غدا ملک حباه اللَّه تاج کرامة مفتاح حکمته وباب مدينة ال يا طيب مولده الأغر فطالما ليکون أول مؤمن ومصدّق فاستعصم الاسلام منه بذروة وکفاه عن کل المواقف دونه هيهات يلحق سابق عن شأوه يا من اذا جرت الرجال بحلبة وإذا البليغ أراد عد صفاته جلت صفاتک لم ينلها واصف وعلوت من کتف النبي بمکة فحطمت أصنام العدا من بعدما للَّه سيفک حارساً دين الهدي جاهدت للتوحيد حتي لم تدع سمعاً أباالحسنين شکوي مالها من واجد ذابت حشاشته دماً دين أقمت بذي الفقار حدوده عاثت يد المستعمرين بأهله [صفحه 141] فذأمنن اباحسن علي بعطفة أوَ لستُ مذ سبعين عاماً قد مضت عجباً يخاف عذاب نار جهنم حتي م يشکو في النهار من الضني أأروم اشفاق الانام وعطفهم انا ذلک المأسور في قيد الضني فاعطف عليَّ بنظرة متصدّقاً [صفحه 142]
(1313 ه- 1385 ه)
فأضاء مغربها به والمشرق
منها يلوح سنا الهدي يتألق
ما کان يخسف نوره أو يمحق
لم تبق هيکل باطل لا يزهق
تقتات من ثمر الجنان وترزق
نشر الامامة من علي يعبق
فيه أضاء من العوالم مفرق
-علمِ التي أبوابها لا تغلق
کان النبي ليومه يتشوّق
في حيث عز مؤازر ومصدق
ينحط عنها (مارد) و(الأبلق)
(بدر) و(احد) بعدها و(الخندق)
ينحط طير الفکر وهو محلق
للفضل کان مجلياً لا يلحق
ذهل الحجي منه وحار المنطق
کالشهب تبدو في السماء وترمق
شأواً يزل الفکر عنه ويزلق
کانت علي البيت الحرام تعلق
فکأنه سور عليه وخندق
للمشرکين لواء عز يخفق
مصغ سواک اذا الحوادث تطرق
فغدت علي آماقه تترقق
أضحي يحيط به البلاء المحدق
من بعد وحدة صفهم فتفرقوا
يُمني يسر بها الفؤاد الشيق
ما زلت رقکم الذي لا يعتق
من عوده في ماء حبک مورق
جسدي وطرفي في الظلام مؤرق
ولأنت أعطفهم عليَّ واشفق
فمتي أفک علي يديک وأطلق
أوَ لستَ انت الراکع المتصدّق
صفحه 140، 141، 142.